كتبت - مروة العسيري:
دعا النائب د. جمال صالح وزارة الصحة إلى استثمار مبلغ 50 مليون دينار، المصروف على العلاج بالخارج؛ لإنشاء مراكز عالية الجودة برواتب مجزية للقائمين عليها، تسهم في إعادة ثقة المواطن وتحسين جودة الخدمات الصحية، وتدريب الكوادر الطبية وتعزيز السياحة الصحية، لافتا الى الارتفاع الصاروخي في نفقات العلاج بالخارج، دليل دامغ على تدني وفشل الوزارة في تحسين أدائها.
وقال صالح ان النفقات التي تصرف للعلاج بالخارج بالإمكان استثمارها بانشاء مراكز متطورة ومتكاملة بالبحرين تخدم المواطنين في الأمراض المستعصية كالسرطان والجلطات وأمراض المخ والأعصاب وغيرها من أمراض خطيرة.
وأضاف صالح: بحسب الإحصاءات الرقمية التي زودنا بها وزير الصحة؛ فإن عدد المرضى الذين ابتعثوا للعلاج في الخارج بلغ في 2013 843 مريضاً بكلفة 23 مليون بمعدل 26 ألف دينار لكل مريض، و1558 زيارة بمعدل 15 ألف دينار لكل زيارة على حدة، وتم إنفاق 39 مليون دينار في عهد الوزير و 52 مليوناً في السنوات الثلاث الأخيرة، وخلال 10 سنوات قفزت النفقات من 3 إلى 23 مليوناً بنسبة زيادة 700%، وزيادة من 380 زيارة في 2003 إلى 1558 في 2013 تساوي نسبة زيادة 500%»..
وتساءل النائب: هل أن ارتفاع عدد المصابين بأمراض مستعصية سبب الزيادة، أم أن العلاج المتخصص غير متوفر لتلك الحالات في البحرين، أم أن هناك تساهلاً في الابتعاث للخارج للعلاج»، وطالب صالح وزارة الصحة بوضع خطط تطويرية يتم من خلالها قياس نجاح تلك الخطط بحسب مؤشرات الأداء الواضحة والمعلنة.
وأضاف صالح أن غياب إعلان ونشر مؤشرات أداء المؤسسة الصحية الحكومية يدفعنا إلى التسليم جدلاً ومنطقياً بأن الارتفاع الصاروخي في نفقات العلاج بالخارج هو دليل دامغ على تدني وفشل الوزارة في تحسين أدائها، إن كان عندها مثل تلك الخطة، مشيراً إلى ما تسرب من تقارير هيئة تنظيم المهن الصحية إلى الصحافة والفضاء الإلكتروني حول تردي كثير من مؤشرات الجودة في مستشفيات الصحة، بل وكارثية أداء بعض إداراتها وأقسامها.
من جهته أكد وزير الصحة صادق الشهابي أن الوزارة تتابع الابتعاث للخارج بكل شفافية، مشيراً إلى أن الوزارة زودت النائب بالأرقام والمعلومات لتبين بأن الحكومة غير مقصرة وهي مهتمة بعلاج كل مواطن، لافتاً إلى أن الابتعاث يتم عن طريق لجنة مختصة تقوم بدراسة الحالة المرضية وتبتعث كل حالة للمكان المناسب.
وأكد الشهابي أن هناك اهتماماً إقليمياً مشتركاً بين البحرين ودول الخليج العربي والوطن العربي في تخصيص مراكز علاج متخصصة في المنطقة تقوم على التكنلوجيا المتطور لتساهم في رعاية وتوفير العلاج للأمراض المستعصية، لافتاً إلى أن وجود تحديات تواجه البحرين والعالم أجمع بشأن زيادة ارتفاع الكلفة العلاجية وكلفة الأطباء الاختصاصين في العديد من المجالات التي تدخل فيها التكنلوجيا المتطورة.
وعاد صالح ليقول: أنا أمارس مهنة الطب منذ 36 سنة وأعلم جيداً كيفية تعامل بعض الأطباء مع المرضى، وذلك من أجل الربح المالي، وأعتقد أن هناك كفاءات بالبحرين يجب تطويرها وتدريبها، حيث كانت البحرين سابقاً مرجعاً للمواطنين في الدول الأشقاء.
وأبدى صالح دهشته لإرسال مواطنين للعلاج في موريتانيا، إلا أن الوزير نفى ذلك، وبين أن ما ورد نتيجة لخطأ مطبعي .