عواصم - (وكالات): تتسارع الأحداث في أوكرانيا مع الأوضاع المتوترة التي تزداد حدة في شبه جزيرة القرم حيث يتمركز الأسطول الروسي، حيث أعربت وارسو ولندن عن «قلقها الشديد» في حين حض حلف شمال الأطلسي موسكو على تفادي أي تصعيد في الوضع. من جهتها، أكدت روسيا أنها تحترم الاتفاقات الموقعة مع أوكرانيا بشأن الأسطول الروسي في البحر الأسود في منطقة القرم. وقد سيطر عشرات المسلحين في وقت مبكر على مقري حكومة وبرلمان القرم في سيمفروبول ورفعوا العلم الروسي عليهما.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية «في إطار الوضع الصعب السائد حالياً، يطبق الأسطول الروسي في البحر الأسود بشكل صارم الاتفاقات المعمول بها».
وشبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا تؤوي مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود في أحيائها التاريخية، في مدينة سيباستوبول الساحلية.
وعاد الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش الذي توارى تماماً عن الأنظار منذ إقالته في البرلمان والمطلوب في أوكرانيا بتهمة ارتكاب جرائم «قتل جماعي»، إلى الظهور في روسيا ليطلب من موسكو حمايته في وجه «المتطرفين». وأعلنت موسكو استجابتها لهذا الطلب. وقال يانوكوفيتش في تصريح «إلى الشعب الأوكراني» نقلته وكالات الأنباء الروسية «مازلت أعتبر نفسي الرئيس الشرعي للدولة الأوكرانية». وتابع «للأسف كل ما يجري حالياً في برلمان أوكرانيا غير شرعي» مشدداً على غياب العديد من نواب حزب المناطق الذي يترأسه عن البرلمان.
وفي لندن، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أنه على موسكو «الوفاء بوعدها» و»احترام وحدة وسلامة وسيادة أوكرانيا». وفي وارسو، وجه وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي تحذيراً من «لعبة خطيرة» في القرم.
من جهته، وصف نظيره الليتواني ليناس لينكيفيسيوس الذي وصل إلى كييف لمقابلة الحكومة الجديدة، هذه الأحداث بأنها «استفزازية»، معتبراً أن على روسيا التي رفع علمها على الأبنية الرسمية في سيمفروبول أن تتحرك. وقالت روسيا إنها أعلنت «حالة الاستنفار» في صفوف بعض قواتها وبينها تلك المنتشرة على طول الحدود المشتركة مع أوكرانيا. وحذر الرئيس الأوكراني أولكسندر تورتشينوف الأسطول الروسي في البحر الأسود وقال إن «أي تحرك لقوات مسلحة سيعتبر بمثابة عدوان عسكري».
وفي لندن، أعربت وزارة الخارجية أيضاً عن «قلقها الشديد» حيال الوضع في القرم، معتبرة أن التحركات العسكرية الروسية «لا تساعد» في «لحظة يتعين فيها على كل الأطراف أن تعمل على نزع فتيل التوترات».
من جهته، أعرب الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن عن «قلقه حيال التطورات في القرم». وقال راسموسن في اليوم الثاني من اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي في بروكسل «احض روسيا على عدم القيام بما يمكن أن يثير تصعيداً في التوتر أو يسبب سوء تفاهمات». وأكد وزراء الدفاع في دول الحلف الأطلسي أن أوكرانيا «ذات سيادة ومستقلة ومستقرة» و«ملتزمة بقوة لصالح الديمقراطية» تشكل «عنصراً رئيسياً» للأمن في المنطقة الأوروبية الأطلسية. من جهتها، حذرت واشنطن العضو الأكثر قوة في الحلف الأطلسي، روسيا من أن أي تدخل عسكري في أوكرانيا سيشكل «خطأ فادحاً».
وقد عين البرلمان بالإجماع ياتسينيوك رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية الانتقالية التي دعيت لتولي قيادة البلاد قبل الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستجرى في 25 مايو المقبل، بعد إقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
وياتسينيوك العضو في حزب يوليا تيموشنكو ملهمة الثورة البرتقالية والتي أفرج عنها السبت الماضي من السجن، كان وزيراً للاقتصاد والخارجية. وتشهد أوكرانيا وضعاً مالياً خطيراً إذ أعلن وزير ماليتها أنها بحاجة إلى 35 مليار دولار على عامين.