عواصم - (وكالات): قتل مسؤول عسكري في حزب علوي أمس شمال لبنان، ما أثار موجة توتر بين سنة وعلويين في المدينة، وذلك بعد أيام من تشكيل حكومة جديدة تسعى إلى تنفيس الاحتقان القائم في البلاد على خلفية النزاع السوري. وأفاد مصدر أمني أن مسلحين اغتالا عبدالرحمن دياب المسؤول العسكــري في الحـــــزب العربي الديمقراطي، أبرز حزب علوي في لبنان، بإطلاق النار عليه أثناء مروره بسيارته في مدينة طرابلس، مسرح جولات متكررة من المعارك بين الحزب ومجموعات سنية مسلحة. وأوضح المصدر أن المسلحين كانا ملثمين وعلى دراجة نارية، وقد تمكنا من الفرار.
وأوضح مسؤول في الحـزب أن القتيل دياب، كان يتولــى «مسؤوليات عسكرية». وعبدالرحمــــن دياب والد يوسف دياب، الموقوف لدى السلطات اللبنانية للاشتباه بتورطه في تفجيرين وقعا في طرابلس في أغسطس الماضي وأسفرا عن مقتل 45 شخصاً. وأفادت تقارير غير رسمية أن يوسف دياب هو من أوقف إحدى السيارتين المفخختين اللتين انفجرتا أمام أحد المسجدين اللذين استهدفا في حينه.
وأثار توقيفه في أكتوبر الماضي توتراً في المدينة ذات الغالبية السنية التي تشهد جولات عنف متتالية بين منطقتي باب التبانة المتعاطفة إجمالاً مع المعارضة السورية، وجبل محسن ذات الغالبية العلوية والمؤيد لنظام الرئيس بشار الأسد. واتهم الحزب العربي الديمقراطي ضمناً أشخاصاً من أنصار وزير العدل الجديد اللواء أشرف ريفي المتحدر من طرابلس بارتكاب الجريمة. وحمل الحكومة الجديدة مسؤولية الجريمة، مطالباً إياها بوقف الاعتداءات على العلويين، وإلا «فلتتحمل مسؤولية انفجار المجتمع العلوي». وبعد انتشار خبر اغتيال عبدالرحمن دياب، ساد التوتر مدينة طرابلس، وبدأ تبادل رصاص قنص بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 8 في باب التبانة. وعمد الجيش اللبناني إلى قطع الطريق عند مستديرة أبوعلي المؤدية إلى مناطق الاشتباكات.
ويأتي الحادث غداة تفجيرين انتحاريين استهدفا المستشارية الثقافية الإيرانية جنوب بيروت وتسببا بمقتل 10 أشخاص. وقد تبنتهما مجموعة «كتائب عبدالله عزام»، مشيرة إلى أنهما رد على مشاركة حزب الله اللبناني الشيعي في القتال في سوريا إلى جانب قوات النظام. واستخدم محققون عينات من الحمض النووي لتحديد هوية أحد منفذي التفجير الانتحاري المزدوج وهو فلسطيني يدعى نضال المغير، وقالت مصادر أمنية إنه في أوائل العشرينات ومن أتباع رجل الدين اللبناني المتشدد أحمد الأسير. وكان المغير يقيم في قرية البيسارية التي يشكل الشيعة غالبية سكانها جنوب لبنان وأشعل أهالي القرية النار في منزل عائلته بعد أنباء عن أنه أحد منفذي التفجير.
في الوقت ذاته، وجه رجل الدين اللبناني سراج الدين زريقات -أحد المتحدثين باسم «كتائب عبدالله عزام»- تهديدات جديدة لحزب الله، قائلاً إن الحرب التي بدأها الحزب بسوريا لن يمتلك بيده قرار إنهائها، داعياً الحزب إلى تحمل عواقب استمرار تدخله في القتال.