اعلن وزير الداخلية الفريق ركن الشيخ راشد بن عبدالله ال خليفة توقيف (25) من المشتبه بهم في تفجير الديه الإرهابي، مشيراً إلى أن «عملية تعقب الجناة مستمرة بلا هوادة من أجل القبض عليهم وتقديمهم للقضاء لينالوا عقابهم».
وقال وزير الداخلية، في كلمة بثها تلفزيون البحرين لإطلاع الرأي العام على تطورات الوضع على الساحة الأمنية، إن تفجير الديه وقبله تفجير الدير اللذين أسفرا عن استشهاد 4 رجال شرطة «يعكس مدى الخطورة التي وصلت إليها هذه الأعمال الإرهابية التي تصنف بالقتل العمد وانعدام الإنسانية»، مشيراً إلى أنه «إذا كان استهداف رجال الشرطة مدان من الخارج فالأولى أن يكون كذلك من الداخل ليس بالقول فقط بل بالعمل للتصدي له».
وأضاف أن «المظاهر والمواقف التي شجعت على ارتكاب هذه الأعمال يجب أن تتوقف»، مؤكداً ضرورة «وضع حد لمثل هذه الممارسات ، خاصة من جانب كل من له تأثير على حراك الشارع سواء من المنابر الدينية أو الجمعيات السياسية وسائر الفعاليات ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد.
وأشار إلى أن «استسلام القوى السياسية لصوت العنف والإرهاب يضعها في خانة التجريم ، فإلارهاب لا يسيس، الفئات التي تمارس الإرهاب تحت مسميات وتنظيمات مجهولة إنما تمثل جيوباً وجماعات خارجة عن القانون»، مؤكداً أن «ما هو أمامنا في الواقع من تحدٍ أمني لا ينتهي باستنكار أو إدانة، بل يستدعي تحديدها ونبذها ومحاصرتها لتنال جزاءها لأفعالها الإجرامية».
وأكد وزير الداخلية أن «ما يحدث في الداخل له ارتباطات خارجية حسب الإفادات والأدلة المادية المتوفرة لدينا»، مشيراً إلى أن «التدريبات في الخارج حسب الاعترافات المدونة تمت في معسكرات الحرس الثوري الإيراني ، وما صاحب ذلك من بيانات رسمية ومساندة تحريضية، كما أن المتفجرات التي تم ضبطها مؤخراً كان مصدرها العراق».
وشدد على أن «وزارة الداخلية تعمل على تنفيذ التوجيهات الملكية السامية وما صدر من مجلس الوزراء فيما يتعلق بتطبيق القانون على كل من قام بالعمل الإرهابي المشين، والقيام بكل ما يلزم لمواجهة مثل هذه الأعمال الإرهابية التي هي دون شك محاولات لتعميق الشرخ الطائفي».
وخلص إلى أنه «في ضوء هذه الأوضاع الأمنية فإن أمامنا طريق من العمل الجاد بتكاتفنا وبتعاون الأشقاء معنا»، مؤكداً أن «ما يهدد البحرين يهدد دول المجلس كافة».
وتقدم وزير الداخلية بخالص التعازي لذوي شهداء الواجب وإلى زملائهم ولجميع أبناء الوطن وإلى الأشقاء بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وفيما يلي نص الكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
قال تعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)
أيها الإخوة ،،
بكل مشاعر المواساة أتقدم بخالص التعازي لذوي شهداء الواجب وإلى زملائهم ولكافة أبناء الوطن جميعاً ولإلى الأشقاء بدولة الإمارات العربية المتحدة، داعياً الله العلي القدير أن يتغمد شهداءنا بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين ، وأن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان وحسن العزاء، مصداقاً لقوله تعالـى (وبشـر الصابريـن الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).
أيها الإخوة،
إن ما وقع بالأمس في قرية الديه من اعتداء أسفر عن استشهاد ثلاثة من رجال الأمن أثناء تأديتهم للواجب، وما سبق ذلك حادث الاعتداء الذي أدى إلى استشهاد أحد رجال الأمن في قرية الدير بتاريخ 14 فبراير 2014 يعكس مدى الخطورة التي وصلت إليها هذه الأعمال الإرهابية التي تصنف بالقتل العمد وانعدام الإنسانية .
إن استهداف الأرواح فعل آثم ومدان من الشرائع السماوية والقوانين الوضعية بل هو أشد إذا كان يستهدف من نذروا أنفسهم لحماية الأرواح، وإذا كان هو موضع استنكار من الخارج فالأولى أن يكون كذلك من الداخل ليس بالقول فقط بل بالعمل للتصدي له، وإن المظاهر والمواقف التي شجعت على ارتكاب هذه الأعمال يجب أن تتوقف، وأن يتم وضع حد لمثل هذه الممارسات، وبخاصة من جانب كل من له تأثيرعلى حراك الشارع سواء من المنابر الدينية أوالجمعيات السياسية وسائر الفعاليات ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد.
وأن استسلام القوى السياسية لصوت العنف والإرهاب يضعها في خانة التجريم، فإلارهاب لا يسيس، بل هو جرم كبير، وإن الفئات التي تمارس الإرهاب تحت مسميات وتنظيمات مجهولة إنما تمثل جيوباً وجماعات خارجة عن القانون، دأبت على استباحة قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بالتفاخر بهذه الأعمال. وما هو أمامنا في الواقع من تحدٍ أمني لا ينتهي باستنكار أو إدانة . فنحن نتعامل مع نفوس عديمة الضمير لم تراعِ مخافة الله ما يستدعي تحديدها ونبذها ومحاصرتها لتنال جزاءها لأفعالها الإجرامية من أجل حماية المجتمع من شرورها وخطرها المتزايد .
إن ما يحدث في الداخل له ارتباطات خارجية حسب الإفادات والأدلة المادية المتوفرة لدينا، وقد سبق أن أعلنا عن ذلك، وأشرنا إلى أن التدريبات في الخارج حسب الاعترافات المدونة تمت في معسكرات الحرس الثوري الإيراني، وما صاحب ذلك من بيانات رسمية ومساندة تحريضية، كما أن المتفجرات التي تم ضبطها مؤخراً كان مصدرها العراق .
وأود أن أؤكد بأن وزارة الداخلية بكافة أجهزتها الأمنية تعمل على تنفيذ التوجيهات الملكية السامية وما صدر من مجلس الوزراء فيما يتعلق بتطبيق القانون على كل من قام بالعمل الإرهابي المشين، والقيام بكل ما يلزم لمواجهة مثل هذه الأعمال الإرهابية التي هي دون شك محاولات لتعميق الشرخ الطائفي، والتي سوف لن تبعدنا عن جادة الصواب ومنهج الحق، بل تزيدنا تمسكاً بعدالة القانون والتأكيد على تطبيقه على كل من يخرج عليه، وفي هذا الشأن فإنه وبفضل الجهود الأمنية الحثيثة فقد تم توقيف (25) من المشتبه بهم في هذه القضية، وأن عملية تعقب باقي الجناة مستمرة بلا هوادة من أجل القبض عليهم وتقديمهم للقضاء لينالوا عقابهم ، معاهدين الله أن نظل الأوفياء لدماء شهدائنا الطاهرة ماضون على درب الفداء والتضحية حفاظاً على أمن الوطن واستقراره بكل عزيمة وإصرار.
وفي ضوء هذه الأوضاع الأمنية فإن أمامنا طريق من العمل الجاد بتكاتفنا وبتعــاون الأشقــاء معنا، وأن ما يهــدد البحرين يهدد دول المجلس كافة، ونحن نشكرهم ونقدر مواقفهم الأخوية الصادقة وتعاونهم وـمؤازرتهـم .
اللهم أرحم شهداءنا الأبرار، وأسكنهم فسيح جناتك، والهم ذويهم الصبر والسلوان، وأشفِ المصابين من جرحى الواجب، وأدم على مملكتنا نعمة الأمن والاستقرار، واحمها من كل الشرور والأخطار، واحفظ لنا قائدنا حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى وأيده بالنصر والتمكين.
إنه نعم المولى ونعم النصير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته