كشف استشاري أمراض الدم الوراثية د. محمد نافع عن وجود 5 آلاف مريض سكلر في البحرين، وفقــاً لإحصائيــــات العـــام 2012 – 2013، مشيراً إلى أن هذه النسبة تعد عالية مقارنة بعدد المواطنين البالغ 650 ألف مواطن تقريباً، إلا أنه أكد أن «العدد في تناقص نتيجة للفحوصات التي يتم إجراؤها قبل الزواج».
وقال نافع، في تصريح لـ»الوطن» إن «حوالي 200 مريض سكلر يترددون بشكل يومــي على قسم الطوارئ وباقي أقسام مستشفى السلمانية الطبي، ويشغلون حوالي 100 سرير من المستشفى»، مؤكداً أن «المرضى المترددين يومياً هم نفسهم».
وأشار إلى أن «مركز أمراض الدم الوراثية في البحرين هو الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط المتخصص في السكلر»، موضحاً أنه «سيتم افتتاحه وفق مراحل، ومن المتوقع أن تنتهي جميع المراحل بعد حوالي 6 أشهر، لحين الانتهاء من استقدام الاستشاريين والطاقم اللازم للعمل في المركز».
وأضاف نافع أن «المرحلة الأولى تشهد العمل بـ22 سريراً من إجمالي 90 في المركز، لضمان انسيابية سير العمل وتقديم الخدمات بشكل أفضل لجميع المرضى»، مشيراً إلى أن «المركز سيعمل على مدار الـ 24 ساعة يومياً، ويتكون من 4 طوابق، ومن المؤمل أن يعمل به حوالي 128 موظفاً وموظفة من مختلف التخصصات».
وأوضح أن «طريقة علاج السكلر التي سيتبعها المركز تعتمد على تخصصات عدة، إذ إن السكلر يصيب معظم أعضاء الجسم، وهناك فريق متكامل، كالعظام وأطباء نفسيين وعلاج طبيعي وتغذية، وأخصائية وباحثة اجتماعية، وهو ما يعتبر فريق متكامل لعلاج المرضى وليس أمراض دم فقط».
وحول الكلفة التشغيلية، أكد أنها «تظهر أثناء العلاج والعمل بالمركز»، مشيراً إلى أن «علاج مرضى السكلر بشكل عام ليس مكلف بشكل كبير كباقي الأمراض».وقال إن «الحالات الواردة إلى المركز سيتم تقييمها من قبل الاستشاريين، إضافة إلى وجود اجتماع يومي للأطباء لمناقشة أحوال المرضى، وأفضل طريقة لعلاجهم، وتقديم الخدمات لهم».
وشدد على أن «الطريقة الوحيدة للقضاء على السكلر هي عدم تزاوج المرضى المصابين مع بعضهم البعض، وذلك نظراً لأنه ينتقل بالوراثة»، مؤكداً أن «ما يجري حالياً من فحص إلزامي قبل الزواج قلل من نسبة المصابين به على مستوى البحرين».
وقال إن «المرحلة الأولى تشهد استقبال المرضى في طوارئ مستشفى السلمانية، ثم تحويل البعض منهم وفقاً لبعض التعليمات إلى المركز، وذلك لحين الانتهاء من جميع المراحل»، مؤكداً أن «المركز سيحتوي على طوارئ لاستقبال الحالات وتصنيفها، إضافة إلى غرفة ترفيه تحتوي على العديد من وسائل الترفيه للمرضى، ومركز أبحاث للوصول إلى أفضل علاج للمرضى، وغيرها».
وأكد د. نافع أن «الفريق الصحي العامل بالمركز سيبذل كل جهده لتقديم أفضل الخدمات الصحية التي يطمح لها المرضى سعياً نحو التخفيف من آلامهم وتوفير الراحة لهم، حيث سيتم توفير أحدث العلاجات والأجهزة لتشخيص وعلاج المرضى، منها برنامج علاج الألم للمرضى الذين يعانون من ألم مزمن ناتج عن مرض السكلر، حيث تتم العملية بواسطة استخدام طرق وأجهزة حديثة تحت إشراف استشاري التخدير وعلاج الألم، والمتابعة الدورية المستمرة من خلال عيادة متابعة حالات علاج الألم من قِبل استشاري التخدير وعلاج الألم، والعيادة الأخرى لمتابعة مرضى التأهيل من قِبل استشاري الطب النفسي بهدف متابعة المرضى الذين تستدعي حالتهم المتابعة بشكل مكثف أسبوعياً، ودراسة إدماج بعض البرامج العلاجية التأهيلية الجديدة من ضمنها برنامج العلاج الجماعي التأهيلي والتي ستكون تحت إشراف استشاري الطب النفسي مع أخصائي علم النفس».
وقال إنه «حالياً أنا الاستشاري الوحيد المتفرغ للمركز، وسيتم التعاون بداية مع الاستشاريين الموجودين في السلمانية، لحين استكمال استقدام جميع الأطباء والانتهاء من مراحله». وبين د. نافع أن وزارة الصحة أنشأت المركز لتضع جل اهتمامها وجهدها لخدمة المرضى المترددين على المرافق الصحية التابعة للوزارة وعلى رأسهم مرضى السكلر، وتقوم بتوفير كافة الخدمات الصحية عالية الجودة، وأنها مستمرة في تطوير خططها المستقبلية وخدماتها الصحية بما يتناسب مع احتياجاتهم الصحية، حيث إن الهدف من إنشاء مركز أمراض الدم الوراثية يتمثل في الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لهذه الفئة من المرضى.
وذلك من خلال تقديم تقييم جسدي ونفسي واجتماعي شامل بهدف التشخيص المبكر للمضاعفات الصحية، ووضع خطة علاجية شاملة جذرية من خلال تعزيز استمرارية التقييم والمتابعة من قِبل مركز شامل ومتكامل سهل الوصول إليه يضم فريق مكون من أطباء وأخصائيين من مختلف التخصصات في آن واحد. وأشار نافع إلى أنه يتم حالياً علاج مرضى السكلر الذين يصابون بنوبات ألم شديد من قبل الاستشاريين في مجمع السلمانية الطبي والموزعين على عدد من الأقسام كالباطنية والكلى والقلب والصدر وغيرها من أمراض الدم. وقال إن الحالات الطبيعية لنوبات مرض السكلر تبقى بين يومين – 3 أيام، إلا أنه في البحرين تحدث أمور «غير طبيعية» حيث يبقى مريض السكلر لمدة تصل إلى شهرين، مشيراً إلى أن ذلك قد تدخل فيها بعض الأمور الاجتماعية أو غيرها.
وشدد على أن نوبات المرض تختلف من شخص لآخر وفق درجات، حيث هناك نوبات كثيرة ومتكررة، وقد تكون يومياً لدى بعض المرضى، إلا أنها لدى الآخرين ربما لا تحــدث إلا كــل سنتين، أو لا تأتي نهائيـاً.