تقرير - إيمان الحسن:
تتطلع الأوساط الاقتصادية في البحرين إلى صفقات كبيرة تنمي القطاع التجاري خلال زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى الهند التي تبدأ اليوم وتشمل مومباي عاصمة إقليم مهراشتارا ونيودلهي، والتي من المتوقع أن تثمر عن إعلان عدد من اتفاقات التعاون تشمل القطاع التجاري والمزيد من الاستثمارات الهندية في المملكة.
وأكدت الإحصائيات أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين الصديقين بلغت 1.7 مليار دولار، ومن خلال الإحصائيات متوقع ازدياد قيمة السوق الخليجية التي تقدر قيمتها 1.5 تريليون دولار أمريكي إلى 2 تريليون دولار أمريكي بحلول العام 2020.
وأكد رجل الأعمال خالد أمين، لـ»الوطن»، أن علاقة البحرين بالهند قوية وممتدة من مئات السنين وقبل اكتشاف النفط وأثر ذلك على تعزيز التنمية الاقتصادية بالمملكة، وكان التبادل بين البحرين والهند كبيراً حيث أسهم الهنود في الكثير من المجالات بالمملكة وفي المقابل أسهمت البحرين في انتعاش التجارة في الهند.
وتُشير الإحصائيات إلى وجود 350 ألف هندي، يشكلون 50% من مجموع السكان الوافدين، حيث يعتبرون أنه لا يوجد بلد في المنطقة يمكن أن تجتمع على أرضه حرية العبادات مثل البحرين، وتعمل نسبة عالية منهم في مجال الطب والصيدلة والنجارة والمخازن، إضافة إلى نسبة مقدرة تلعب دوراً مهماً في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البحرين بنحو 65% في القطاعات التنموية المختلفة، كما تزخر البحرين بعدد كبير من المستثمرين الهنود وأصحاب الأعمال الذين يستفيدون من موقع المملكة الاستراتيجي والمميزات التي يتم توفيرها للمستثمرين.
وأشار خالد أمين إلى تفاهم الهنود مع الشعب البحريني كونه الأقرب له وكمثال على ذلك استيطان العديد من العائلات الهندية في البحرين وارتياحهم بالعيش في المملكة، مؤكداً تنمية اقتصاد المملكة بوجود أيدٍ عاملة آسيوية من ذوي الخبرة حيث وجودهم يبيّن أن المملكة في نماء مستمر ووجود الجالية الهندية أثر بشكل كبير على نماء الاقتصاد البحريني نتيجة لعلاقاتهم الطيبة مع البحرين وإخلاصهم.
وتبلغ عدد الشركات الهندية التي تعمل في البحرين أكثر من 2143 شركة، ونحو 19 فرعاً لعدد من الشركات العاملة في مجال الطيران والهندسة والأعمال المصرفية والاتصالات السلكية واللاسلكية، وأكثر من 116 وكالة تجارية، وهناك إمكانية كبيرة للتعاون الثنائي في مجالات مثل الزراعة وصيد الأسماك والتعدين والتنقيب عن النفط والغاز وحتى القطاع المالي بين الهند ودول الخليج العربي.
وأوضح أمين أن البحرين هي مركز جذب للشعب الهندي ويعتبرونها الأفضل، مشيراً إلى تطلعاته لتطوير علاقة أكثر بين الهند والبحرين حيث يتطلع لوجود شركات تجارية من قبل رجال أعمال من جمهورية الهند والاستثمار أكثر في الهند لكونها عنصراً أساسياً في حياتنا سواء في المملكة أو في الخليج العربي نتيجة لقرب الثقافات والعادات والتقاليد. وأضاف «نقدر حرص جلالة الملك المفدى على نمو العلاقات وبالأخص العلاقات الاقتصادية، شاكراً لجلالته زيارته للهند باعتبارها مفتاحاً واستمرارية لنمو العلاقات وهذا ليس بغريب على جلالته حيث دائماً يكون السباق لنمو العلاقات والبادئ في أمور تجارتنا».
ومن المعروف أيضاً أن الهند الثالثة في قارة آسيا من الناحية الاقتصادية حيث تعتبر إحدى أقوى الاقتصادات عالمياً وفقاً للإحصائيات، وتتميز بكونها من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم فضلاً عن الدور الكبير للجمهورية الهندية على المستوى الدبلوماسي والسياسي.
ولاشك أن البحرين تأثرت بالهند بشكل كبير، وظهر هذا التأثير في مختلف النواحي فأصبح هناك عدد كبير من المطاعم الهندية في البحرين ويقبل عليها عدد هائل من المواطنين البحرينيين، وبالنسبة الثقافة العامة فقد تأثرت البحرين بعادات الجالية الهندية بشكل ملحوظ، وذلك غير الإقبال الكبير على الأفلام الهندية والقنوات التي تعرض هذه الأفلام، حتى إن قناة البحرين عرضت عدداً لا بأس به من المسلسلات البحرينية بمشاركة نخبة من الفنانين الهنود، كما اشتهرت عدة أغاني وأصبح المواطنون البحرينيون يرددونها، وتأثراً بالأفلام المعروضة ومخالطة الشعب الهندي أصبحت اللهجة الهندية تتداخل مع اللهجة البحرينية كثيراً، وفي المنظور العادات والتقاليد تأثر الشعب البحريني كثيراً بالعادات والتقاليد الهندية في مختلف المجالات كمثال تزيين العروس بالحنة الهندية ولباسها ملابس مخصصة للحنة «جلوه».