عواصم - (وكالات): تتواصل التحقيقات في مصر في الاعتداء الذي استهدف حافلة سياحية في طابا، جنوب شرق سيناء قرب الحدود مع إسرائيل، وأوقع 4 قتلى وسط مخاوف من اتساع نطاق العمليات الجهادية التي انحصرت أهدافها حتى الآن بالجيش والشرطة، فيما قال مسؤول أمني إن «هناك شواهد على أن تفجير طابا وراءه انتحاري».
وأكد محافظ جنوب سيناء خالد فودة مقتل 3 سياح من كوريا الجنوبية وسائق مصري وإصابة 15 شخصاً آخر في التفجير الذي استهدف أمس الأول حافلة كانت تقلهم في منفذ طابا الحدودي مع إسرائيل في أول اعتداء يستهدف السياح في مصر منذ بدء موجة العنف الأخيرة قبل قرابة 6 أشهر. وتبنى معظم الاعتداءات أنصار بيت المقدس المتشددين الذين ينشطون في سيناء وأعلنوا ولاءهم لتنظيم القاعدة.
وبعد رفع المعطيات من مكان الحادث، ومشاهدة شرائط الفيديو، رجح مسؤولون أمنيون احتمال أن يكون انتحاري وراء الاعتداء الذي لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عنه.
وقال مسؤول أمني «هناك شواهد على أن تفجير طابا وراءه انتحاري».
وأضاف أن «الحافلة توقفت على بعد بضعة أمتار من منفذ طابا البري ونزل المرشد الذي كان مرافقاً للوفد لإنهاء بعض الأوراق في المنفذ وكان الباب مفتوحاً واقترب أحد الأشخاص من الحافلة ثم حدث الانفجار على سلمها الأمامي». وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية أحمد كامل أن «هناك 3 جثث وأشلاء» نقلت من مكان الحادث إلى المشرحة في شرم الشيخ» وأنه «لا يمكن تحديد ما إذا كانت هذه الأشلاء لشخص أو شخصين إلا بعد أن يقوم الطب الشرعي بفحصها وعمل التحاليل الطبية اللازمة». وفي حال اكتشف الأطباء الشرعيون أن الأشلاء لجثتين فإن فرضية العمل الانتحاري سوف تتأكد إذ إن ذلك يعني أن هناك 5 ضحايا 3 كوريين ومصري وضحية أخرى مجهولة. ويقول المحللون السياسيون إنه ربما يكون هذا الاعتداء بداية لموجة جديدة من العمليات التي تستهدف السياح كما حصل في تسعينات القرن الماضي، ولكن من الصعب الجزم بذلك إذ إنها العملية الأولى من نوعها.
ويعتقد خبراء السياحة أن اعتداء طابا اختار «هدفاً سهلاً» ولكنه يهدف إلى «الإيذاء وضرب قطاع السياحة» الذي تراجع بشدة خلال الشهور الأخيرة وكان يحاول أن يحقق بعض الانتعاش .
وينتمي السياح الكوريون إلى مجموعة مسيحية جاءت من وسط كوريا الجنوبية في رحلة تدوم 12 يوماً قادتهم إلى تركيا ومصر وكان متوقعاً استمرارها في إسرائيل. في سياق متصل، قال متحدث باسم الجيش المصري إن 5 من العناصر «التكفيرية» قتلوا وألقي القبض على 3 آخرين في مداهمات أمنية شمال سيناء.
من جهة أخرى، استأنفت محكمة مصرية محاكمة 48 من قيادات وأعضاء تنظيم الإخوان المسلمين متهمين بقطع الطريق وارتكاب أعمال عنف وقتل وتحريض على القتل مقابل مدينة قليوب شمال القاهرة، في مقدمتهم المرشد العام السابق للتنظيم محمد بديع، ووزيري الشباب والتموين السابقين أسامة ياسين، وباسم عودة، ومحمد البلتاجي، وعصام العريان