تعمل الإدارة العامة للدفاع المدني ضمن منظومة أمنية متكاملة، أساسها الكفاءة والانضباط وهدفها توفير الأمن والأمان والسلامة العامة لكل مواطن ومقيم، مستلهمة ذلك من استراتيجية التطوير والتحديث التي أطلقها ويتبناها قولاً وعملاً وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة.
ويأتي احتفال هذا العام بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني تحت شعار «الدفاع المدني ونشر الثقافة الأمنية لبناء مجتمع آمن» بما يجسد مسيرة عطاء ممتدة على مدار الساعة لرجال الدفاع المدني، والذين تمكنوا خلال عام واحد فقط 2013 من مباشرة 8846 بلاغاً وبكفاءة شهد لها الجميع وبتقنيات تماثل ما يتم استخدامه على مستوى العالم ومن ذلك توفير أطول رافعة في العالم يبلغ ارتفاعها 112 متراً وتستخدم في عمليات الإنقاذ بالمباني والأبراج العالية.
تمكين الدفاع المدني
من إنجاز المهام
امتداداً لمنظومة التطوير هذه، جاء تأكيد وزير الداخلية في كلمته التي وجهها بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني، بتمكين الدفاع المدني من إنجاز المهام الموكلة إليه وعليه فإن وزارة الداخلية ماضية في تقديم كافة أشكال الدعم؛ من حيث تدريب وتأهيل القوى البشرية لتحقيق أعلى مستوى من الجاهزية والاستعداد وإمداده بالمعدات الحديثة والتقنيات المتطورة من نظم الاتصالات والسيطرة والتحكم من أجل اكتساب القدرة على التعامل مع كافة المتطلبات وسائر الأوضاع المحتملة فضلاً عن مد جسور التعاون والتنسيق مع الهيئات والمؤسسات من أجل ضمان السلامة العامة للأفراد والمنشآت.
وبطبيعة الحال، فإن هذا الدعم ليس بجديد على الدفاع المدني، وإنما عملت وزارة الداخلية وضمن جهودها الممتدة لكافة إداراتها وقطاعاتها، على توفير مزيد من الدورات المحلية والخارجية والمحاضرات والندوات، والتي بلغ عددها خلال العام الماضي 9820 كان النصيب الأكبر للدورات المحلية (2912) أما المحاضرات والندوات فبلغ عددها (6700) .
متابعة الخطط الخاصة بالحماية وسلامة المؤسسات
وأمام هذه الآلية المتكاملة من الدعم والإسناد والتي تنعكس بالطبع على كفاءة الأداء وسرعة الإنجاز، أعرب مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني العميد محمد شويطر عن شكره وتقديره إلى وزير الداخلية والذي أتاح كل هذه الإمكانات لرجال الدفاع المدني ووفر لهم كافة الآليات والمعدات الحديثة.
وقال العميد محمد شويطر إن «مهمة الإدارة، متابعة الخطط الخاصة بالحماية وسلامة المؤسسات والمشاريع والمرافق العامة والأملاك الخاصة من شتى الأخطار وتخفيف آثارها، ومراقبة تنفيذ وسائل الحماية والسلامة في المنشآت الصناعية والتجارية والسكنية والمرافق العامة والإشراف على خطط الطوارئ».
ونوه إلى «وضع الخطط لمواجهة الكوارث العامة وتهيئة الوسائل والإمكانات للتصدي لها والحد من آثارها، ومكافحة الحرائق والقيام بعمليات الإنقاذ والإخلاء، وتوعية المواطنين وتعريفهم بواجبات الدفاع المدني والأعمال الوقائية وتدريبهم على أعمال الدفاع المدني».
وأشاد مدير عام الدفاع المدني بالمتابعة الحثيثة لرئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن وحرصه على تحقيق أعلى معدلات الجاهزية والاستعداد لدى قوات الدفاع المدني، موضحاً أن الرؤية المستقبلية للإدارة، تتمثل في السعي نحو «الريادة لتحقيق أعلى معايير السلامة لحماية الأرواح والممتلكات وتأمين أفضل السبل لتحقيق الأهداف الرئيسة من خلال كفاءة الأداء».
ولم يغفل العميد شويطر في هذا الصدد الإشارة إلى أن إدارة الدفاع المدني «مؤسسة أمنية تعمل على توفير الحماية والسلامة العامة وإثراء الثقافة الوقائية لتشمل كافة أطياف المجتمع وترتكز في استراتيجيتها على التطوير والتحديث والمرونة والكفاءة وتعتمد في روحها ونصوصها على المعايير والأنظمة الدولية والقيم الأخلاقية».
ولا تقتصر جهود الإدارة على عمليات إطفاء الحرائق وإنقاذ الأشخاص، وإنما تمتد، وبحسب العميد شويطر، إلى توعية المواطنين وتعريفهم بواجبات الدفاع المدني والأعمال الوقائية المطلوبة منهم وتدريبهم على أعمال الدفاع المدني، ومراقبة تنفيذ وسائل الحماية في المنشآت الصناعية والتجارية والمرافق العامة والإشراف على خطط الطوارئ الخاصة بها، والتعاون مع الجهات المختصة للكشف عن أي تسرب كيماوي أو إشعاعي وعلاج آثاره، إضافة إلى تحديد التدابير الوقائية ووسائل الحماية الذاتية لغايات منح رخص تصنيع وتخزين ونقل المواد الكيماوية الخطرة، وإعداد إحصائيات الحوادث المختلفة والدراسات المتعلقة بشأنها من حيث أعدادها وأسبابها وأنواعها وأماكن وقوعها وغيرها وذلك لاستخلاص النتائج للاستفادة منها.
البرامج والفعاليات في اليوم العالمي للدفاع المدني
وبمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني، من المقرر أن تقيم الإدارة العامة للدفاع المدني، احتفالاً غداً في التاسعة صباحاً بنادي ضباط الأمن العام في القضيبية يتم خلاله تكريم منسوبي الدفاع المدني المتميزين وكذلك المتقاعدين ممن قضوا سنوات طويلة في أداء الواجب وخدمة البحرين وشعبها الوفي. ويتضمن برنامج الاحتفال لهذا العام العديد من الفعاليات، فقد أقيم معرض بمجمع سيتي سنتر من تاريخ 27 فبراير إلى 1 مارس الحالي، تضمن عرض أحدث آليات الدفاع المدني ، وإقامة «كرنفال» بمتنزه الأمير خليفة في الحد أمس بمشاركة آليات الدفاع المدني الحديثة وبمصاحبة الفرقة الموسيقية للشرطة، كما سيتم تنظيم عدد من المحاضرات التوعوية بالتعاون مع محافظات المملكة والجمعيات الأهلية والمدارس والجامعات والمراكز التعليمية المختلفة.
وفي الفترة السابقة، تم تنظيم العديد من حملات التوعية والتي كان لها الدور البارز في توعية الناس من المخاطر المحدقة بهم من خلال تكثيف الحملات التوعوية ومن ذلك الخيام الرمضانية وبرك السباحة وموسم التخييم بالبر.
وبالتزامن مع هذه الجهود الدؤوبة، تظل العيون متطلعة للمستقبل ومعها مزيد من التطلعات، وفي هذا الإطار يبرز حرص الدفاع المدني على الاستمرار في تحديث الآليات والمعدات ومنظومة العمل بصورة عامة لمواكبة التطور والنهضة العمرانية بالمملكة، إنشاء مكتبة متخصصة في علوم هندسة الحرائق والسلامة العامة، تكريس وتكثيف الشراكة المجتمعية مع مؤسسات المجتمع للقطاعين العام والخاص والاعتماد على وسائل التقنية الحديثة لتقديم خدمات الدفاع المدني لمختلف شرائح المجتمع مع الاستمرار في مراجعة وتحديث القوانين والتشريعات والاهتمام بالتحليل الإحصائي من خلال الإحصائيات العامة والتقارير المختلفة، إضافة إلى العمل على تطوير مدرسة الدفاع المدني من حيث المباني والمرافق والمناهج التدريبية والكوادر البشرية المتخصصة وتحديث الموقع الإلكتروني الخاص بالإدارة العامة للدفاع المدني لمواكبة المستجدات والتطورات في هذا المجال وأخيرا تكثيف الدورات الداخلية والخارجية لكافة كوادر الدفاع المدني.
لماذا الأول من مارس؟
يوافق اليوم العالمي للدفاع المدني، الأول من مارس من كل عام، وذلك تفعيلاً لقرار الجمعية العامة للمنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني الذي اعتمد في ديسمبر عام 1990، وتم بموجبه تحديد الأول من مارس من كل عام للاحتفال بهذه المناسبة تحت شعارات مختلفة تتبناها المنظمة من أجل رفع مستوى الوعي وترسيخ مبدأ السلامة العامة لدى كافة فئات المجتمع للوصول إلى الهدف المنشود في المحافظة على الأرواح والممتلكات من شتى المخاطر، وشعار هذا العام «الدفاع المدني ونشر الثقافة الأمنية لبناء مجتمع آمن» يهدف إلى تعميق وترسيخ فكرة التوعية والتعريف بأهمية الحماية المدنية ونشر الثقافة الأمنية لدى المواطنين والمقيمين من أجل المحافظة على أمنهم وسلامتهم وتوفير الثقافة التي تتيح لهم الوقاية من المخاطر والحوادث في مختلف الأماكن التي يتواجدون بها.