قالها في أشعاره «لم أعد أحتمل الأرض».. هكذا رحل الشاعر والكاتب الكبير أنسي الحاج عن عمر ناهز الـ 77 عاما، بعدما دخل في غيبوبة أمس إثر صراع قاس مع المرض الذي كان قد أقعده قبل نحو شهرين.
أنسي الحاج من آل الحاج من بلدة قيتولي، قضاء جزين، الجنوب. مولود في بيروت في السابع والعشرين من يوليو1937. تلقى علومه في مدرسة الليسيه الفرنسية ثم في معهد الحكمة في بيروت. بدأ ينشر وهو على مقاعد الدراسة، مقالات وأبحاثاً وقصصاً قصيرة في مختلف المجلاّت الأدبية في منتصف الخمسينات، وكان على اهتمام خاص بالموسيقيين الكلاسيكيين. الشاعر الكبير كان من أعمدة صحيفة «النهار» وصاحب باع طويل في النهضة الشعرية والثقافية اللبنانية والعربية.. تزوج في العام 1957 من ليلى ضو، ورزق منها ندى ولويس. بدأ العمل في الصحافة في العام 1956 في جريدة «الحياة»، ثم في «النهار» مسؤولاً عن القسم الثقافي. وتولى كذلك مسؤوليات تحريرية عديدة في «النهار» وأصبح رئيس تحريرها منذ العام 1992 إلى يونيو 2003. شارك في تأسيس مجلة «شعر» وفي إصدارها، وكان أحد أركانها منذ 1957 حتى توقفها في عهدها الأول، ثم في عهدها الثاني. وفي أعدادها الأولى، ظهرت له كتابات نقدية ولم ينشر قصائد. أول ما نشر قصائد فيها كان العام 1958. وكل قصائده المنشورة هي قصائد نثر. في العام 1960 ظهرت مجموعته الشعرية الأولى، «لن»، «دار مجلة شعر»، مع مقدمة كتبها بنفسه في موضوع قصيدة النثر خاصة والشعر عامة. الحرب الأدبية التي أثارتها «لن»، اشترك فيها الشعراء والكتاب من العالم العربي كله، وكانت حداً فاصلاً في تاريخ الشعر العربي المعاصر. لأنسي مجموعات شعرية عدة أشهرها «ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة»، «الرسولة بشعرها الطويـل حتى الينابيع»، «الوليمة»، أنطولوجيا «الأبد الطيار»، وأنطولوجيا «الحـــبّ والذئب الحب وغيري»، «خواتم 1»، و«خواتم 2» .