عواصم - (وكالات): أعلن الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش في أول ظهور علني له منذ فراره إلى روسيا أنه لم تتم الإطاحة به، مؤكداً أنه «سيواصل النضال» من أجل مستقبل أوكرانيا، فيما نددت السلطات الأوكرانية بانتهاك مجالها الجوي من قبل روسيا إثر قيام 10 مروحيات روسية بالتحليق في المجال الجوي الأوكراني.
وعقد يانوكوفيتش مؤتمره الصحافي في مدينة روستوف أون دون جنوب روسيا بعد ساعات على إعلان السلطات الانتقالية في أوكرانيا أنها استعادت السيطرة على مطارين في شبه جزيرة القرم متهمة القوات الروسية بالقيام بـ»اجتياح مسلح». وقال يانوكوفيتش في أول ظهور علني له منذ أكثر من أسبوع «لم تتم الإطاحة بي من قبل أحد، لقد اضطررت لمغادرة أوكرانيا بسبب تهديد مباشر لحياتي وحياة المقربين مني». وأضاف «اعتزم مواصلة النضال من أجل مستقبل أوكرانيا في مواجهة هؤلاء الذين يحاولون أن ينشروا فيها الترهيب والخوف». وأكد أنه سيعود إلى أوكرانيا ما إن يتلقى ضمانات حول أمنه.
وهاجم يانوكوفيتش الذي غادر أوكرانيا بعدما عزله البرلمان، السلطات الجديدة المناهضة للكرملين والموالية لأوروبا. وقال «إن السلطة في أوكرانيا أصبحت في أيدي شبان موالين للفاشية يمثلون الأقلية المطلقة من الشعب في أوكرانيا». وأضاف «هذه هي الفوضى والترهيب».
لكن يانوكوفيتش الذي تحدث بالروسية قال إنه يريد الاعتذار من الشعب لأنه غادر أوكرانيا بوضعها الحالي. وقال «أشعر بالخجل، أود أن أقول إنني أعتذر من الشعب الأوكراني على ما حصل في أوكرانيا وأنه لم تكن لدي القوة الكافية لإبقاء الاستقرار». كما أعلن يانوكوفيتش أنه يستغرب «صمت» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتهم الغربيين بالمسؤولية عن الاضطرابات وسقوط ضحايا في كييف.
وقال إن «روسيا يجب أن تتحرك وهي مرغمة على التحرك ونظراً لمعرفتي بطبع فلاديمير بوتين أتساءل لماذا هو متحفظ ولماذا يلزم الصمت؟». واعتبر أن الاضطرابات وسقوط ضحايا في أوكرانيا «هما نتيجة السياسات غير المسؤولة للغرب».
وقال إنه تحدث هاتفياً مع الرئيس الروسي بعد وصوله إلى البلاد لكنه لم يجتمع به بعد. وحول الوضع في القرم، اعتبر يانوكوفيتش أن التوتر في تلك المنطقة «رد فعل طبيعي» على عملية «استيلاء على السلطة وانقلاب قامت به عصابات» داعياً إلى إبقاء جمهورية القرم التي تحظى بحكم ذاتي ضمن أوكرانيا.
من جهته، حذر مدعي أوكرانيا من أن كييف ستطلب من روسيا تسليمها يانوكوفيتش المتهم بارتكاب «جرائم جماعية» في كييف أودت بحياة 82 شخصاً الأسبوع الماضي.
في الوقت ذاته، قال مكتب الرئيس الأوكراني المؤقت إنه وقع مرسوماً أقال فيه رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة يوري إلين.
ميدانياً، استعادت السلطات الأمنية الأوكرانية السيطرة على مطاري القرم اللذين كان سيطر عليهما مسلحون تقول كييف إن لهم علاقة بالجيش الروسي.
واتهم وزير الداخلية في الحكومة الأوكرانية الانتقالية آرسين أفاكوف القوات الروسية بـ«الاجتياح المسلح والاحتلال» بعدما سيطر مسلحون على المطارين وأحدهما عسكري. وإثر ذلك صوت البرلمان الأوكراني على قرار يدعو الولايات المتحدة وبريطانيا إلى ضمان سيادة أوكرانيا. وفي سيمفروبول عاصمة منطقة القرم ذات الحكم الذاتي والتي تسكنها غالبية من الناطقين بالروسية، رفع العلم الروسي فوق البرلمان المحلي الذي سيطر عليه عشرات المسلحين الموالين لروسيا. كما صوت البرلمان المنعقد في جلسة مغلقة في المبنى على تنظيم استفتاء في 25 مايو المقبل حول توسيع الحكم الذاتي وإقالة الحكومة المحلية في القرم.
وتراقب الحكومات الغربية عن كثب ما يحصل في أوكرانيا وسط مخاوف من انهيار اقتصادي وانشقاق مناطق في جنوب وشرق البلاد كانت تدعم يانوكوفيتش.
وأكد وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبولندا في بيان مشترك أنهم «قلقون جداً» من «الوضع المضطرب في القرم». في الوقت ذاته، قررت النمسا وسويسرا اللتان تشكلان ملاذين ماليين آمنين فرض إجراءات عقابية تطال أموال الرئيس الأوكراني المعزول والمقربين منه، بينما لم تطبق حتى الآن العقوبات الفردية التي أقرها الاتحاد الأوروبي.