كتبت - شيخة العسم:
تعيش الفنانة البحرينية لمياء الشويخ ببساطة جداً، هي عاشقة للحياة بكل مفرداتها الجميلة ودون تعقيدات حياتية، طموحه جداً، وهذا الطموح كثيراً ما يجعلها متمردة على حاضرها.
تبحث لمياء عن التجديد ليس بهدف التغيير وإنما بهدف التطوير، وهي تدرك تماماً أن الحياة مدرسة والإنسان دوماً يكتسب المعرفة ويتعلم شيئاً جديداً في حياته.
وتقول «مهما وصلت وبلغت هناك شيئاً في الحياة يستحق التجربة والمغامرة لنستكشف عوالم لم نعشها، لذا سأظل الباحثة والعاشقة عن كل شيء جميل في الحياة ، فالرحلة قصيرة جداً».
*حدثينا عن بداياتك الفنية.
البداية دائماً صعبة، والصعب لا ينتهي، فعندما دخلت عالم الفن عام 2000، كان الأمر بالنسبة لي أشبه بالمغامرة، بدأت تجربتي الفنية بشكل غير متوقع عندما أسند لي دور رئيس في مسرحية «أختي فاطمة»، وفيها ظهرت طاقتي وموهبتي الفطرية.
منذ تلك اللحظة أحببت المسرح واكتشفت عالمه الساحر، عشقته وتعلقت به، وأدركت أني أمسكت طرف خيط طالما بحثت عنه، وهبته نفسي، وكان لابد من بذل الجهد في التدريب وصقل الموهبة والتثقيف في هذا الفن الواسع الشامل.
التحقت بالورش المسرحية وعملت في مسرحيات كثيرة، حتى تطورت وتهذبت الموهبة وبدأت أخطط لمساري الفني.
وخلال هذا المشوار الفني، قدمت عدداً كبيراً من المسرحيات المتنوعة، ومثلت العديد من الأفلام القصيرة، إلى جانب بعض المشاركات الدرامية المحلية.
ولحسن حظي أن أغلب أعمالي المسرحية كانت مع مخرجين مميزين ومبدعين من البحرين، أمثال خالد الرويعي، أحمد الفردان، إسحاق البلوشي، حسين الحليبي، حسن العصفور، حسن منصور، جاسم الطلاق، طاهر محسن، عادل عفيفي، أحمد الصايغ، وعبدالله السعداوي، و من خارج البحرين عملت مع المخرج القطري فالح فايز، وعملت مؤخراً مع الكاتب القطري طالب الدوس مخرج مسرحية «العربة»، ومن الإحساء صادق الطمع مخرج فلم «غفلة»، وعلي حسن عاشور مخرج فلم «إن كيدهن عظيم»، وأيضاً عملت مع مخرجين تلفزيونيين مثل جمعان الرويعي وعامر الحمود ومصطفى رشيد.
عملي مع أبرز المخرجين في البحرين ساهم منذ البداية في صقل موهبتي وإبراز طاقاتي الفنية، وكل مخرج عملت معه كان بحد ذاته مدرسة استفدت وتعلمت منها الكثير.
*كثير من الفنانات البحرينيات يتجهن للعمل في الخارج، هل تفكرين بذلك؟
لا أحد يبحث عن وطن غير وطنه، بالتأكيد الأولوية في عطائي ستكون لبلدي، ولكن هذا لا يمنع من مشاركات خارجية، ولن تكون هجرة فنية إلى الخارج .
ولكن سأوضح رأي مهم قد يشاركني فيه معظم الفنانين، الفنان الحقيقي يتأزم ويموت إذا حجر على عطائه، وأينما وجد الفن رحل هائماً وباحثاً عن هذا العشق، وهجرة الفنانات أولاً لقلة الأعمال في البحرين ولكثرة الطلب عليهن في دول تفتقر للعنصر النسائي، وثانياً لأن مشاركاتهن الخارجية تحقق لهن الشهرة والنجومية والعائد المادي.
*ما الذي يفتقره الفنان البحريني؟
الفنان البحريني مهموم، يفتقر هوية ضاعت بتجاهل أهم متطلباته، فهو يفتقد الكثير من الاهتمام والدعم المعنوي والمادي، هو بلا شك مميز على مستوى الخليج العربي، هو أعطى وصبر وبفكره صنع وخلق المناخ الثقافي والفني في بلده دون اللجوء لعقول أجنبية، وبعد سنوات من الكفاح يرى أحلامه تضيع سدى.
وهذه أقل أحلامه، يحتاج وجود خشبات مسرح ودعماً يكفي لإنتاج إبداعه، يحتاج لهوية ويبدع من خلال الدراما المحلية، يحتاج لصناعة سينما حقيقية تعبر عن هويته وهمومه وواقعه وتنقل ثقافته للعالم.
ورغم كل الفقر الذي يعانيه الفنان البحريني، لكنه يبقى غنياً بعطائه الفني وبفكره وإبداعه.
*ما أكبر تحد يواجهك في حياتك الفنية والخاصة؟
التحديات بالطبع لا تنتهي، لكن في الفترة الحالية، وبعد أن أسست شركة إنتاج فني بمشاركة زوجي الفنان سالم الجارح، أواصل التحدي بأن يكون لهذه المؤسسة كيان واسم ودور كبير في المشهد الثقافي الفني في البحرين.
ومنذ تأسيس مؤسسة الجارح بدأ نشاطنا الفني ببعض الأعمال الفنية بإنتاج خاص غير مدعوم، ومؤخراً أنتجنا مسلسلاً إذاعياً، وعملاً مسرحياً غير ربحي للمشاركة بمهرجان الصواري وهو أيضاً إنتاج غير مدعوم ورغم ذلك لم نبخل بإنتاجنا العمل، وربما تكون مؤسستنا أول مؤسسة في البحرين تنهج هذا النهج، وتنتج عملاً مسرحياً دون دعم وغير ربحي.
هذا هو التحدي في حياتي الفنية والخاصة الآن، والتحديات قادمة بقدر الطموحات الممكنة ولن تقف عند حدود المستحيل.
*ما اهتماماتك؟
اهتمامي الفن بالتأكيد، وبعيداً عن الفن فإن كل اهتماماتي أسرية، أسعى دوماً أن أعوض أولادي وأسرتي عن انشغالي، وأن أحقق لهم طموحهم وأشاركهم اهتماماتهم، وأيضاً يفوز بقدر كبير من اهتمامي رفيق دربي زوجي.
*أية إضافة؟
أود أن أضيف أني مذ أحببت المسرح، وغرفت من علومه التي لا تنضب، وبعد أن تعلمت أساسياته الإخراجية والإبداعية، قدمت تجارب إخراجية لاقت استحسان الجمهور والفنانين وكذلك حصدت جوائز، واعتبرني القائمين على المسرح بأني أول مخرجة بحرينية، وهذه التجارب رشحتني لأن يختاروني في المملكة العربية السعودية في منطقة الإحساء لأقدم ورشة مسرحية نتاجها كان عرض مسرحي من إخراجي، ولي تجربة إخراجية وحيدة في مجال الأفلام القصيرة.
ولا يسعني إلا أن أشكركم، وأشكر مجهودكم واهتمامكم الإعلامي في إبراز معالم وتضاريس ساحة الفن وهموم وقضايا الفنان البحريني.
ما آخر أعمالك؟
آخر أعمالي فيلم «مكان خاص جداً»، من إخراج جمال الغيلان، و3 أفلام في منطقة الإحساء والآن نجري التدريبات لمسرحية «بيتنا الذي» عن قصة «بيتنا» للكاتب التركي عزيز نيسين ومن إعداد وإخراج أحمد جاسم، واستعد في نفس الوقت لتصوير عدة أفلام استلمت نصوصها.