عواصم - (وكالات): رفض الفلسطينيون الأفكار التي طرحها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماعهما في باريس، معتبرين أنه «لا يمكن قبولها أساساً لاتفاق إطار» مع إسرائيل لأنها «لا تؤدي إلى تحقيق السلام».
ويسعى كيري منذ أشهر إلى إقناع الفلسطينيين والإسرائيليين بـ»اتفاق إطار» يمهد للتوصل إلى تسوية نهائية للنزاع ولكن من دون جدوى. وقد أجرى مباحثات مع عباس في باريس استمرت ساعتين ووصفها الفريقان التفاوضيان «بالبناءة». وقال مسؤول فلسطيني إن كيري «طرح على الرئيس عباس عددا من الأفكار والمقترحات التي مازالت في مرحلة النقاش مع الإدارة الأمريكية خلال الاجتماعين اللذين عقدا بباريس». وأكد أن «هذه الأفكار والمقترحات لا يمكن أن يقبل بها الجانب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية أساساً لاتفاق إطار لأنها لا تلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولا تؤدي إلى حل للقضية الفلسطينية ولا إلى تحقيق السلام والاستقرار والأمن في منطقتنا». وأضاف أن عباس «أعاد تأكيد الموقف الفلسطيني ورؤيته للحل التي تستند لقرارات الشرعية الدولية وقرارات المؤسسات القيادية الفلسطينية وقرارات الجامعة العربية». وطرح كيري حسب المسؤول الفلسطيني سلسلة أفكار تتعلق بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، والقدس والحدود والمستوطنات والأمن واللاجئين. وقال المسؤول الفلسطيني إن عباس أبلغ كيري بان «مبدأ الاعتراف بيهودية إسرائيل مرفوض جملة وتفصيلاً». وحول القدس، قال المسؤول الفلسطيني إن كيري تقدم «بطرح غامض لا يذكر القدس الشرقية التي احتلت عام 1967 ولا نعرف ماذا يقصد بقوله في القدس وأين القدس التي يقصدها». أما بشأن قضية الحدود والاستيطان، فقال المسؤول إن «كيري يطرح تبادلاً غير محدود للأراضي والحدود يتضمن الأخذ بالاعتبار التغيرات الديمغرافية التي حصلت بإقامة المستوطنات خلال سنوات الاحتلال». ورأى أن هذا الطرح يعني «إعطاء شرعية لكل عمليات الاستيطان التي تمت وهو ما نرفضه وهو أيضاً مناقض لقرارات الشرعية الدولية التي تعتبر كل الاستيطان في فلسطين غير شرعي». وحول الأمن، قال المسؤول الفلسطيني إن اقتراح كيري «لا يتضمن وجود طرف ثالث» كما ورد في مقترحات أمريكية سابقة. أما فيما يتعلق بقضية اللاجئين، فيقضي اقتراح كيري حسب المسؤول الفلسطيني بأنه «لا يحق الاعتراف بمسؤولية إسرائيل عن قضية اللاجئين وحلها وفق القرار 194 الذي ينص على العودة أو التعويض بل إنه لا يوجد حق عودة وإنما إعادة عدد من اللاجئين إلى إسرائيل بناء على القوانين الإسرائيلية والسيادة الإسرائيلية».
من جانب آخر، شارك نحو ألف فلسطيني في تظاهرة في ذكرى مرور 20 عاماً على مجزرة الحرم الإبراهيمي واحتجاجاً على إغلاق شارع الشهداء في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، أغلقه الجيش الإسرائيلي منذ المجزرة التي أودت بحياة 29 فلسطينياً. وتخللت التظاهرة مواجهات بالحجارة بين شبان وجنود الجيش الإسرائيلي الذي اعتقل وأصاب العشرات بحالات اختناق بسبب الغاز المسيل للدموع.