بيـــروت - (وكالات): أكــدت مصــــادر أمنيـــة لبنانيــة مقتــل 5 أشخـــاص وإصابة 126 في انفجارين انتحاريين متزامنيـــن استهدفـــا المستشاريـــة الثقافية الإيرانية جنوب بيروت، فيما أعلنت «سرايا الحسين بـن علــي فــي كتائب عبدالله عزام» مسؤوليتها عن التفجيرين مشيرة إلــى أنــه رد علــى تدخل «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران، في سوريا.
واستهدفت المصالح الإيرانية للمرة الثانية في أقل من 3 أشهر في لبنان بهذين الانفجارين، وهو الهجوم التاسع الذي يطال مناطق محسوبة على «حزب الله» منذ يوليو الماضي.
وجاء في بيان للجيش اللبناني «حصل انفجاران انتحاريان متزامنان تقريباً في منطقة بئر حسن» عند المدخل الجنوبـــي من بيـروت، «الأول داخـــل سيارة من نوع ب إم دبليو بالقرب من المستشارية الثقافية الإيرانية، والثاني داخل سيارة من نوع مرسيدس بالقرب من المعرض الأوروبي».
ويقع المعرض الأوروبي، وهو كناية عن مبنى يضم محالاً تجارية عدة، على بعد 50 متراً من المستشارية.
وأعلن وزير الصحة وائل أبو فاعور أن الانفجارين تسببا بمقتل 5 أشخاص وإصابة 126.
كما تسبب الانفجاران بأضرار مادية بالغـــة في الأبنية والسيارات. وقـــال الجيــــش إن «وحدة من الشرطـــة العسكريــــة وعــــدداً مــــن الخبـــراء المختصين يكشفون على موقعي الانفجارين والأشلاء البشرية التي وجدت بالقرب منهما، تمهيداً لتحديـد طبيعتيهما وظروف حصولهما».
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «ارنا» وقوع الانفجار على مقربة من المستشارية الثقافية الإيرانية التي تضم أيضاً، بحسب الوكالة، مكتبها في بيروت ومكاتب تابعة لمحطة تلفزة إيرانية. وتبنت «كتائب عبدالله عزام» التفجيرين. وجاء في بيان على حسابها على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي «يتبنى إخوانكم في كتائب عبدالله عزام سرايا الحسين بن علي رضي الله عنهما، غزوة المستشارية الإيرانية في بيروت، وهي عملية استشهادية مزدوجة».
وأضاف «إننا مستمرون بحول الله وقوته باستهداف إيران وحزبها في لبنان، بمراكزهم الأمنية والسياسية والعسكرية» إلى حين خروج «حزب الله» من سوريا والإفراج عن سجناء لدى السلطات اللبنانية من المشتبه بمشاركتهم في تحضير تفجيرات وتنفيذ اعتداءات، وغالبيتهم من السنة. وسبق لكتائب عبدالله عزام أن تبنت تفجيرين انتحاريين استهدفا السفارة الإيرانية الواقعة على مقربة من انفجار اليوم (أمس)، في نوفمبـــر الماضي، ما تسبب بمقتل 25 شخصاً.
ويأتي الانفجار بعد أيام على تشكيل حكومة جديدة في لبنان ضمت ممثلين عن «حزب الله» وعن خصومه وأبرزهم تيار المستقبل برئاسة الزعيم السني سعد الحريري.
وتفقد وزير الداخلية نهاد المشنوق المنتمي إلى تيار المستقبل مكان الانفجار، وقال «نطالب كل القوى السياسية المعنية التعاون مع الجيش ليقوم بعمليات جدية لإقفال معابر الموت»، موضحاً أن «هناك معابر لبنانية للسيارات المسروقة ترسل إلى سوريا وتفخخ» وتعود إلى لبنان.
وأضاف «على كل القوى السياسية أن تتعاون من أجل إنهاء بؤر الأمن الموجودة في مناطق البقاع في أكثر من منطقة»، في إشارة إلى مناطق خارجة تماماً عن سلطة القانون يتم تجميع سيارات مسروقة فيها. وتقوم عصابات بتزوير لوحات هذه السيارات وببيعها او تهريبها إلى سوريا.
وقال رئيس الحكومة الجديد تمام سلام في بيان «وسط الأجواء الإيجابية التي رافقت ولادة الحكومة وتركت ارتياحاً لدى اللبنانيين، وجه الإرهاب ضربة جديدة للبنان»، معتبراً أن الاعتداء «رسالة بإصرار قوى الإرهاب علــى المضــي في مخططها في نشر الموت العبثي في الربوع اللبنانية». وينقسم اللبنانيون بين مؤيد للنظام ومتحمس للمعارضة. ومنذ اندلاعــه، ترك النزاع تداعيات أمنية متنقلة في المناطق اللبنانية.