كتب - وليد صبري:
حذر أطباء ومختصون من التهاون في التعامل مع فيروس «إنفلونزا الخنازير، اتش 1 ان 1» خاصة بعد ظهوره مرة أخرى خلال الشهرين الماضيين، في عدد من الدول، بعد أن تمت السيطرة عليه قبل 4 أعوام»، مشيرين إلى أن «المرض وبائي حاد يصيب الخنازير بشكل رئيس وينتقل عبر الاستنشاق، وعدم تشخيصه مبكراً وإهمال علاجه يؤدي حتماً للوفاة».
وأكدوا، في تصريحات لـ»الوطن»، أهمية تناول الأدوية المضادة للفيروس في غضون 48 ساعة منذ ظهور الأعراض لأول مرة، إذ يمكن أن تخفف هذه الأدوية من الأعراض، ولكنها قد لا تزيل تلك الأعراض كلها، مشيرين إلى أن الحُمّى والسُّعال والصُّداع والقشعريرة والإعياء أبرز أعراض الاصابة بالمرض.
ونصحوا بعدم تناول الأطفال والمراهقين المصابين بالفيروس للأسبرين، وتأمين الراحة في السرير لهم، وشرب كميات كبيرة من السوائل.
الفيروس يتغير ويتطور
للتغلب على العقاقير
من جهته، قال أخصائي الطب العام د. احمد شفيق ان «انفلونزا الخنازير هي عدوى يسببها فيروس، وهي تحمل هذا الاسم لأن هذه الفيروسات توجد عند الخنازير، ولا تُصيب فيروسات انفلونزا الخنازير الإنسان في الحالات العادية لكن الإصابات البشرية قد تحدث أحياناً، ويكون الفيروس مُعدياً بحيث يمكن أن ينتقل من إنسان إلى آخر، وتكون أعراض انفلونزا الخنازير عند البشر مشابهة لأعراض الانفلونزا العادية، ومن هذه الأعراض، الحُمّى والسُّعال والتهاب البلعوم وآلام الجسم والصُّداع والقشعريرة والإعياء».
وقال ان «الفيروس استطاع قبل سنوات، ان يجذب أنظار العالم له ولقدرته العجيبة على التغير والتطور والتلاعب في شكله للتغلب على اللقاحات والعقاقير المضادة له، خاصة بعد ظهور حالات إصابة به مؤخراً بعد مرور أكثر من 3 سنوات على السيطرة على المرض حول العالم، واتخذت جميع الهيئات الطبية والصحية وضع الاستنفار للسيطرة على الوباء وللحد من انتشاره».
ووفقاً للمنظمة العالمية فإن «إنفلونزا الخنازير مرض وبائي حاد يصيب الخنازير بشكل رئيس وينتقل عبر الاستنشاق، ويشهد العالم انتشاراً متكرراً للمرض بين الخنازير مسبباً حالة عالية من الإعياء، وينتشر المرض في موسمي الخريف والشتاء ولكن من الممكن أن ينتشر في أي وقت من العام، وهناك عدة سلالات لإنفلونزا الخنازير، شأنه في ذلك شأن الإنفلونزا التي تصيب الإنسان»، بحسب د. شفيق.
وذكر أنه «حين تنتقل العدوى إلى الإنسان، يتشبث فيروس الإنفلونزا بخلايا الجهاز التنفسي ويجتاز الطبقة السطحية التي تحمي الخلايا، وليتكاثر هذا الفيروس، يقوم بإعادة برمجة الخلية ويحور وظيفتها بما يخدمه، فتتمكن كل خلية مصابة بالتالي من إنتاج مئات الخلايا الفيروسية لتنتشر في الجهاز التنفسي بأكمله»، موضحاً أن «مدة حضانة فيروس إنفلونزا الخنازير تتراوح بين 3 و7 أيام، وقد تمتد فترة أكثر لدى الأطفال الصغار».
وتابع أنه «لا تختلف أعراض إنفلونزا الخنازير عن أعراض الإنفلونزا المعروفة، حيث تظهر أعراض الرشح العادية مع ارتفاع في درجة الحرارة، ورعشة تصحبها كحة وسعال وألم في الحلق مع آلام في جميع أنحاء الجسم وصداع وضعف ووهن عام، ويصاب بعض الأشخاص بإسهال وقيء، وحمى».
وأوضح أن «هذه الأعراض عامة حيث يمكن أن تكون بسبب أي من الأمراض الأخرى، لذا لا يستطيع المصاب أو الطبيب تشخيص الإصابة بإنفلونزا الخنازير استناداً إلى شكوى المريض فقط، بل يجب إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية التي يتم عن طريقها تأكيد الإصابة بالمرض».
وأوصى د. شفيق بأنه «في حال اكتشاف الإصابة بأعراض الإنفلونزا لشخص ما دون وجود عوامل خطورة الإصابة بالمرض، ما عليه سوى البقاء في المنزل، ويجب عليه تغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال بالمنديل ثم التخلص منه على الفور مع غسل اليدين جيداً في كل مرة، وهذا لوقاية المحيطين به من العدوى»، مضيفاً أنه «من الممكن ملاحظة تدهور الحالة الصحية لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة مثل الربو أو السكري أو فشل القلب الاحتقاني».
الأدوية المضادة خلال 48 ساعة
وفيما يتعلق بالعلاج، أوضحت الطبيبة العامة د. سارة أحمد أنه «في معظم الأحيان يتم استخدام العقاقير المضادة للفيروسات، مثل «تاميفلو، tamiflu»، مشيرة إلى أن «المعالجة المناسبة لكل مريض تعتمد على شدة مرضه، وقد يقوم الطبيب باستشارة اختصاصي بالأمراض التي تنتقل بالعدوى لتحديد أفضل سبل العلاج».
وذكرت أن «بعض الأدوية المضادة للفيروسات، والتي تصرف بوصفة طبية لمكافحة الأنفلونزا، يمكن لها أن تعالج العدوى بأنفلونزا الخنازير، ويمكن أن تعالج الأنفلونزا من خلال منع تكاثر الفيروسات في الجسم، وتكون هذه الأدوية على شكل أقراص أو شراب أو مستحضرات للاستنشاق».
وقالت إنه «يوصى حالياً بإعطاء الأدوية المضادة للفيروسات فقط للمرضى الذين يعانون حالة معتدلة أو شديدة من الإصابة بأنفلونزا الخنازير، لكن معظم الناس المصابين يشفون دون استخدام الأدوية المضادة للفيروسات»، موضحة أنه «يجب أن تؤخذ الأدوية المضادة للفيروسات في غضون 48 ساعة من ظهور الأعراض، إذ يمكن أن تخفف هذه الأدوية من الأعراض، ولكنها قد لا تزيل تلك الأعراض كلها».
ولفتت إلى أن «الراحة وخافضات الحرارة وشرب كميات كبيرة من الماء تعتبر كلها من العلاجات الأخرى التي تفيد في حالة أنفلونزا الخنازير، لكن إذا حدثت المضاعفات وساءت حالة المريض، فقد يكون من الضروري أن يدخل المستشفى، فقد يعطى المريض داخل المستشفى الأكسجين أو يوضع على جهاز التنفس الاصطناعي».
وشددت على ضرورة «تأمين الراحة في السرير للأطفال أو المراهقين المصابين بالأنفلونزا، وشرب كميات كبيرة من السوائل، ويجب أن لا تحوي الأدوية التي يتناولها الأطفال والمراهقون لتخفيف أعراض المرض لديهم مادة الأسبرين، دون استشارة الطبيب، لأن إعطاء الأسبرين للأطفال والمراهقين المصابين بالأنفلونزا يمكن أن يسبب لديهم مرضاً نادراً، لكنه خطير، يدعى متلازمة راي».
وفيما يتعلق بأبرز طرق الوقاية من المرض، أفادت د. سارة بأنها «تتضمن تغطية الأنف والفم عند العطس والسعال، وغسل اليدين بالماء والصابون عدة مرات خاصة بعد العطس والسعال، والتخلص من المناشف الورقية المستخدمة عند العطس على الفور، وفي حال الشعور بالمرض، من المهم عدم مغادرة المنزل والالتزام بالراحة، وعدم لمس العينين والأنف قبل غسل اليدين، وفي المناطق الموبوءة يجب ارتداء القناع الواقي لدى الخروج من المنزل، واجتناب السفر لتلك المناطق، والابتعاد عن التجمعات والأماكن المزدحمة».
يذكر أن الفيروس عاد للظهور مؤخراً مرة أخرى في مناطق حول العالم منها مصر والبحرين وإيرلندا، بعد أن تمت السيطرة عليه نهاية عام 2009. وأعلنت وزارة الصحة في البحرين اكتشاف أول حالة إصابة بالفيروس، منذ أيام. وكانت وزارة الصحة أعلنت في مايو 2009 اكتشاف أول إصابة بإنفلونزا الخنازير في المملكة لدى شاب بحريني عاد لتوه من أمريكا. وفي مصر، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع أعداد وفيات أنفلونزا الخنازير إلى 52 حالة و424 مصاباً منذ ديسمبر الماضي حتى الآن. كما أعلنت وزارة الصحة في إيرلندا إصابة 20 شخصاً بالفيروس.