احتفت منامة السياحة الآسيوية بثاني معارضها العالمية مع فن «الماكي» الياباني الأصيل، تحت عنوان «ماكي.. جمال نقوش اليابان الذهبية»، بالتعاون بين وزارة الثقافة وسفارة طوكيو وصندوق نومورا للصداقة البحرينية اليابانية في المتحف الوطني أمس.
وقالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بهذه المناسبة، إن الفنون جميعها تلتقي في المنامة مدينة السياحة الآسيوية، مضيفة «رافقتنا تركيا بخطها الإسلامي ومقتنيات متاحفها، وتلتها الهند بصخب الحياة في فنها ورقصها، والآن نحن نصل إلى البلد الصديق اليابان بإرثه الفني الذي يصل إلى 1300 عام».
ولفتت إلى أن منامة الفن تجيء بالحضارات وبجمال إنسان استوعب الفن كطريقة تعبير، مردفة «الفن اليوم لا يصل شعباً بشعبٍ فحسب، بل حضارات بأخرى، إرثاً بآخر، أزمنة بنظيرها اليوم، وأتاحت لنا المنامة مدينة السياحة الآسيوية أن نقتبس من القارات أجمل ما تملك، ونعيد تمرير كل هذا الجمال إلى العالم من حولنا».
من جانبه، قال القائم بأعمال مدير متحف البحرين الوطني رشاد فرج، إن «المنامة تعيش اليوم متوازيات كثيرة، إذ نحتفي هنا بالمنامة مدينة للسياحة الآسيوية 2014، وببرنامج الفن عامنا ومهرجان ربيع الثقافة داخل المتحف الذي أكمل قبل أشهرٍ معدودة 25 عاماً، كل هذه التّفاصيل تشاركنا فيها اليابان الصديقة بمعرض الماكي».
بدوره أعرب السفير الياباني لدى البحرين شيجيكي سومي، عن اعتزازه بمشاركة اليابان من خلال الفن في المنامة مدينة السياحة الآسيوية 2014، وقال «تسعدنا هذه المشاركة تحديداً لأنها تنقل فن الماكي الذي يجسد أكثر اللغات الفنية تعبيراً عن ثقافة اليابان منذ القرن السابع عشر».
وأوضح أن هذا الفن يحظى باهتمام العالم منذ القدم، مضيفاً «كان النبلاء والأمراء يقتنون قطعة لجمالها، ولن يكتفي معرضنا في المنامة بتقديم القطع الفنية، بل بعرض تقنيات هذا الفن من خلال مشاركة 3 فنانين يابانيين يعدون من أهم الفنانين المعاصرين».
من جهتها، أعربت مسؤولة المعرض عن سعادتها بمثل هذه الاستضافة، وقالت «هذه فرصة لعرض جمال فن الماكي لأصدقائنا وزوار البحرين».
ويستمر المعرض حتى السادس من أبريل المقبل، ويقدم في موقعه بمتحف البحرين الوطني مجموعة تراثية وفنية جميلة، توثق مراحل مختلفة من هذا الفن، وانتقاله من مرحلة كونه إرثاً وصنعة حصرية للنبلاء والأباطرة اليابانيين إلى ممارسات عامة ومقتنيات في سياق الحياة اليومية.
وتقوم فكرة هذا الفن على رش الذهب والفضة على الورنيش، وتعني كلمة الماكي حرفياً «الصورة المرشوشة»، وهو مصطلح عام يطلق على العديد من التقنيات المرتبطة بالتصاميم المصنوعة بواسطة رش بودرة الذهب أو الفضة أو البودرة الملونة على السطح المطلي بالورنيش.
يغطي المعرض الفني مجموعة القطع الرائعة والنادرة لفن الماكي ما بين أوائل القرن السابع عشر وحتى العصر الحالي، من خلال ثلاث غرف مختلفة، الأولى تركز على فن الماكي الكلاسيكي، وتضم مقتنيات هذا الفن ما بين القرنين السابع عشر والثامن عشر، ومن ضمن مقتنياتها توجد علب الإينرو التي كانت تربط بأوشحة الرجال لحمل الأختام الشخصية قبل أن يشيع استخدامها أيضاً لحمل الأدوية، كما تحتوي على صندوق مستحضرات تجميل مع شارة الإمبريالية ويرمز لها بزهرة الأقحوان ذات البتلات الستة عشر.
فيما تعرض الغرفة الثانية مرحلة لاحقة من هذا الفن، يشارك فيها الفنان الياباني أكيرا سوغيمورا بتقديم تقنيات هذا الفن الأصيل، في حين تقدم الغرفة الثالثة الممارسات الفنية المعاصرة لهذا النمط، ويشارك فيها فنانان من هذا الجيل هما تاكاشي وأكاميا.
وتكشف المقتنيات الفنية عن أسلوب الحياة التقليدي الياباني وأدواتهم المعيشية، وبينها صناديق الكتابة، العلب المخصصة لأختام الرجال، الأمشاط ودبابيس الشعر المزخرفة، أكواب الشاي وأوعية البخور.