«السلطة اختارت الحرب على المساجد(..) هي معركة مع دين» كلمات ساقها مرجعية الوفاق عيسى قاسم في خطبته يوم الجمعة الماضية، ضمن ما يؤكد سياسيون وشخصيات سياسية وشعبية ورسمية أنه «سلسلة تحريض على رجال الأمن»، إذ تكاد لا تخلو خطبة لقاسم أو أمين عام الوفاق علي سلمان من نعت رجال الأمن بـ»المرتزقة» للتجييش ضدهم، قبل أن يأتي أمس الاثنين بتفجير أودى بحياة 3 من رجال الأمن وجرح نحو 10 آخرين لتعلن الوفاق تبرؤها من «سرايا الأشتر» والمقاومة».
وفي وقت جاء بيان جمعية الوفاق والجمعيات التابعة لها لإدانة تفجير الديه الإرهابي بكلمات وصفها مغردون على وسائل التواصل الاجتماعي بـ»اللطيفة والناعمة»، استرجع مغردون تصريحات سابقة لأمين عام «الوفاق» علي سلمان بينها أن «على المرأة الابتعاد عن موقع المواجهة مع المرتزقة»، إضافة
إلى أن «المرأة لا يناسبها أن تساهم في سد شارع أو رمي حجر، أو مولوتوف».
ومع ضخامة الحدث ومأساويته، أعربت «المعارضة» عن أسفها لـ»وقوع ضحايا من أي طرف بما فيها الشرطة»، دون تجريم واضح للفعل، قبل أن تدعو إلى التبرؤ من «سرايا الأشتر» و»المقاومة» في خطوة لمحاولة امتصاص غضب الشارع البحريني والخليجي من تلك الجمعيات التي استمرت لأكثر من 3 سنوات في التحريض على رجال الأمن، إلا أن ذلك البيان الذي ينطبق عليه مثل، وفق مغردين، «كاد المريب أن يقول خذوني» جاء متأخراً، بعد استشهاد العديد من رجال الأمن خلال الـ 3 أعوام الماضية.
ولم تكن كلمة «اسحقوهم» هي الوحيدة في سجل «الوفاق» ومرجعيتها عيسى قاسم وبقية المحرضين من رجال الدين، حيث تبعتها أفعال إجرامية وتحريض علني ومباشر، أو حتى مبطن ضد الطوائف الأخرى في المجتمع، في حين تكررت على ألسنتهم في القنوات المدعومة إيرانياً أو التابعة لحزب الله كلمات مثل «مرتزقة النظام» و»المرتزقة» لوصف رجال الأمن البحرينيين، إضافة إلى التغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي.
وشهدت الخطبة الأخيرة لعيسى قاسم يوم الجمعة الماضية تحريض مباشر باستغلال «الدين» ومحاولة تجييش الشارع ضد الحكومة ورجال الأمن والطوائف الأخرى في المجتمع، وهو الوتر الحساس الذي عادة ما يلجأ إليه في حالة عدم استجابة الشارع له.
وتضمنت خطبة قاسم الأخيرة عبارات «أن السلطة اختارت الحرب على المساجد»، بينما عاد إلى الاستقطاب الطائفي بقوله «والظاهر هي معركة مع تاريخ.. ومع دين، إنها معركة ذات أهداف أبعد، وواقع الموقف الخارجي لا يناسب النية المحتملة».
وبالعودة إلى الوراء، فإن الوفاق اعتبرت محاولة تهريب الأسلحة التي ألقت القبض عليها وزارة الداخلية في ديسمبر الماضي بأنها «مسرحية»، رغم احتوائها على أجهزة وصواعق للتفجير، فضلاً عن المخططات والخلايا التي كشفتها الأجهزة الأمنية سابقاً.
ولم تتبرأ الوفاق سابقاً من أفعال سرايا الأشتر الإرهابية، سواء التفجير بالقرب من مسجد الشيخ عيسى بن سلمان في الرفاع، والذي انتهك حرمة شهر رمضان المبارك، وحتى تفجيرات البديع والسيتي سنتر، والتي اعتبرتها بأنها «مسرحية حكومية».
وجاء تفجير الديه الإرهابي مساء أمس عقب مسيرة «كسار فاتحة» جعفر الدرازي، والتي دعت الوفاق إليها وحشدت لها في جميع الوسائل الإعلامية التابعة لها، في حين تبعت جميع المسيرات التي دعت إليها الوفاق أعمال إرهابية واستهداف لرجال الأمن بمختلف الوسائل من قنابل موقوتة أو تفجيرات عن بعد، وحتى قنابل المولوتوف والأسلحة محلية الصنع.
وتشير تصريحات قادة الوفاق ومرجعياتهم إلى مسؤوليتهم عن أحداث العنف، إذ سبق لعلي سلمان أن ربط إنهاء العنف بـ»فتح دوار اللؤلؤ»، وذلك خلال تصريح له فيما يسمى «حديث الجمعة»، حيث قال نصاً «إذا أردت أن تنهي الصدامات فلتفتح دوار اللؤلؤ، مع استمرار المسيرات».