احتفت المنامة أمس رسمياً باختيارها مدينة للسياحة الآسيوية، لتبادل الأسابيع والمعارض الفنية المختلفة مع دول القارة، وإطلاق ملتقى للأفلام الآسيوية تتخذ من البحر موضوعاً لها.
وفي مؤتمر صحافي أعلن وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة ووزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، الانطلاق الرسمي لفعاليات المنامة مدينة للسياحة الآسيوية، واستراتيجيات التبادل الثقافي وتوطيد العلاقات بين الأوطان الآسيوية، من أجل صياغة التقارب ما بين مختلف شعوب القارة وإثراء حركة السياحة على مستوى آسيا والعالم.
وأكدت وزيرة الثقافة بهذه المناسبة، أن منطقة الخليج العربي تملك العديد من الجواذب السياحية، وأن البحرين تتميز بغنى مكوناتها الحضارية والإنسانية.
وقالت «العالم يريد اكتشاف مناطق جديدة من العمران والثقافات والحضارات، وفي البحرين لدينا حضارة تقارب 5 آلاف عام تشكل تاريخ المنطقة والعلاقة بين البحرين الجزيرة ودول العالم».
وأوضحت أن المنامة تواصل اشتغالاتها ومنجزاتها، إذ تمكنت العام الماضي من خلال المنامة عاصمة السياحة العربية 2013 من الترويج للمملكة، بينما تواصل هذا العام الطريق لتوسيع علاقاتها بين البحرين والقارة الأم.
من جهته أشار وزير الخارجية إلى أن البحرين ارتبطت منذ قديم الزمان بالسياحة، وقال «البحرين مرفأ الكون وطالما كانت تفتح صدرها وقلبها لكل من يأتي لزيارتها».
وأضاف «اليوم نحتفي بالمنامة مدينة السياحة الآسيوية بعد منجزها العام الماضي، ونحن كنا منذ وقت طويل نسعى لتطوير العلاقات مع دول آسيا، وكانت ضمن أهدافنا الكبيرة التي يؤكد عليها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، خصوصاً فيما يتعلق بعلاقتنا كقارة واحدة بمختلف ما تملك من تنوع ثقافي وسياسي واجتماعي وتاريخي».
وأردف «وحدتنا في هذا التنوع، والمنامة باعتبارها ميناء أكدت هذا المبدأ، ويمكننا ملاحظة أن مختلف الثقافات تندمج في منامتنا»، موجهاً جزيل شكره لوزيرة الثقافة.
وقال «المنجز المحقق في وزارة الثقافة ونتاجاتها ونجاحها، شجعنا للانتقال من عاصمة عربية للسياحة إلى مدينة للسياحة الآسيوية، انتقلنا من مستوى المنطقة والإقليم إلى القارة».
بدوره قال أمين عام منتدى حوار التعاون الآسيوي بندت لمسشون، إن البحرين تجسد وجهة سياحية مثالية، لما تملكه من مكونات سياحية تجمع ما بين الحضارات والتاريخ والثقافة وحسن الضيافة، ما يمنح السائح شعوراً حميمياً.
وأضاف أن السياحة تصيغ جسوراً للتواصل بين مختلف الشعوب والإنسانيات، مقدماً شكره لوزيري الثقافة والخارجية لجهودهما المبذولة في الحراك السياحي على مستوى المنطقة.
وفي ختام المؤتمر الصحافي أهدى وزيرا الثقافة والخارجية، أمين عام منتدى حوار التعاون الآسيوي منحوتة فنية للنحات الشاب خالد فرحان بمناسبة اختيار المنامة مدينة للسياحة الآسيوية، بينما أهدى الأخير، الوزيرين درعين تكريميين من قبل منتدى حوار التعاون الآسيوي.
ووظف برنامج المنامة مدينة السياحة الآسيوية 2014، العديد من الأدوات الثقافية والمشاهد الفكرية من أجل تدعيم استراتيجيات التبادل والنمو السياحي، ويتضمن خططاً لتشكيل صيغ تعاون جديدة مع السفارات الآسيوية، عبر استضافة البحرين لأسابيع ثقافية آسيوية شهرياً، تسهم من خلالها في ترويج المكونات الحضارية والإنسانية لدول آسيا، وتستعرض ملامح هويتها الثقافية والشعبية.
وفيما تتقاسم المنامة مع صديقاتها من دول آسيا، مجموعة من مكتسباتها التاريخية ومشاهدها الحضارية والفنية، تنطلق أسابيع ثقافية بحرينية في عددٍ من سفارات المملكة الموجودة في دول آسيا.
وأعلنت المنامة عن تنظيمها زيارات فنية تجول دول القارة الآسيوية، تقدم خلالها مجموعة أعمال فنية وإبداعية لفناني البحرين، ناقلة المشهد الثقافي البحريني من جغرافيته الحميمة إلى الجغرافية الأم.
ومن خلال مدينة السياحة الآسيوية، توضب المنامة أمكنتها لاستقبال مجموعة من الصحافيين الآسيويين وممثلي الشركات السياحية، للتعرف عن قرب على الحراك السياحي المحلي والاطلاع على مقومات هذه التجربة.
وتوفر مثل هذه البرامج عروضاً استثنائية وتشكيلة متنوعة من الخيارات، يذهب من خلالها الزوار إلى أمكنة لم يتوقعوها، إلى جانب إمكانية الحضور والمشاركة في العديد من الفعاليات والأنشطة.
وبالموازاة مع هذه الاستراتيجيات، أعلنت وزارة الثقافة عن مشاريعها وفعالياتها لهذه المدينة الآسيوية، وتستضيف من خلالها العديد من دول آسيا في مجموعة من المعارض الفنية والتاريخية، بدأت مع معرض «خمسمائة عام من الخط الإسلامي.. روائع من متحف شكيب سابانجي»، الذي انطلق يناير الماضي في متحف البحرين الوطني قادماً من تركيا.
ويليه معرض الماكي الياباني، ويقدم مجموعة روائع فنية يعود عمرها إلى ما يقارب 1300 عام، إذ تدشن المنامة المعرض 2 مارس المقبل ضمن مهرجان ربيع الثقافة.
ومن الهند يجيء إلى المنامة أبرز مصورين صحافيين يقدمان الحضارة الهندية وملامح معيشتها في معرض «الهند في عدسة»، فيما تشارك المملكة العربية السعودية مجموعتها الفنية مع معرض «الفن السعودي الحديث والمعاصر.. مجموعة المنصورية»، وينعقد بالتعاون بين وزارة الثقافة ومؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع بالمملكة العربية السعودية.
وعلى غرار المعارض العالمية، تنظم المنامة معرض Craftour، ويهدف إلى التركيز على دور السياحة في إثراء وإحياء الحرف الشعبية، وتسليط الضوء على أثرها في تشجيع ثقافة ريادة الأعمال في المجتمعات المختلفة في دول آسيا.
وتشارك كل دولة آسيوية في المعرض بجناح يمثل ثقافتها، تبيع فيه منتوجاتها الحرفية التقليدية، بينما تطلق البحرين لأول مرة ملتقى لأفلام تتخذ من البحر موضوعاً، وتخصص مساحة سينمائية شاسعة لنتاجات دول آسيا السينمائية، في وقت تستمر فيه بقية مواسمها بأنشطة متجددة ومغايرة.
وتزامن الاحتفال الرسمي لإطلاق المنامة مدينة السياحة الآسيوية، مع ذكرى ميلاد الرحالة العربي ابن بطوطة، واختارته المنامة رسمياً ليكون اليوم العربي للسياحة، ويصادف المنجز أيضاً احتفاء المنامة ببرنامج «الفن عامنا» المكرس للفنون والموسيقى والجمال.