عواصم - (وكالات): شن خطباء سنة عراقيون هجوماً عنيفاً على رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي متهمين إياه بأنه «يتبع نهج الرئيس بشار الأسد في عمليات قتل وتهجير المواطنين»، وطالبوا «بوقف قصف الجيش للمدن»، فيما أكدوا أنه «لن يردع هذه الممارسات غير انبثاق مقاومة وطنية تقف في وجهها». في الوقت ذاته، حذر ممثل المرجع الشيعي السيد علي السيستاني من «خطر تزايد الأمية في البلاد» التي قال إنها «أصابت 6 ملايين منهم».
وجدد الحراك الشعبي في المحافظات العراقية الشمالية والغربية السنية إقامة صلوات الجمعة الموحدة حيث تناول الخطباء الأحداث المتفجرة في محافظة الأنبار وعمليات قصف المدن ونزوح أهلها. وفي مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد تطرق خطيب الجمعة إلى مذكرات الحاكم الأمريكي السابق للعراق بول بريمر التي وصف فيها الحكام العراقيين الحاليين باللصوص والكذابين، وأن ولاءهم لأنفسهم وفارغون فكرياً وسياسياً، وأن أمريكا نصبتهم على مصائر العراقيين لتنفيذ مشروعها في المنطقة. وأضاف الخطيب أن «هذه هي الوجوه التي تحكم العراق حالياً وهم أنفسهم المرشحون إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة» في 30 أبريل المقبل.
وفي سامراء شمال غرب بغداد، دعا خطيب الجمعة الشيخ حسين غازي المعتصمين إلى «الإصرار على مطالبهم والتكاتف والتوحد».
أما في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار غرب بغداد، فقد اعتبر إمام جامع الصديق الشيخ أحمد عبدالله أن رئيس الوزراء نوري المالكي اتخذ «بشار الأسد قدوة في القتل والتخريب»، واتهمه بأنه يستخدم الميليشيات «وأشباه الرجال» لقصف وقتل أهل الأنبار. وتشهد محافظة الأنبار منذ 28 ديسمبر الماضي عمليات عسكرية واسعة النطاق تستخدم فيها مختلف الأسلحة ضد التنظيمات المسلحة، وتوتراً شديداً على خلفية فض القوات الأمنية لاعتصام المدينة واعتقالها نائب المحافظة أحمد العلواني ومقتل شقيقه، فضلاً عن مقتل ابن شقيق رئيس مجلس إنقاذ الأنبار حميد الهايس ونجل محمد الهايس زعيم تنظيم أبناء العراق. في سياق متصل، أبلغ برلمانيون عراقيون نظراءهم الأوروبيين أن الشعب العراقي هو الآن ضحية الطائفية وممارسات سلطاتهم التعسفية، وإرهاب الجماعات المسلحة، وقالوا إن العمليات المسلحة التي تشنها الحكومة ضد المعترضين عليها تستهدف المكون السني، ودعوا المجتمع الدولي إلى دعم حقوق الإنسان في العراق. وجاء ذلك خلال استضافة البرلمان الأوروبي في بروكسل مؤتمراً حول حالة حقوق الإنسان في العراق، بمشاركة شخصيات برلمانية أوروبية وعراقية وعدد من الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان دولياً وإقليمياً ومن داخل العراق. وترأس النقاش رئيس لجنة العلاقات مع العراق داخل البرلمان الأوروبي ستراون ستنسون، وشاركت فيه شخصيات نيابية وحكومية من محافظات عراقية مختلفة.