وجه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الدعوة إلى رئيس جمهورية الهند براناب موخرجي لزيارة مملكة البحرين «لمواصلة العمل سوياً تحقيقاً لكل ما فيه خير بلدينا الصديقين»، مؤكداً «هدفنا أن نتمكن وإياكم من نشر الإيجابية والإنتاجية والمحبة والسلام بين أبناء الإنسانية مشجعين على التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات».
وقال عاهل البلاد المفدى، في كلمة سامية ألقاها خلال مأدبة العشاء أقامها رئيس جمهورية الهند براناب موخرجي في القصر الجمهوري في العاصمة الهندية نيودلهي مساء أمس تكريماً لجلالته بمناسبة زيارة الدولة الرسمية التي يقوم بها إلى جمهورية الهند، إن «ما لمسناه خلال تبادل وجهات النظر مع فخامتكم والمسؤولين حول مجمل التطورات والأوضاع الدولية ليزيدنا تقديراً للدور الكبير الذي تواصل الهند القيام به عملاً على دعم وترسيخ الأمن والاستقرار الدوليين في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، وكذلك جهودها لمكافحة الإرهاب الدولي وزيادة التعاون للقضاء عليه بكل صوره وأشكاله، والدعوة إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية».
وأكد جلالته أنه «لموضع سرورنا ما نراه اليوم من تنامي علاقتنا التي تعود إلى أربعين عاماً من العلاقات الدبلوماسية وسبعة آلاف عام من العلاقات التجارية وذلك لما يبديه الجانبان من حرصٍ مشترك على تعزيز وترسيخ التعاون بين البلدين في العديد من المجالات وذلك في إطار اللجنة البحرينية الهندية المشتركة، ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها أثناء هذه الزيارة. وما تم الإعلان عنه من مشاريع مشتركة في مختلف القطاعات التجارية والصناعية والمالية».
وقال إننا «لا ننسى مساهمة أبنائكم في نهضتنا الحديثة بسواعدهم وإخلاصهم في العمل وتضحياتهم، فالبحرين تستضيف جالية هندية كبيرة، وهي من أكبر الجاليات المقيمة في البحرين، وقيمتها لا تقاس بثمن. ويتمتعون بالحرية الكاملة في ممارسة عباداتهم وشعائرهم مثلهم كمثل جميع المواطنين والمقيمين، ولهم الحق في عضوية الجمعيات المهنية وانتخاب ممثليهم في المجالس البلدية المحلية، فأصبحوا ضمن النسيج الوطني لبلادنا».
وحيا عاهل البلاد المفدى بكل تقدير سعي الهند الحثيث لنصرة القضايا العادلة وموقفها الثابت والداعم للحقوق العربية، وعلى رأسها حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
ومن جانبه، قال رئيس جمهورية الهند براناب موخرجي، في كلمة خلال له خلال حفل العشاء، إن الهند ملتزمة بأن تكون شريكاً موثوقاً به في المشاريع التنموية في البحرين، مضيفاً أن «شركاتنا التي اكتسبت تجربة غنية في تنفيذ مشاريع التنمية التحتية المعقدة والكبيرة، هي مهتمة جداً في المساهمة في مثل هذه المشاريع في البحرين».
وأوضح براناب موخرجي أن «هناك إمكانات واسعة للتعاون الثنائي على أساس قوتنا الكاملة والمكملات، بما في ذلك في مجالات مثل الرعاية الصحية، والبيئة، والتعليم وتكنولوجيا المعلومات ومصادر الطاقة المتجددة»، مضيفاً «بحيوية اتصالاتنا الوثيقة قمنا ببناء شراكة متعددة الأوجه وذات منفعة متبادلة». وأشار إلى أن الهند والبحرين تتمتعان بصداقة طويلة الأمد تقوم على روابط حضارية كلانا نقدرها كثيراً. وفي الآونة الأخيرة وسعنا علاقات من الثقة والتفاهم في علاقة شاملة تغطي الفضاء الكامل من العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والاتصالات الشعبية. وأكد أن الهنود في البحرين يوفرون ارتباطاً أساسياً مع الهند ويمثلون جسراً قوياً في تعزيز شراكتنا.
وقال إن الهند حققت على مدى العقدين الماضيين تقدماً مهماً في النمو الاقتصادي والابتكارات التكنولوجية، وأن اقتصادنا يتسم بمرونة. وعلى الرغم من التباطؤ الاقتصادي العالمي لاتزال الهند وجهة استثمارية سليمة، نرحب بأذرع مفتوحة، بأصدقائنا البحرينيين، من القطاعيين الخاص والعام للاستثمار في الهند.
وفي مستهل الحفل عزفت الفرقة الموسيقية السلامين الملكي البحريني والجمهوري الهندي ثم صافح جلالة الملك المفدى رئيس الوزراء الهندي والوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة الهندية كما صافح الرئيس الهندي أعضاء الوفد المرافق الرسمي لجلالة الملك المفدى.
نص كلمة الملك السامية
وفيما يلي نص الكلمة السامية التي ألقاها حضرة صاحب جلالة الملك المفدى خلال مأدبة العشاء:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس،، يسرنا أن نعرب عن سعادتنا بزيارتنا الأولى لجمهورية الهند الصديقة تلبية لدعوة كريمة من فخامتكم. وأن نشكر لكم كلماتكم الترحيبية بنا، وما شملتمونا به من بالغ الحفاوة والتكريم منذ بدء الزيارة، بما يعكس طيب العلاقات بين بلدينا وشعبينا الصديقين.
إن ما لمسناه خلال تبادل وجهات النظر مع فخامتكم والمسؤولين حول مجمل التطورات والأوضاع الدولية ليزيدنا تقديراً للدور الكبير الذي تواصل الهند القيام به عملاً على دعم وترسيخ الأمن والاستقرار الدوليين في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، وكذلك جهودها لمكافحة الإرهاب الدولي وزيادة التعاون للقضاء عليه بكل صوره وأشكاله، والدعوة إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وإنه لموضع سرورنا ما نراه اليوم من تنامي علاقتنا التي تعود إلى أربعين عاماً من العلاقات الدبلوماسية وسبعة آلاف عام من العلاقات التجارية وذلك لما يبديه الجانبان من حرصٍ مشترك على تعزيز وترسيخ التعاون بين البلدين في العديد من المجالات وذلك في إطار اللجنة البحرينية الهندية المشتركة، ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها أثناء هذه الزيارة. وما تم الإعلان عنه من مشاريع مشتركة في مختلف القطاعات التجارية والصناعية والمالية، وهدفنا أن نتمكن وإياكم من نشر الإيجابية والإنتاجية والمحبة والسلام بين أبناء الإنسانية مشجعين على التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات، وكما أكدنا لفخامتكم اليوم ولمعالي رئيس الوزراء، فإننا لا ننسى مساهمة أبنائكم في نهضتنا الحديثة بسواعدهم وإخلاصهم في العمل وتضحياتهم، فالبحرين تستضيف جالية هندية كبيرة، وهي من أكبر الجاليات المقيمة في البحرين، وقيمتها لا تقاس بثمن. ويتمتعون بالحرية الكاملة في ممارسة عباداتهم وشعائرهم مثلهم كمثل جميع المواطنين والمقيمين، ولهم الحق في عضوية الجمعيات المهنية وانتخاب ممثليهم في المجالس البلدية المحلية، فأصبحوا ضمن النسيج الوطني لبلادنا.
فخامة الرئيس، الحضور الكرام ،،
نحيي بكل تقدير سعي الهند الحثيث لنصرة القضايا العادلة وموقفها الثابت والداعم للحقوق العربية، وعلى رأسها حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، كما نعبر مجدداً عن خالص شكرنا للقيادة والشعب الهندي الصديق على ما أحاطونا به من حسن الوفادة وعميق المشاعر الودية، ليسرنا توجيه الدعوة لفخامتكم لزيارة مملكة البحرين، متطلعين للترحيب بكم ضيفاً عزيزاً على شعب البحرين لمواصلة العمل سوياً تحقيقاً لكل ما فيه خير بلدينا الصديقين.
وشكراً.
نص كلمة الرئيس الهندي
صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين
الضيوف الكرام السيدات والسادة
إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأعضاء وفدكم الأعزاء على زيارتكم الرسمية الأولى إلى الهند.
صاحب الجلالة، مرور وقت من الزمن لم يكن قادراً على طمس جذور العلاقات الهندية البحرينية. في الواقع هناك أدلة أثرية من علاقاتنا تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد. تقول الأسطورة إن التجار الهنود الذين اتخذوا طريق التجارة بين حضارات بلاد ما بين النهرين وحضارة وادي السند، البحرين التي كانت معروفة ذلك الوقت باسم دلمون، كانت نقطة توقف حيث استراحوا واستعدوا لرحلة شاقة أمامهم، كان هذا بطبيعة الحال مناسبة للتبادلات الثقافية وغيرها بما في ذلك التجارة المزدهرة من اللؤلؤ البحريني والتمور والتوابل الهندية، الهند والبحرين بالتالي، البلدان اللذان يشتركان في ماض مجيد وحاضر حيوي. في الواقع نحن نتمتع بصداقة طويلة الأمد تقوم على الروابط الحضارية وكلانا نقدرها كثيراً. في الآونة الأخيرة قمنا بتوسيع علاقات من الثقة والتفاهم في علاقة شاملة تغطي الفضاء الكامل من العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والاتصالات الشعبية.
صاحب الجلالة، احتضنت البحرين بسخاء عدداً كبيراً من المغتربين الهنود وشجعهم على الازدهار والرخاء الذي نقدره من الأعماق من جانبهم عمل الهنود في البحرين بتفان وإخلاص للمساهمة في التنمية والتقدم في البلد الذي يستضيفهم. إنهم يوفرون ارتباطاً أساسياً مع الهند ويمثلون جسراً قوياً في تعزيز شراكتنا.
مندفعاً بحيوية اتصالاتنا الوثيقة قمنا ببناء شراكة متعددة الأوجه وذات منفعة متبادلة، أني أدرك بحقيقة أن وفداً رفيع المستوى من رجال الأعمال يرافق جلالتكم، أنا واثق بأن الوفد سيجري محادثات مثمرة مع نظرائهم الهنود. حققت الهند على مدى العقدين الماضيين تقدماً مهماً في النمو الاقتصادي والابتكارات التكنولوجية. اقتصادنا يتسم بمرونة. وعلى الرغم من التباطؤ الاقتصادي العالمي لاتزال الهند وجهة استثمارية سليمة، نرحب بأذرع مفتوحة، بأصدقائنا البحرينيين، من القطاعيين الخاص والعام للاستثمار في الهند.
الهند مبتهجة بالتقدم والازدهار في البحرين وتبقى ملتزمة بأن تكون شريكاً موثوقاً به في المشاريع التنموية لديكم. شركاتنا التي اكتسبت تجربة غنية في تنفيذ مشاريع التنمية التحتية المعقدة والكبيرة، هي مهتمة جداً في المساهمة في مثل هذه المشاريع في البحرين.
هناك إمكانات واسعة للتعاون الثنائي على أساس قوتنا الكاملة والمكملات، بما في ذلك في مجالات مثل الرعاية الصحية، والبيئة، والتعليم وتكنولوجيا المعلومات ومصادر الطاقة المتجددة.
صاحب الجلالة، ترغب الهند والبحرين على حد سواء في رؤية السلام الدائم والاستقرار في منطقة الخليج وغرب آسيا، التعاون الأمني أضاف بعداً جديداً لعلاقاتنا متعددة الأوجه، هذا يعكس رؤية مشتركة في أن تعاوننا هو لا غنى عنه لمواجهة التطرف والقرصنة البحرية التي تؤثر بشكل مباشر دولنا وشعوبنا.
جلالتكم، نحن نقدر تقديراً عميقاً مساهمتكم الشخصية في تعزيز علاقاتنا الوثيقة، أنا أرحب مرة أخرى بكم وبوفدكم الموقر إلى الهند، وأتمنى لكم إقامة مريحة، أنا واثق بأن زيارتكم سوف تؤدي إلى العديد من المبادرات الجديدة ذات المنفعة المتبادلة وتعزيز التعاون بين حكومتينا وشعبينا في السنوات المقبلة، أرجو أن تتقبلوا يا صاحب الجلالة، أفضل تمنياتنا برفاهيتكم الشخصية والتقدم والازدهار لشعب البحرين الصديق.