وقفت «الوطن» على بعض قصص من تعرضوا لحوادث القدر، واستطاعوا أن يواجهوا الصعاب والتغلب عليها.
أحمد الصفار (23 سنة) يقول «كنت أعيش حياة طبيعية، إلى صباح أحد الأيام، فبينما كنت في السيارة مع أحد أصدقائي فجأة اصطدمت بنا سيارة أخرى كانت تقطع الإشارة الحمراء وانحرفت بشكل خاطئ، ولم يستطع صديقي تفاديها ما أدى لحادثٍ صنف بالقوي، على إثره تعرضت لكسرٍ مضاعف في الحوض وشلل في الرجل اليسرى وتشوه في الجهة اليمنى من الجبهة والجفن، بعدها أصبحت مقعداً على كرسي متحرك، لا أشعر بقدمي اليسرى ولا أستطيع ممارسةَ هواياتي ولا إكمال دراستي، ولم أعد ذلك الفارس الذي يمارس ركوب الخيل، و لم يعد يطوق رقبتي سوى حبال الألم. ويضيف «خضعت بعد الحادث للعلاج الطبيعي، ومن ثم سافرت إلى تايلند وهناك أكد لي الأطباء أن العصب لا زال حياً ولكنه يحتاج وقتاً، حينها لم أكن أملك شيئاً سوى الوقت، أتمنى أن أحاربه حتى ينقضي بسرعة، كنت أحارب من أجل أن يبقى لدي ولو القليل من الأمل، وبعد فترة سافرت إلى الهند وأجريت عملية لمعالجة الاحتكاك بين الفخذ والحوض، أما الآن فأنا أحلق في سماء التفاؤل والصبر، متطلعاً لإكمال دراستي، متمسكاً بخيوط الأمل الرفيعة التي تمدني قوة وإصراراً».
قصة أخرى
الشاب حسن الجبل (27 سنة)، من أجل إكمال الدراسة قرر الاغتراب لخوض بحر العلم في أرض الهند، ولتحقيق حلمه الآخر عاد إلى الوطن وخطب إحدى كريمات المملكة ثم عاد للهند ليحلق في سماء أحلامه ثانية.
مضت الأيام ببطء حتى لم يتبق سوى مادة واحدة تفصله عن التخرج، نزل حسن مسرعاً على سلم الشقة وانزلق بسبب ماء كان مسكوباً على عتبات السلم، حينها شعر بألم في منطقة الظهر فتجاهله ظناً منه أنه مجرد شد عضلي، وبعد ساعات خر ساقطاً على الأرض، عاجزاً عن الحراك، فأخذوه إلى المستشفى ولكن الأوان كان قد فات وأصيب بشللٍ نصفي.
وهنا شعر أن أجنحته قد كسرت، ولكن لابد من التأقلم وزرع أشجار الأمل والطموح في وجه التحديات، ومع وقوف عائلته معه وزوجته استطاع أن يمارس العلاج الطبيعي، و أخذ يتحسن شيئاً فشيئاً، حتى استطاع أن يمشي بعكازٍ رباعي ويسوق سيارة وحصل على عمل ورزقه المولى بابنتين، وبعد فترة شاء القدر أن يفصل فصلاً تعسفياً من عمله، ولكنه بفضل جهوده وقوة أمله استطاع أن يحصل على وظيفة أخرى، و تستمر التحديات ويستمر صموده أمامها.