كتب – حذيفة إبراهيم:
احتشد أكثر من 5 ألاف موطن في مسيرة «صرخة شعب» في الرفاع أمس لدعم رجال الأمن في وجه الإرهاب الممنهج الذي يستهدفهم، مطالبين بـ»القصاص من قاتلي رجال الأمن ومن يستهدف حياتهم والمحرضين على الإرهاب ضد الشرطة، وتطبيق الأحكام الصادرة بحق المجرمين على وجه السرعة».
وفي مشهد مهيب، انطلقت المسيرة السلمية الحاشدة عصر يوم أمس من مقرها بالقرب من ممشى الرفاع، مروراً بشارع المعسكر حتى دوار «بابكو» عائدة إلى مقرها دون أي أحداث أمنية أو تخريب أو أعمال شغب، بعد دعوات تناقلها مواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات الوطنية.
وشهدت المسيرة حضوراً نسائياً لافتاً، إذ كان بين المنظمين مجموعات «حفيدات بلال بن رباح» و»حفيدات عائشة أم المؤمنين» و»قروب أحفاد عمر»، إضافة إلى عدد من النواب والوجهاء ورجال الدين، فضلاً عن المواطنين من مختلف مناطق المملكة.
وانضمت مسيرة أخرى قادمة من الرفاع إلى المسيرة الأولى المحتشدة في شارع المعسكر، ليتضاعف عدد المتظاهرين المطالبين بالدفاع عن رجال الأمن، إذ أكدت الجموع اعتزازها بالبواسل من رجال الأمن البحريني. ورفع المتظاهرون صور شهداء الواجب الذين سقطوا على أيدي الإرهابيين منذ اندلاع الأزمة في فبراير 2011، مطالبين بـ»تنفيذ الأحكام التي صدرت بحقهم لإعادة الحقوق إلى أصحابها».
وطالب المتظاهرون بـ«تسليح رجال الشرطة وتطبيق القانون بحق الإرهابيين والمحرضين كعيسى قاسم وعلي سلمان» الساعيان، بحسب الحشود في المسيرة، إلى «زعزعة الأمن والاستقرار في البحرين انطلاقاً من فتوى (اسحقوهم) وغيرها من التحريض الذي يشجع على قتل رجال الأمن».
وأكدوا أن الإرهابيين يحاولون قتل رجال الأمن بمختلف الطرق، سواء من خلال الأسلحة محلية الصنع والأسياخ الحديدية والقنابل الحارقة «المولوتوف»، وصولاً إلى استهدافهم بالقنابل محلية الصنع، حيث ذهب ضحية لذلك الإرهاب المنظم المدعوم خارجياً حوالي 20 شهيد واجب، وأكثر من 490 مصاباً في صفوفهم».
وشدد المتظاهرون في هتافاتهم على أن «التهاون في تطبيق القانون على المحرضين ورؤوس الفتنة والإرهابيين يعني استمرار الإرهاب في البحرين دون توقف نظراً لعدم وجود أي رادع»، مؤكدين أن «الشعب يطالب منذ العام 2011 بتطبيق القانون على الإرهابيين».
وردد المشاركون عبارات «الشعب يريد تطبيق القانون»، فيما رفرفت أعلام البحرين وحملت صور شهداء الواجب بحضور عوائلهم وأصدقائهم.
وطالب المشاركون في المسيرة بـ»ضمان المعيشة الكريمة لعوائل وذوي رجال الأمن الذين أهدوا أرواحهم فداء للوطن ودفاع عنه»، مؤكدين أن «رجال الأمن هم ليسوا سوى أبناء البحرين الأوفياء».
ونيابة عن المتظاهرين، وجه النائب خالد المالود رسالة إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان مطالباً إياها بـ»الدفاع عن شهداء الواجب ومصابي رجال الأمن الذين ضحوا بدمائهم وأجسادهم للذود عن تراب الوطن، ومحاسبة الجمعيات السياسية المحرضة عبر اعتصاماتها ومنابرها الدينية لقتل رجال الأمن والآمنين».
وقال إن «على تلك المنظمات النظر بعينين ورؤية الموقف من جميع جوانبه، كي تتضح الصورة، وليس الرؤية من جانب واحد فقط ما لا يعكس حقيقة الأوضاع في المملكة، حيث يوجد إرهاب منظم يستهدف الشعب ورجال الأمن».
من جانبها، أعربت المواطنة أم عيسى عن فخرها بأبنائها من رجال الأمن، معبرة عن شكرها لـ»وزير الداخلية ومنتسبي الوزارة على الجهد الذي يقدمونه في التصدي للإرهابيين».
وأكدت أن «البحرين محفوظة بهؤلاء الرجال المخلصين، الذين استطاعوا حفظها في بداية الأمر، وهم لن يتخلوا عنها، مشدداً على ضرورة الحفاظ على أرواحهم من أيدي العابثين بأمن الوطن». وقدم المتظاهرون شكرهم لرجال الشرطة الذين ساهموا بتنظيم المسيرة، قبل أن يحمله على الأكتاف قائد شرطة المحافظة الجنوبية العقيد خليفة بن أحمــد آل خليفة.