بعـد 11 سنـــة، زرت المكـــان الذي كنت أقضي فيه عطلتي الأسبوعية مع أسرتي عندمــا كنـــــت صغيــــــرة. بـــــلاج الجزائر، أحببت أن أزوره بعد كل تلك السنين فقد سمعت عنه الكثير جداً من إهمال الشاطئ وما آل إليه ليصبح مكاناً للقاذورات، أحببت أن أقدم معروفاً بسيطاً للمكان الذي لطالما أحببته في صغري وأحبه كثيرون.
أحببت أن ألقي عليه الضوء عل وعسى أن يسمع أحد المسؤوليــن لنـداء مواطنــة وكثيرين من أمثالي. وقبل أن أصـــل لبـــــلاج الجزائــــر بثوانٍ أطل البحر على نافذة السيارة، مرحباً بي وبقدومي وكأنه يقول لي «أين أنت كل هذه السنين؟ تسارع خيالـــي ليتخيل مــا يمكــن أن يصــل إليــه شاطـئي المفضــل، إلا أنه مازال انطباع مخيلتي لا يتزحزح عن أنه المكان الأمثل والأروع، لا يمكن أن يتغير أو أتخيل الأسوأ.
وصلـت ومازالــت رائحة البحر كمــا هــي، لترجــع ذكرياتــي القديمـــة وأصـــوات لعبــــي ومزاحي مع إخوتي ترن في أذنـــي، نزلــت لأتوجــه لأول صدمة وقعت عليها عيناي، إذ وجـــدت الأرجوحة «الدورفة» متكسرة، قلـــت ربمـــا هـــي الأولى ولكنني اكتشفت أن جميع المراجيح مثلها تماماً، لا تصلح.
واصلــت السيــر لأرى كبائــن جديدة لم تكن موجودة قبـل 11 سنة من انقطاعي، فإذا هي دورات مياه من المفترض أن تكــون جديـــدة، إلا أنهــا مغطاة بالغبار والقاذورات، لكــن للأســف ليســت قــذرة فقط بل تجعل الناظر إليها يشمئز إلى حد كبير، والأغرب أنها مفتوحة على مصراعيها ومليئة بالملابس.
ثــم توجهــت ناحيــة شاطـئ البحر فحمدت الله أنه نظيـف، وكذلك تـراب الأرض النــدي، فاستغربت هذا التناقض، كيف يهمل جانب «المرافق» ويهتم بالجانب الآخر وهو الطبيعة؟!