حادثة بشعة بما لا تحمله الكلمات، وصور حمراء قانية رسمتها أيادي الإرهاب فكان ضحيتها مجموعة من الشهداء وعدد كبير من المصابين بقنابل يتم التحكم بها إلكترونياً في مشهد يتكرر منذ ثلاث سنوات، ولا نتمنى أن نراه مجدداً.
كلمات الاستنكار والإدانة مطلوبة، ولكن المطلوب أكثر أن يكون هناك فعل وتحرك جماعي ومن كافة المكونات والأطراف لاجتثاث الإرهاب من تحريض وتمويل وتنظيم بلا رجعة.
ليس مقبولاً اعتبار قتل رجال الأمن أمراً عادياً يتطلب ضبط النفس، بل الموقف يتطلب أن يكون هناك موقف حازم من الجميع، ومن لبس عباءة الدين عليه أولاً أن يصدر فتوى صريحة يدين فيها الإرهاب، ويكفّر أو يفسّق من يزهق الأرواح من سرايا الأشتر والجماعات الإرهابية الأخرى، وكل من يساندها بشكل مباشر وغير مباشر، ومن لا يصدر الفتوى المطلوبة أو البيان المناهض للإرهاب يعد إرهابياً يشترك مع الآخرين في هذه الأعمال الجبانة.
تطبيق القانون موجود، ولكننا نراه أكثر على من يمارس الإرهاب، ونراه أقل بكثير على من يحرّض على الإرهاب، والظروف باتت ملحة لإحداث التوازن فكما يعاقب من يتورط في الإرهاب لابد من محاسبة من يحرّض عليه أيضاً بلا مجاملة أو مواربة، لأنه حين يغيب القصاص تهون الأرواح. ولا يجب أن ننتظر أن تؤدي مثل هذه الحوادث المتكررة لظهور جماعات إرهابية مضادة تؤمن بضرورة التحرك الذاتي لبسط الأمن والاستقرار، وكل ذلك لحماية سيادة الدولة وهيبتها.
من اختط الإرهاب وسيلة وأداة لتحقيق مطالبه غير المشروعة لا مكان له بيننا، فالإرهاب لا مكان له بين البحرينيين لأنه غريب عليهم، ولدينا القوانين الكفيلة باجتثاث الإرهاب بعد توصيات المجلس الوطني الأخيرة. ولنتذكر أن جميع الجماعات الإرهابية في العالم كان مصيرها الفشل، ولم تتمكن يوماً من تحقيق مآربها.
ختاماً نعزي الإمارات حكومة وشعباً، كما نعزي البحرين وأسر الشهداء الكرام وندعو للمصابين البواسل بالشفاء العاجل.
حفظ الله البحرين من كل يد آثمة، وأدام عليها الأمن والاستقرار.
يوسف البنخليل