عواصم - (وكالات): اعترف «حزب الله» الشيعي اللبناني بالغارة التي شنتها إسرائيل على مواقع تابعة له قرب الحدود السورية الاثنين الماضي، بعد يوم ونصف من نفيه لها. وقال بيان صادر عن الحزب إن «الطيران الإسرائيلي قصف موقعاً له في منطقة جنتا بالبقاع شرق لبنان»، مؤكداً أن «الهجوم لم يسفر عن مقتل أو جرح أحد من مقاتليه وإنما تسبب في أضرار مادية». وختم الحزب بيانه بالتأكيد أنه «سيرد على الهجوم وسيختار الزمان والمكان المناسبين والوسيلة المناسبة». وكشفت تقارير أن «بيان الحزب جاء لإزالة الكثير من اللغط والمعطيات المسربة التي تحدثت عن مقتل العديد من عناصره في الغارة، ويرد على ما قاله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أن إسرائيل تقوم بما هو ضروري للدفاع عن نفسها». وكان مصدر في «حزب الله» قد «نفى أن يكون أي من مواقعه داخل لبنان قد استهدف». كما نفى تلفزيون المنار التابع لـ «حزب الله» أن يكون الطيران الإسرائيلي نفذ غارات داخل لبنان، وتحدث فقط عن «تحليق كثيف لطائرات إسرائيلية فوق شمال البقاع».
والغارة الإسرائيلية على أحد مواقع حزب الله داخل لبنان قرب الحدود مع سوريا هي الأولى منذ حرب يوليو 2006، ما يفاقم التوتر في المنطقة. وحذرت إسرائيل مراراً من أنها لن تسمح بنقل أسلحة متطورة من سوريا الى «حزب الله». وذكر استاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية وضاح شرارة أن «قاعدة اللعبة بين «حزب الله» وإسرائيل كانت حتى الآن تستبعد تنفيذ غارات في لبنان، وإنما فقط في سوريا».
وأضاف أن «اسرائيل يمكنها مهاجمة «حزب الله» في لبنان لأنها تدرك أنه لن يكون ثمة ردود فعل في المجتمع المحلي»، في إشارة إلى الانقسام اللبناني حول مشاركة الحزب في المعارك داخل سوريا.
ميدانياً، قتل أكثر من 175 مقاتلاً من المعارضة السورية في كمين نصبته القوات النظامية على مدخل أحد معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية بريف دمشق حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
من جهته تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل وإصابة عشرات المقاتلين من الكتائب الإسلامية في كمين نصبته القوات النظامية في ريف دمشق.
في الوقت ذاته، قتل 3300 شخص منذ بدء المعارك في سوريا بين الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» ومقاتلين من كتائب أخرى معارضة للنظام في مناطق عدة من سوريا، منذ بداية العام، بحسب ما ذكر المرصد السوري. من جانب آخر، قال مسؤولون بالمخابرات الألمانية إن ألمانيا تواجه تهديدا متزايدا من التعرض لهجمات بسبب عودة نحو 12 متشدداً ألمانيا بعد مشاركتهم في الصراع في سوريا واكتسابهم معرفة متقدمة باستخدام الأسلحة وصنع القنابل. وقال رئيس وكالة المخابرات الداخلية الألمانية هانس جورج ماسن إن نحو 300 مواطن ألماني غادروا إلى سوريا للانضمام للمسلحين الذين يقاتلون الرئيس بشار الأسد وأن أكثر من 20 منهم لقوا حتفهم هناك.
وأضاف «نحن على علم بوجود نحو 12 شخصاً كانوا نشطين في الصراع في سوريا، ومن ثم يزداد خطر شن هجوم إرهابي في ألمانيا». وقالت الوكالة إن نحو 10% ممن سافروا إلى سوريا اعتنقوا الإسلام وإن7 % منهم نساء.