أطلقت الجمعية الأهلية لأمراض الدم الوراثية، حملتها الخامسة عشرة لبرنامج فحص طلبة المدارس، ويستهدف هذا العام 48 مدرسة حكومية وخاصة، بينما يمنح المستفيد من الحملة بطاقة فحص مجانية يمكن استعمالها مدى الحياة.
ويهدف البرنامج المنظم بدعم من نادي روتاري المنامة، إلى الكشف المبكر عن أمراض الدم الوراثية، ورفع مستوى الوعي لدي المجتمع خصوصاً جيل الشباب، ومساعدتهم على معرفة ما إذا كانوا يحملون الصفة الوراثية لأمراض «الأنيميا المنجلية» و»الثلاسيميا» و»نقص الخميرة».
وقالت رئيس الجمعية د.فاطمة العريض، إن البرنامج يطبق هذا العام على 48 مدرسة ثانوية حكومية وخاصة تشمل البنين والبنات، معتبرة البرنامج مميزاً على مستوى المنطقة والعالم.
وأضافت «توصلنا إلى خفض نسبة المواليد المرضى بأمراض الدم الوراثية بنسبة 75%، ودعم برنامج الفحص ما قبل الزواج، حيث يتعرف الشاب والشابة على نوعية دمهم قبل الموافقة على الزواج، بل وقبل التوجه لأخذ موعد الفحص، ما يقلل العبء النفسي والاجتماعي الناتج عن اكتشاف الطرفين، أنهما يحملان المرض نفسه ومعرضين لإنجاب أطفال مرضى».
وأوضحت أن كل طالب يحصل مجاناً على بطاقة تحدد نوع دمه، ويمكن استعمالها طول العمر، كلفتها في الطب الخاص لا تقل عن 30 ديناراً، وقال «بمعرفة نتيجة الطالب تعرف الأسرة كلها ما إذا كان هناك احتمال لإصابة الأجيال المقبلة من أفرادها، ومن ثم التخطيط لكيفية الوقاية››.
وذكرت أن البرنامج بدأ عام 1998، بينما وصل عدد الطلبة المفحوصين سنوياً إلى 88 ألفاً ويستغرق الفحص 6 أشهر، مضيفة «الآن تتكفل وزارة الصحة بشراء مواد المختبر، بينما تتكفل الجمعية الأهلية لأمراض الدم الوراثية بالكلفة المتبقية».
ونبهت إلى أن البرنامج يشمل إلقاء 50 محاضرة توعية للفئة المستهدفة في جميع المدارس، إلى جانب توزيع المطويات والكتيبات التثقيفية، وقرص مضغوط يشمل المحاضرة، وجميع الكتيبات.
وأكدت أن التعامل مع الحالات يتم بسرية تامة لأجل الحفاظ على أسرار الطالب، حيث تعطى النتيجة في ظرف مغلق يستلمه الطالب مع نصيحة ألا يفتحه إلا في البيت مع العائلة مع كتيب مناسب لحالته، ونصحه بالاتصال بطبيب المركز أو قسم الوراثة إذا كان لديه أي استفسار.
وعن نتائج البرنامج قالت العريض «في السنة الأولى 1998 كانت نسبة المرضى 1.3%، ولاحظنا الانخفاض التدريجي للمصابين في فئة الشباب لتصل إلى أقل من 1%»، مستدركة «لكن يختلف الوضع عند دراسة المواليد، حيث انخفضت النسبة إلى 0.4% وهذا متوقع».
ولاحظت أنه يوجد حوالي 60 ـ 70 طالباً وطالبة مصابين بأمراض الدم الوراثية في جميع المدارس على مستوى الوزارة، وقالت «هؤلاء يحتاجون إلى رعاية وعناية من قبل المدرسين والمدرسات».
وأضافت أن عدد مرضى «الثلاسيميا» قلة ولا يتعدون مريضاً أو مريضين كل عام، بينما الحاملون لمرض البيتا ثلاسيميا فنسبتهم تتراوح ما بين 2.5 إلى 3%، وهؤلاء لا يشكون من أي عارض مرضي، بل فقط يحملون عاملاً وراثياً واحداً للمرض وكثير منهم لا يعلمون بذلك على حد وصفها.
وقالت العريض إن من الثمار العلمية المهمة للبرنامج، اكتشاف أن هناك بعض المصابين بالمرض ولكنهم لا يعلمون بحالة، بل لم يحتاجوا إلى الذهاب إلى المستشفى طوال عمرهم، وأجريت الدراسات الجينية عليهم.
ولفتت إلى أن الحاملين لمرض فقر الدم المنجلي فنسبتهم 13% سنوياً، وأردفت «نقص الخميرة ليس مرضاً، بل نوعاً من الحساسية، ومن المهم هنا أن يعرف الشخص نوعية دمه، حتى يتفادى المواد المؤثرة، ولكن النتيجة لا تؤثر على قرار الزواج».
وذكرت أن البرنامج ساهم في نشر الوعي بين الطلبة وعوائلهم، وتابعت «اخترنا فترة مهمة من عمر الطالب، بحيث يمكنه استيعاب المعلومة المقدمة وأهميتها، وننصحهم باختيار الشريك المناسب عندما يحين الوقت».
ووصفت العريض البرنامج بأنه حيوي، وحظي بمشاركة الكثيرين، وكان لهم دور كبير في استمراره وفي نشر التوعية، حتى أصبحت الاستفادة منه تعم المجتمع ككل، لافتة إلى أن البرنامج هو تطبيق ممتاز للشراكة المجتمعية.
وأوضحت العريض أن البرنامج انطلق عام 98 بدعم كامل من نادي روتاري المنامة بالمرحلة الأولى منه، وتم جمع التبرعات للمشروع من خلال ماراتون نظمه النادي، بينما يتعاون في البرنامج اليوم وزارتا الصحة والتربية والتعليم من خلال قسم الخدمات الطلابية وجميع المدارس الحكومية والخاصة.
وأضافت «حاولنا البحث عن متبرع في السنة الثانية فلم نوفق، فتكفلت الجمعية الأهلية لأمراض الدم الوراثية به لمدة 5 سنوات بمعدل 20 ألف دينار سنوياً، حيث تكلف المواد المختبرية 10 آلاف دينار تقريباً، والعاملون 5 آلاف دينار والباقي للمطبوعات والمواد الأخرى»، بينما أنفقت الجمعية 240 ألف دينار على البرنامج خلال 14 سنة الماضية.