قال الإمام الحسن البصري رضي الله عنه: «من علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه، وما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل، فالزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، ومن نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياك، فألقها في نحره، ولكل أمة وثن يعبدون، وصنم هذه الأمة الدينار والدرهم، فهما بئس الرفيقان، لا ينفعانك حتى يفارقانك. إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه بما وقر في القلب وصدقته الأعمال، واصحب الناس بمكارم الأخلاق، فإن الثراء بينهم قليل، وما رأيت شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل، وإذا لم تقدر على قيام الليل ولا صيام النهار فاعلم أنك محروم، كبلتك الخطايا، فالنفس أمارة بالسوء، فإن عصتْك في الطاعة فاعصها أنت في المعصية، والصبر كنز من كنوز الجنة، وإنما يدرك الإنسان الخير كله بصبر ساعة».