كتب - حذيفة إبراهيم:
بحزن وغضب وفخر شيعت حشود غفيرة من المواطنين والمقيمين، يتقدمهم وزير الداخلية الفريق ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وكبار ضباط وزارة الداخلية والمسؤولين والنواب في الدولة ورجال الدين شهيد الواجب الشرطي عمار عبدالرحمن الضالع الذي ارتقت روحه جراء إصابته بالتفجير الإرهابي الغادر في منطقة الديه أمس الأول.
الغضب من استهداف رجال الأمن عمّ الحشود الغفيرة التي جاءت لتشييع الشهيد عمار الذي حظي بجنازة تعد الأكبر في تاريخ تشييع شهداء الواجب، ما اضطر المشيعين، إلى تغيير مكان الصلاة نظراً لعدم استيعابه جميع المشيعين، لينتقل جميع المشيعين إلى مواقف السيارات في المقبرة.
الحشود الغاضبة لم تنس فخرها بشهيدها إذ تدافعت لنيل شرف حمل جثمان شهيد الواجب، فيما حاولت قوات الأمن الموجودة التقليل من حدة غضب المشيعين وتهدئتهم، في وقت لهجت ألسنة المشيعين بالدعاء لينتقم الله عز وجل من قتلة رجال الأمن، مطالبين الدولة بتطبيق القصاص على القتلة والمجرمين دون تهاون، كي لا يسقط المزيد من شهداء الوطن.
واضطر المشيعون إلى إيقاف سياراتهم في أماكن بعيدة عن مقبرة الحنينية، نظراً لامتلاء الشوارع والطرقات المؤدية إلى المقبرة من كثرة المشيعين، ولم يمنعهم مسير نصف ساعة من السير لأداء واجب الدفان. الحشود أكدت أيضاً ضرورة تطبيق القانون على المجرمين الذين تدرجوا باستخدام العنف ضد رجال الأمن والمواطنين والمقيمين، فيما تعالت الأصوات والهتافات التي رفعت الشهادة، وجالت في مقبرة الحنينية حاملة جثمان الشهيد.
واختلطت دموع الحزن وأجواء الكآبة مع مشاعر الغضب في مقبرة الحنينية، إذ أكد المشيعون رفضهم أن تكون أرواح رجال الأمن رخيصة أمام ثلة من المجرمين الذين يستهدفون أمن وسلامة الوطن.
وأعرب المشيعون عن تقديرهم لرجال الأمن وجهودهم في تحقيق الأمن والأمان لجميع الأهالي والمواطنين، في جميع محافظات المملكة، وقالوا إن استهداف رجال الشرطة عملٌ يخالف الشرع والدين والأعراف والأخلاق والقيم، داعين الله القدير أن يحفظ رجال الشرطة الساهرين على حفظ أمن البلاد.
وخرجت مسيرة نسائية خارج أسوار مقبرة الحنينية تطالب بإيقاع أقصى العقوبات ضد من يستهدف رجال الأمن باستمرار، مشيرات إلى أن هؤلاء هم «خونة الوطن» ويجب التعامل معهم بحزم لإيقاف مسلسل سقوط شهداء الواجب.
وحملت المتظاهرات صور الشهداء الذين سقطوا منذ بداية الأحداث، إضافة إلى الشهداء الثلاث الذين سقطوا أمس الأول في تفجير الديه الإرهابي، فضلاً عن اللافتات التي تؤكد أن الإرهاب يجب أن يقف، وعلى جميع المسؤولين تولي مهامهم في ذلك، وأن العقاب هو مصير الخونة والإرهابيين.