كتب - عادل محسن:
تمكن أحد المواطنين من سكنة محافظة المحرق سلطان محمد أن يشغل بجهده الخاص إحدى الأراضي بإنشاء مجلسين؛ الأول لنساء المنطقة وأبنائهن والثاني للعمالة العازبة، وفصل بينهما، مما أتاح مزيداً من الأمان ومنح النساء الحرية، ودفع بعض أهالي المنطقة للعودة للفريج مجدداً.
«الوطن» وخلال زيارتها المجلسين وجدت أن من يسكن المجلسين كانوا أكثر راحة، حيث تحولت العمالة حراساً لمجلس النساء، مقابل الطعام والهدايا.
وذكر صاحب الفكرة أنه عانى كثيراً مع أسرته من مشاكل الآسيويين، حين خطرت له الفكرة، فاستئذن عائلة مدير عام الإدارة العامة للمرور سابقاً المرحوم الشيخ عبدالرحمن بن صباح آل خليفة، التي تمتلك أرضاً في المنطقة، وبعد الموافقة على بناء المجلس وزراعة زواياه، تم استقطاب نساء المنطقة في جهة والآسيويون في الجهة الخارجية وبزاوية بعيدة، وأصبح للجميع حدوده وصارت المنطقة أكثر أمناً حتى أن الآسيويين أنفسهم يحمون المنطقة.
أما رئيس مركز شرطة المحرق العقيد فواز الحسن فعبر عن إعجابه بالفكرة، وأبدى استعداده لتقديم أي مساعدة ممكنة لصاحب الفكرة خدمة للمواطنين. وكشف عن تواصله مع بلدية المحرق، حيث أبدت استعدادتها لدعم الفكرة، وتوفير ما يمكن، وخصصت مهندساً لمتابعة احتياجاتهم.
وشدد الحسن على ضرورة توفير مزيد من ألعاب الأطفال، وتطوير المكان بما يليق بأهالي المنطقة والخدمات التي يتطلعون لها، لافتاً إلى أن الشراكة المجتمعية بلا شك تخفض من نسبة الجريمة وهذا ما يتطلع إليه مركز الشرطة.
بدوره دعا مستشار وزير الداخلية الخبير الأمريكي جون تيموني، الذي زار المجلس وتناول بعض الأكلات الشعبية، لتطبيق هذه التجربة في مختلف المناطق، خصوصاً أن 150 عاملاً على الأقل يسكنون في العمارة التي تجاور المجلس.
وأضاف تيموني: أن التجربة ناجحة جداً كما يبدو، وتحافظ على نسيج المنطقة، حيث الأهالي يجتمعون للمّ الشمل في الإجازة الاسبوعية، مشيراً إلى أن مثل هذه الأفكار تطبق في أمريكا وبريطانيا.
النساء اللاتي التقتهن «الوطن»، أكدن أنهن حظين بفرصة ثمينة للالتقاء بأبنائهن، الذين يتشوقون للعب واللهو في المكان الخاص بهن والمسور بإمكانات بسيطة، بينما كانوا بالأمس يمنعون أنفسهن وأبناءهن من الخروج في المنطقة بسبب السلوكيات التي تتنافى مع العادات والتقاليد البحرينية والتي يمارسها الآسيويون وتشكل مشكلة كبيرة في أغلب مناطق المملكة وباتت مشكلة تؤرق الحكومة.
وأكدت النسوة أن فكرة المجلس لا تتكلف الملايين، مشيرات إلى أن الآسيويين يحترمون الحدود الموجودة ويجلسون في زاويتهم يزرعون ويتحدثون بالهواتف، ويفعلون ما يشاؤون، وينالون شيئاً من الطعام خصوصاً في الإجازات الأسبوعية. وأضافت النسوة أنهن رجعن للالتقاء مجدداً، في هذه المجالس، بعد تفرقهم بسبب في عدة مناطق.