أبدى زوار برنامج ديسكفر بحرين إعجابهم بما تحظى به المرأة البحرينية من تحرر واستقلالية منذ القدم، ما مكنها من تحقيق إنجازات كبيرة على جميع الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومن تقلد نساء بحرينيات مناصب رفيعة داخل وخارج المملكة.
وأكد الوفد الذي اختتم فعالياته مؤخراً، أنهم اكتشفوا أن أفكارهم السابقة عن البحرين والمنطقة كانت مغلوطة تماماً، خصوصاً تلك المتعلقة بتسلط الرجل الشرقي وتعنيفه المتواصل لأمه وأخواته وزوجاته، وحرمان المرأة من التعليم والعمل، وإجبارها على الزواج وفقاً لمشيئة الأب أو الأخ، واكتشفوا من خلال زيارتهم للبحرين أن الإسلام يتضمن من المبادئ والقيم ما يصون كرامة المرأة ويحفظ لها حقوقها واحتياجاتها، وأن الضوابط الإسلامية لا تمنع المرأة من الدراسة والعمل واتخاذ قراراتها بنفسها.
وأعرب أعضاء الوفد عن إعجابهم بما تقدمه البحرين لرائدات الأعمال وتشجيع العمل الحر، لافتين إلى أن التجربة البحرينية ترقى إلى مصاف التجارب العالمية الرائدة في مجال دعم المرأة وتمكينها، وأشادوا بالدعم الذي تحظى به لتجسيد أفكار مشاريعها خصوصا الخدمات التمويلية والتدريبية والاستشارية.
وأبدى الوفد إعجابه بالمجتمع البحريني الذي يتيح الخيار أمام المرأة لتكون صاحبة القرار فيما إذا كانت تفضل أن تكون موظفة أو صاحبة عمل خاص أو ربة منزل، وأشاروا إلى أن البحرين تتفرد عن دول المنقطة بأن المجتمع كان على الدوام متفهماً وغير متحفظ إزاء عمل المرأة، فبمجرد الحصول على ثقة الأهل كانت كافية للانطلاق.
وخلال حفل ختام البرنامج؛ ارتدت عضوة الوفد الزائر الأمريكية كارين فلورنس عباءة وحجاباً وعندما انتهت تقدمت إلى المنصة لتقول «ها أنا ارتديت ملابس مرأة محتشمة دون أن يحد ذلك من حريتي في الحركة والحديث والتفكير والعمل على الإطلاق».
واطلع الوفد على تجربة المرأة البحرينية من خلال زيارات للمجلس الأعلى للمرأة ومركز «ريادات» التابع لبنك البحرين للتنمية، وعلى نماذج لنساء بحرينيات من مختلف المستويات من خلال زيارتهم منزل سيدة الأعمال صفية كانو وتعرفهم عن كثب على مساهمة المرأة البحرينية في خدمة مجتمعها، وزيارتهم منزل السيدة أم حسن كنموذج للأم البحرينية واطلاعهم على واقع تربيتها لأسرتها وعنايتها بها.
وتسنى للوفد -الذي يضم 19 زائراً من 12 دولة حول العالم- فرصة الالتقاء بكثير من الفتيات والنساء من المتطوعات في البرنامج أو من خلال لقاءات في الأماكن العامة، وتعرفوا على تجارب نساء بحرينيات وصلن إلى مناصب عالية فأصبحن وزيرات أو نائبات أو شوريات، وأخريات يعملن في الأمم المتحدة وفي البنك الدولي والكثير من المحافل الدولية.
من جانبه قال مدير البرنامج أحمد بوهزاع إن البحرين كانت على الدوام أرضاً لتعاقب الحضارات وتلاقي الثقافات، وهذا ما أضفى على أهلها صفات الانفتاح والتسامح، وسبغ عليهم قيم العدل والمساواة بين الجميع ومن ذلك المساواة بين الرجل والمرأة، مؤكداً أنه ليس أمام المرأة البحرينية أي عقبات تعيق تحقيق أهدافها، وأعتقد أن البحريني رجلاً كان أم امرأة يستطيع النجاح والتميز إذا ثابر وبذل، بغض النظر عن جنسه أو منبته أو حالة أسرته المادية.
وأضاف: أن المرأة البحرينية -وخلافاً للدول المجاورة- تميزت منذ بدايات القرن الماضي وقبل ظهور النفط، منذ كان الرجل يذهب لستة أشهر للغوص فيما تتولى هي إدارة شؤون المنزل كاملة، لافتاً إلى أن ضمان استمرار حضور المرأة في كافة الميادين يكفله الالتزام بمبدأ تكافؤ الفرص وتحقيقه واقعياً بما ينسجم مع مبادئ الدولة الدستورية وميثاق العمل الوطني الذي حسم حضور المرأة ومشاركتها في الشأن العام، وبما يحفظ حقوقها ومكانتها الأسرية، ويعينها على تأدية مسؤوليتها الوطنية بثقة واقتدار.