كتب - وليد صبري:
أكدت رئيسة قسم برامج تعزيز الصحة بالمنطقة الصحية الثالثة والرابعة بوزارة الصحة د. كوثر العيد أنه «لم تسجل أية إصابة بفيروس كورونا حتى الآن في البحرين»، مشيرة إلى أنه «تم رفع مستوى الترصد للمرض، رغم أنه «لا يُعرف حتى الآن الكثير من خصائص وطرق انتقال عدوى الفيروس، حيث تنسق وزارة الصحة مع منظمة الصحة العالمية وعدد من الخبراء الدوليين لمعرفة المزيد حوله».
إجراءات المكافحة
وأضافت د. كوثر لـ «الوطن» أن «الإجراءات المتخذة في مملكة البحرين تتضمن التواصل مع الخبراء المعنيين بمنظمة الصحة، ومعرفة آخر المستجدات والإرشادات اللازم اتخاذها، إضافة إلى التواصل مع المسؤولين الإقليميين الصحيين بدول الجوار من حيث الاطلاع على عدد الحالات والإجراءات اللازم اتخاذها، واطلاع جميع العاملين الصحيين على الوضع الوبائي للمرض عالمياً وإقليمياً ومحلياً عن طريق إعادة إصدار تعميم للعاملين الصحيين في المستشفيات الحكومية والخاصة حول كيفية التعامل مع الحالات المشتبه بها، وأهمية تبليغ إدارة الصحة العامة بهذه الحالات، والتأكيد على جميع العاملين الصحيين للالتزام بقواعد مكافحة العدوى كغسل اليدين، لبس الكمامات عند معاينة المرضى وغيرها، ويتم رفع الدرجة القصوى لترصد المرض، وتوفير أحدث العلاجات المتوافرة في الصيدليات والمستشفيات».
استعدادات وقنوات اتصال
وأكدت د. كوثر «استعداد الوزارة على مختلف الأصعدة لمجابهة المرض، إذ إن جميع المواد اللوجستية والكوادر المؤهلة متوفرة لعمل كل التحاليل المخبرية والتشخيصية للمرض، هذا إضافةً إلى وجود قنوات اتصال مع المختبرات العالمية والمرجعية في حال الحاجة للتواصل معها للدعم التقني أو اللوجستي»، مشيرة إلى «حرص وزارة الصحة على متابعة آخر المستجدات والتوصيات الإقليمية والعالمية مع الجهات المختصة وبصورة مستمرة لتنفيذها في حينها لضمان التغطية الشاملة والحد من انتشار المرض في حال حدوثه، فضلاً عن التواصل مع الجمهور من خلال وسائل التواصل المختلفة لإطلاعهم على الوضع كالصحافة المحلية، والإذاعة، والتلفزيون، وتقوية نظام الترصد للأمراض التنفسية الحادة في المستشفيات في المملكة».
وذكرت أنه «يتم عقد اجتماعات مع القيادة العليا بالوزارة مع المستشفيات الخاصة، وإصدار خطة شاملة للعاملين الصحيين تشتمل على عدة أقسام، فضلاً عن تشكيل فريق طبي لوضع وتنفيذ الاستراتيجية».
الوقاية
ونصحــت د. كوثر «باتباع إجراءات الوقايـــة نفسها في حالة الإصابة بالأنفلونزا الموسمية ونزلات البرد»، مبينة أن «العلاج من الفيروس يعتمد بالدرجة الرئيسة على التعامل مع أعراض المرض من ارتفاع لدرجة الحرارة وفقدان الشهية والرشح والكحة وغيرها من أعراض نزلات البرد المعتادة، ومن ثم ينصح بتناول مخفضات الحرارة وأدوية الكحة، وتناول السوائل بكميات كافية، وأخذ قسط كافٍ من الراحة، أما في حال حصول مضاعفات، كالفشل الرئوي أو الفشل الكلوي فيتطلب علاج تلك المضاعفات في العناية القصوى، تحت إشراف الطبيب المختص».
وأضافت أن «كل فصل من فصول السنة يتميز بعدد من الأمراض ويعود ذلك إلى عوامل مناخية أو سلوكية أو الاثنين معاً، فنجد في فصل الشتاء تكثر أمراض الجهاز التنفسي، مثل الزكام وجديري الماء والحصبة الألمانية وغيرها، نتيجة تكاثر الفيروسات المسببة في هذه الفترة، كما إن كثيراً من الناس يميلون إلى إغلاق الأبواب والنوافذ داخل المنزل، وما يصاحب ذلك من تغيير مفاجئ في درجة الحرارة عند الخروج أو الدخول إلى المنزل، وتعود أسباب معظم أمراض الشتاء إلى فيروسات أي أنه لابد أن تأخذ وقتها دون الحاجة إلى المضادات الحيوية التي كثيراً ما يخطئ بعض الناس ويعمد إلى تناولها دون استشارة الطبيب المختص في الوقت الذي لا يحتاج لها بل قد تضره شخصياً».
أعراض المرض
وأشارت د. كوثر إلى أن «أعراض هذه الأمراض تتمثل في سيلان وانسداد بالأنف، وعادة ما تكون مصحوبة بحرارة والتهاب في الحلق، وفي بعض الأحيان يصاحبها كحة، وخشونة بالصوت، واحمرار بالعينين، وتضخم بالغدد الليمفاوية في الرقبة»، موضحة أن «خطورة الإصابة بالأنفلونزا تكمن في إمكان تطور الإصابة إلى التهاب في القصبات الهوائية أو التهاب في الرئة، والتهاب في عضلة القلب، والتهاب في الأذن الوسطى أو الأذن الداخلية، والتي قد تؤدي إلى اختلال توازن الشخص».
وتطرقــت د. كوثـــر للحديـث عن «طـــــرق الوقاية من الإصابة بأمراض الشتاء»، مشددة على «ضرورة الحرص على تطعيم الأطفال ضد أمراض الطفولة، وبالنسبة للبالغين أخذ تطعيم الأنفلونزا الموسمية، والحـــرص على النظافة الشخصية ونظافـة السكن وعدم المشاركة في استخدام الأدوات الشخصية مع الآخرين، والتغذية السليمة والحرص على تناول وجبة الفطور، وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن كالخضراوات الطازجة والفواكه، والابتعاد عن مخالطة المرضى واستعمال أدواتهم، وعدم التعرض للتيارات الهوائية خاصة بشكل مفاجئ، وممارسة الرياضة البدنية بانتظام لأنها تقاوم الضغوط النفسية التي تُضعف من مقاومة الجسم، وأخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم وعدم السهر، وتجنب التدخين بكافة أنواعه أو التعرض لدخان المدخنين وهو ما يسمى بالتدخين السلبي أو التدخين بالإكراه، إضافة إلى تعزيز الصحة النفسية حيث ثبت علمياً أنها تزيد من مقاومة الشخص ومناعته ضد الأمراض المعدية».
وفي رد على سؤال حول دور المريض في علاج نفسه، بينت د. كوثر أن «على المريض أن يتناول قرص «بندول» لتسكين الألم وخفض درجة الحرارة، واستخدام الغرغرة بماء دافئ وملح، والإكثار من شرب السوائل الدافئة»، مؤكدة أنه «يجب استشارة الطبيب إذا حدث تورم في الغدد الليمفاوية أسفل الذقن أو الأذن، وإذا ظهرت نقاط بيضاء صديدية على اللوزتين أو البلعوم، واستمرت الأعراض أكثر من أسبوع».
الفيروس المستجد
وفيما يتعلق بفيروس كورونا المستجد الذي انتشر في دول عربية وخليجية مؤخراً، قالت د. كوثر إن «فيروس كورونا المستجد هو سلالة جديدة من فيروسات كورونا الذي لم يسبق التعرف عليه في البشر، وهو أحد مجموعات فيروسات كورونا التي تتراوح الإصابة بها في البشر بين نزلات البرد البسيطة إلى الالتهابات الرئوية الحادة وقد رصدت حالات مؤخراً بين مخالطين لمرضى وعاملين في المجال الصحي باشروا حالات مصابة بالمرض».
وتابعـت د. كوثر «مع ظهور حالات بيــن الطاقم الطبي مؤخراً في المملكة العربية السعودية، أثارت تلك المخاوف بشأن قدرة الفيروس على الانتشار بين البشر وللتحقق من طريقة الانتقال لابد من جمع معلومات دقيقة عن طبيعة اتصال هؤلاء العاملين الصحيين بالمرضى، ومدى الالتزام بتطبيق قواعد مكافحة العدوى واتخاذ التدابير الوقائية، حيــث إنه لا توجد معلومات كافية متاحة لتقييم حجم الوباء في المجتمع، ومصدر العدوى ودرجة انتقاله من إنسان لآخر، وعليه فإن الجهود مازالت جارية في المملكة العربية السعودية وبالتعاون مع خبرات إقليمية وعالمية من خلال منظمة الصحة العالمية للوقوف على ذلك الأمر».
يشار إلى أن وزارة الصحة السعودية أعلنت قبل يومين عن حالة وفاة بفيروس كورونا ما يرفع إلى 60 حالات الوفاة بالمرض في المملكة. وإجمالاً أصيب 145 شخصاً بفيروس كورونا توفي 60 منهم منذ ظهور المرض للمرة الأولى في سبتمبر 2012 في السعودية. وفي آخر تقرير لها أوضحت منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني أنها أبلغت بـ 182 حالة عدوى بفيروس كورونا في مختلف أنحاء العالم بينها 79 حالة وفاة.