طالب العضو السابق بمجلس النواب عضو المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان المحامي فريد غازي، أن يكون ضمن شروط قبول المترشح لمجلس النواب؛ التحاقه بدورات دستورية ينظمها معهد البحرين للتنمية السياسية، حتى يصبح النائب على مستوى من الكفاءة والإدراك السياسي مما يؤهله إلى رفع أدائه في المجلس.
وشدد عضو الهيئة الاستشارية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي على أهمية مشاركة المواطنين بفعالية في الانتخابات النيابية المقبلة، موضحاً أن المشاركة الفعالة تعمل على تغيير المستقبل، وبوجود نواب على مستوى التغيير والتحديات المقبلة. وتطرق غازي، في ندوة «العملية الانتخابية في مملكة البحرين» التي نظمها معهد البحرين للتنمية السياسية، إلى ضرورة أن يرتفع مستوى أداء النائب، مؤيداً عدم توظيف النائب لإنجاز مصالح شخصية للناخبين مما يجعله يقع تحت رحى السلطة التنفيذية، مشيراً إلى أن تميز النائب بالقوى وبالعمل في الاتجاه الشعبي ينعكس إيجاباً على مجلس الشورى، ومن ثم على تجاوب السلطة التنفيذية.
من جهته تطرق أستاذ علم الاجتماع في جامعة البحرين أ. د. باقر النجار إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على أفراد المجتمع، مؤكداً أن المشاركة السياسية بحاجة إلى وعي سياسي واجتماعي يتشكل تدريجياً داخل المجتمع، موضحاً أن هذا الوعي من أهم ما يميز المجتمع البحريني عن غيره من المجتمعات الخليجية منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى الآن.
وأوضح النجار أن الانتخاب كفعل لا يقود عمليات التغيير وهو أحد أهم شروط الفعل الانتخابي، مما يفسر أحياناً تدني المشاركين في الانتخابات حتى في الدول الغربية لاعتقاد الناخب من أن صوته قد أصبح غير ذي جدوى، مشيراً إلى أن الانتخاب حق يمارس فيه المنتخب حقه في التغيير إلا أن هذا الحق في كثير من المجتمعات العربية لا ينتج عنه إحداث تغيرات مهمة في مسارات مجتمعاتنا العربية.
وتعرض النجار في حديثه إلى المعوقات المؤثرة على مستقبل العملية الانتخابية، موضحاً أن هناك معوقات متعلقة بطبيعة تركيبة المجلس ذاته وهي تركيبة نتيجة لضعف الأداء البرلماني، مشيراً إلى أن هذا الضعف يخلق درجة من الإحباط للناخب في أن صوته لايحدث التغيير المطلوب، وأن الوعود التي يطلقها المرشحون سرعان ما تتبخر نتيجة لوصول المرشح إلى مقعد البرلمان، مؤكداً أن هناك من يرى أن المجلس الحالي يتسم بقلة الكفاءات فيه أو حدود إمكاناتهم، ليست الفنية فحسب وإنما السياسية أيضاً.