عواصم - (وكالات): بدأت امس في فيينا مفاوضات شاقة بين إيران والدول الكبرى بهدف التوصل إلى تسوية نهائية لنزاعهما حول ملف طهران النووي، في وقت تستمر الشكوك والريبة بين الطرفين، بينما شكك مسؤول امريكي في نجاح المفاوضات النووية. والاجتماع، الأول من سلسلة يحدد إطارها ومواعيدها لاحقاً، يعقد بين مسؤولين كبار من الدول الست الكبرى تحت اشراف وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون كما أوضح الناطق باسمها مايكل مان.
وقد حضر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أيضاً إلى فيينا في مناسبة هذا اللقاء الذي سيستمر 3 ايام.
وأكد ظريف بعد لقائه آشتون على عشاء عمل أن وفده حضر إلى فيينا «مع رغبة سياسية بالتوصل إلى اتفاق». وكان المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي قال امس الاول «لست متفائلا ازاء المفاوضات وهي لن تؤدي إلى نتيجة» مضيفاً في الوقت نفسه أنه لا يعارض هذه العملية التي انطلقت مع الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل اليه في جنيف بين ايران ودول مجموعة 5+1. والرهان كبير خلف هذه المفاوضات إذ إن التوصل إلى اتفاق نهائي سيسمح بتطبيع العلاقات بين إيران والولايات المتحدة المقطوعة منذ 35 عاماً وسيبعد الخيار العسكري الذي لوح به مؤخراً من جديد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. والمطلوب الآن تحويل خطة العمل هذه التي دخلت حيز التنفيذ في 20 يناير الماضي تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى اتفاق شامل يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني بشكل لا يترك مجالاً للشك.
واقر مسؤول امريكي كبير في فيينا بان «احتمالات التوصل الى اتفاق تساوي احتمالات عدم التوصل إليه».
وإن كانت إيران تريد التوصل إلى رفع جميع العقوبات الدولية المفروضة عليها، فسيتعين عليها على الأرجح برأي الخبراء إغلاق موقع التخصيب في فوردو، الذي أقيم تحت جبل، وخفض عدد أجهزتها للطرد المركزي التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم، وأيضاً إلغاء نهائياً مشروعها لبناء مفاعل أراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة والقادر على إنتاج مادة البلوتونيوم الممكن استخدامها في صنع قنبلة.