القاهـرة - (وكالات): استقالــت الحكومــة المصرية برئاسة حازم الببلاوي، بما فيها النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي الذي يتوقع أن يعلن قريباً ترشحه لرئاسة الجمهورية المقرر إجراؤها في الربيع، فيما قال مصدر رئاسي إن الرئيس عدلي منصور كلف بشكل رسمي وزير الإسكان في الحكومة المستقيلة المهندس إبراهيم محلب بتشكيل الحكومة الجديدة، بحسب تقارير صحافية.
وتأتي استقالة الحكومة فيما تشهد البلاد منذ بضعة أيام إضرابات فئوية في قطاعات عديدة تابعة للحكومة من بينها إضراب سائقي النقل العام والعاملين في البريد للمطالبة بتحسين الرواتب. وقطع التلفزيون الرسمي برامجه بشكل مفاجئ لنقل مؤتمر صحافي لرئيس الوزراء أعلن فيه استقالة حكومته مؤكداً أن حكومته «تحملت خلال الشهور الماضية مسؤولية في غاية الصعوبة والدقة».
ودافع الببلاوي عن أداء حكومته معتبراً أنها «حققت في أغلب الأحيان نتائج طيبة» بينما تعرضت الحكومة لانتقادات عديدة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة ووجهت إليها اتهامات بالعجز عن اتخاذ القرارات اللازمة ومواجهة الأزمات وآخرها أزمة الإضرابات والمطالب الفئوية. وأضاف الببلاوي أن حكومته «عندما قبلت المسؤولية لم تقبلها لأنها أفضل من في البلد قدرة وكفاءة إنما لأنها من القلائل الذين قبلوا أن يتحملوا المسؤولية في هذا الوقت وبذلوا كل الجهد من أجل خروج مصر من النفق الضيق سواء من الناحية الأمنية أو الضغوط الاقتصادية أو الارتباك السياسي».
وقال «هذا ليس وقت المطالب الفئوية وإنه أمام هذا البلد آفاق كبيرة وكذلك إخطار وعلينا التضحية بمصالحنا الخاصة والمصالح الفئوية لصالح بلادنا». وتابع الببلاوي «الحكومة عندما قبلت تولي المسؤولية كان من باب الحرص في هذا الوقت والتحدي لإخراج مصر من النفق الضيق» مشيداً بعمل الشرطة والجيش.
وأضاف أن حكومته تستقيل وقد أنجزت أول خطوة منصوص عليها في خارطة الطريق وهي إجراء الاستفتاء على الدستور في موعده مطلع يناير الماضي. في موازاة ذلك، أكد المرشح الوحيد المعلن حتى الآن لانتخابات الرئاسية حمدين صباحي، وهو المنافس الجدي الرئيس للمشير السيسي في حال ترشحه، إن الشباب الذي شارك في الثورة على حسني مبارك عام 2011 وفي التظاهرات الحاشدة ضد الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي التي أدت إلى ثورة 30 يونيو 2013، «لديه إحساس بأن ثورته تسرق، خصوصاً وأن زملاءهم يحبسون وبعضهم يقتلون أمام عيونهم مثل سيد وزة». وأضاف صباحي «عندما يجد الشباب أيضاً أن جزءاً من رموز الفساد في عصر مبارك يسبحون على السطح» فإن النتيجة «هي غضب مشروع وتخوف مشروع» مؤكداً أنه «يشاركهم قلقهم ومخاوفهم». من جهته، قال الناطق باسم حكومة الببلاوي هاني صلاح إن هذه الاستقالة سببها «شعور بضرورة ضخ دماء جديدة».
وأضاف أن «مصر تسير إلى الأمام ولن يكون لهذه الاستقالة تأثير لا على العلاقات الخارجية ولا على الاستقرار الداخلي». وعلى الصعيد القضائي، قضت محكمه القاهرة للأمور المستعجلة بعابدين برئاسة المستشار تامر رياض وأمانه سر محمد على بإلزام الحكومة بإصدار قرار رسمي باعتبار جماعه الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.
وكان المحامي سمير صبري، قد تقدم بدعوى أمام محكمة القاهرة للأمور المستعجلة يطالب فيها بإدراج جماعه الإخوان ضمن المنظمات الإرهابية. وأقام صبري الدعوى ضد رئيس مجلس الوزراء وطالب فيها بإصدار قرار رسمي استناداً للعمليات الإرهابية والمتهم فيها كل قيادات الإخوان . في سياق متصل، استؤنفت محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي في واحدة من القضايا الأربع المتهم فيها قبل أن يتم تأجيلها في انتظار صدور قرار بشأن طلب الدفاع رد هيئة المحكمة وهو طلب تختص محكمة الاستئناف بقبوله أو رفضه.
في الوقت ذاته، قالت مصادر قضائية إن محاكم مصرية عاقبت 116 من مؤيدي مرسي بالسجن لمدد تتراوح بين سنة و5 سنوات بتهم منها تعطيل المواصلات العامة والتعدي على رجال الأمن والتظاهر دون تصريح.
من جانب آخر، أعلن متحدث باسم قوى الأمن في بنغازي شرق ليبيا العثور قرب المدينة على جثث 7 مصريين مسيحيين قتلوا بالرصاص.