عواصم - (وكالات): اتهمت الولايات المتحدة أمس السلطات السورية بتقويض مفاوضات جنيف من خلال اعتقالها أقرباء مندوبين شاركوا في وفد المعارضة إلى جنيف2. وفي وقت يسعى موفدون دوليون لإعادة عملية المفاوضات إلى سكتها، اتهمت واشنطن نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام وسائل ترهيب للضغط على مفاوضي المعارضة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي «ندعو النظام إلى إطلاق سراح جميع الذين اعتقلوا بشكل تعسفي على الفور وبدون شروط»، معربة عن «استنكار» واشنطن. وقالت «يجب السماح لوفد المعارضة بالعمل بشكل آمن من أجل عملية الانتقال السياسي». ورأت أنه من خلال تدابير كهذه فإن نظام الأسد «لا يتحدى الأسرة الدولية فحسب، بل يسعى أيضاً للقضاء على التطلعات المشروعة للشعب السوري». ومن بين الذين تم اعتقالهم محمود صبرا شقيق المحامي محمد صبرا العضو في وفد المعارضة إلى جنيف، وهو ما سبق وأعلنه مصدر في الائتلاف.وحسب وزارة الخارجية الأمريكية، فإن نظام الأسد أعلن أن بعض الأعضاء الذين شاركوا في هذه المحادثات هم «إرهابيون» وتمت «مصادرة أملاكهم».ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف الأسبوع المقبل في روما في أول لقاء وجهاً لوجه بينهما منذ فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات.غير أنه انتقد موقف موسكو حيال سوريا متهماً الكرملين بزيادة دعمه لقوات الأسد من خلال إمدادها بكميات أكبر من الأسلحة. وقال كيري «بصراحة إن روسيا تعزز مساعدتها للأسد». وفي هذا السياق نقلت شحنة رابعة من المواد الكيميائية وهي شحنة من غاز الخردل من مرفأ اللاذقية السوري ليتم تدميرها بموجب الاتفاق المبرم مع نظام دمشق، بحسبما أعلنت البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. غير أن آلية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية تسجل تأخيراً عن برنامجها المتفق عليه، في وقت تتواصل المعارك وأعمال العنف في نزاع بات يدور بين عدة أطراف، ما بين مقاتلي المعارضة والمجموعات الإسلامية والقوات النظامية. وفيما انضم جهاديون بأعداد متزايدة إلى مقاتلي المعارضة لمواجهة قوات دمشق، يحظى الجيش الموالي للأسد بدعم قوي من «حزب الله» الشيعي اللبناني المدعوم من إيران، ما يؤجج المخاوف من انتشار النزاع. من جانب آخر، نفى وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز معلومات مفادها أن إسلام آباد قد تزود المعارضة السورية بالأسلحة. ميدانياً، قال ناشطون إن قتلى من قوات النظام والمعارضة سقطوا أثناء اشتباكات في القلمون بريف دمشق وحماة وحلب، بينما أوقع تفجير في إدلب عشرات القتلى والجرحى. وتستعد القوات النظامية السورية للتقدم براً نحو مدينة يبرود بالقلمون، حسب صحيفة «الوطن» المقربة من السلطة. إنسانياً، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» توزيع 7500 سلة غذائية منذ يناير الماضي للسكان المحاصرين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق معتبرة ذلك «قطرة في محيط».