كتبت - عايدة البلوشي:
بعد صراع استمر شهرين؛ اختطف الموت الشاعر النجم أنسي الحاج. أنسي الذي يعتبر أحد أعمدة قصيدة النثر والحداثة بدءاً بديوانه الأول «لــن»؛ أنسي الذي قال يوماً «أنا الرجل الأم»، رثاه عدد من المثقفين في البحرين في حديثهم لـ «الوطن».
يقول الروائي والسيناريست أمين صالح: إن وفاة أنسي الحاج خسارة كبيرة للعالم بأكمله وليس الوطن العربي وحسب، فهو الشاعر الذي قدم الكثير، فوفاة شاعر وأديب ومثقف ومبدع في أي مجال يعتبر خسارة، لذلك اليوم نشعر بهذه الخسارة بوفاة إنسان كان عطاؤه في كل مكان ونشعر بأننا اليوم خسرنا شخصاً من العائلة، فهو ليس شخصاً عابراً، بل إنسانأً رائعاً ومبدعاً صاحب كلمة وشاعر. ويضيف صالح: سيظل أنسي شاعراً مبدعاً من النماذج الساطعة في الوطن العربي والعالم بأكمله، لذلك نهتم بقراءة كل كتاب له فكل كتاب له يعتبر حدثاً جديداً، لقد فقد العالم أحد أعمدة الثقافة.
بينما يؤكد الناقد الشاعر يوسف الحمدان، أن رحيل أي مبدع هو خسارة للإبداع بشكل أو آخر للوطن العربي أو كل مكان يوجد فيه، مشيراً إلى أن أنسي كان مبدعاً وشاعراً ويظل علماً من أعلام الشعر في الوطن العربي في الوطن العربي وأحد المؤثرين في حداثته وفي فضاءات تتعدد أشكاله وهو أحد مشاكسي الشعر المهمين، وله تأثير كبير على الحركة الشعرية في الوطن العربي، وتشهد بذلك الدوريات والإصدارات ومؤتمرات الشعر في كافة أرجاء الوطن العربي، ففي كل فضاء له منها مرتكز ومنطلق.
أمــا د. إيلي فلوطي مستشـار وزيرة الثقافة فيصف رحيل أنسي بالخسارة الكبيـــرة، «لقد خســر العالــم أحد أهم الأعلام وهو الشاعر صاحب القصيدة والكلمة والمثقف والمترجم الذي ورث الترجمة والصحافة من والده الذي هو أيضاً كان مترجماً وصحافياً، فهو رجل ثقافي كبير وإعلامي ومسيرته طويلة وكـــان أيضــاً مســؤولاً علــى الملاحــق الثقافية في عدد من الصحف، فهو مثل الحياة الثقافية، وله لمساته في مجال الثقافة». ويشير فلوطي إلى قيام أنسي بنقل أهم المسرحيات العالمية إلى لغات مختلفة منها الفرنسية عرضت علـــى مسارح معروفــة، وأيضــاً ترجمت كتاباته إلى عدة لغات، «لذلك سيظل أجمل صورة من صور الثقافة وسيبقى في ذاكرتنا وفي ضمير الثقافة».
كذلك يرى الشاعر جعفر الديري أن رحيل أنسي الحاج، في مثل هذه الظروف التي يعيشها العالم العربي والإسلامـي، بمثابة إدانة للواقع العربي الصعب، في ظل حياة تقبض براحتها بخشونة على رقاب العرب بمن فيهم المبدعون، مشيراً إلى أن أنسي تأثر ككل المثقفين والمبدعين العرب بما يعيشه وطنه لبنــان، خصوصــاً وأنــه كـــان شديــــد الحساسية تجاه كل ما يصله بوطنه، فانشغاله بتجربة الشعر كان لوناً مــــن ألــــوان الاهتمــام بالإنسان العربي، وخيباته المتكررة.