عواصم - (وكالات): خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن صمته لينفي التورط الروسي في أوكرانيا ويندد بما اعتبره «انقلاباً» على فيكتور يانوكوفيتش «الرئيس الشرعي الوحيد»، وذلك بعد بضع ساعات من إعلان واشنطن وقف تعاونها العسكري مع موسكو. وفي وقت يخشى الأوكرانيون والغربيون عملية عسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا، اعتبر الرئيس الروسي أن إرسال قوات روسية «ليس ضرورياً حتى الآن».
لكنه أضاف أن «هذا الاحتمال قائم» موضحاً أن روسيا تحتفظ بحقها في اللجوء إلى «كل الوسائل» لحماية مواطنيها خاصة في القرم حيث يشكل المواطنون الروس 60% من السكان. وقال بوتين إنه لا يرى مستقبلاً سياسياً للرئيس يانوكوفيتش. واستقبلت الأسواق المالية بارتياح تصريحات بوتين بعد موجة من القلق.
وفي شبه جزيرة القرم التي تحولت محط أنظار القوى الكبرى، استمرت حرب الأعصاب بين الجيش الأوكراني وآلاف من عناصر القوات الروسية على وقع الإنذارات التي توجه إلى الجنود الأوكرانيين منذ أيام عدة.
ونفى بوتين أن تكون القوات الروسية قد تحركت في القرم مؤكداً أن «قوات دفاع ذاتي محلية» هي التي تحاصر القواعد الأوكرانية. واتهم الغربيين باللجوء إلى «مدربين» لتدريب «وحدات قتالية» في إشارة إلى المعارضين الأوكرانيين. وجاءت تصريحات بوتين التي انتقدها الغرب بعد ساعات من تصعيد واشنطن للهجتها حيال روسيا عبر وقف أي تعاون عسكري مع موسكو والتهديد بعقوبات جديدة. ونبه الرئيس باراك أوباما إلى أن «الرسالة التي نوصلها إلى الروس هي أنهم إذا استمروا في مسارهم الحالي فسنبحث مجموعة من الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية التي ستعزل روسيا». وأعلن أوباما في وقت لاحق، أن تصريحات بوتين عن القرم «لن تخدع أحداً»، محذراً من أن تدخل موسكو في أوكرانيا سيؤدي إلى إضعاف نفوذها في المنطقة. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التهديد بعقوبات لن يغير موقف موسكو في أوكرانيا.
في موازاة ذلك، لجأت موسكو إلى السلاح الاقتصادي ضد كييف مع قرارها إنهاء خفض سعر الغاز لأوكرانيا بعد اتخاذ قرار في شأنه في ديسمبر الماضي. وعلى الصعيد الدبلوماسي وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى كييف دعماً للسلطات الأوكرانية الجديدة. وحمل كيري معه مساعدة اقتصادية كبيرة لكييف بعدما عرضت واشنطن منحها مليار دولار في إطار قرض دولي. واتهم كيري روسيا بالبحث عن «ذريعة» لـ «تتمكن من اجتياح أوكرانيا». من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن خيارات بريطانيا في التعامل مع روسيا على خلفية الأزمة في أوكرانيا، لاتزال مفتوحة، رغم ما جاء في وثيقة رسمية مسربة بأن لندن تعارض فرض عقوبات تجارية على موسكو. ميدانياً، يحتل القرم 6 آلاف عنصر من القوات الروسية.
وتطوق القوات الروسية غالبية المواقع الاستراتيجية من بوارج وثكنات ومبان إدارية. وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك أن أعضاء الحكومة الأوكرانية الجديدة التي تألفت بعد الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش أجروا اتصالات هي الأولى مع نظرائهم الروس.
وفي الأمم المتحدة، عقد مجلس الأمن جلسة جديدة حول أسوا أزمة بين الروس والغربيين منذ نهاية الحرب الباردة في 1991. وأكد السفير الروسي فيتالي تشوركين أن يانوكوفيتش طلب من بوتين مساعدة عسكرية «دفاعاً عن الشعب الأوكراني» بعدما باتت أوكرانيا « على شفير حرب أهلية».
من جهته، يعقد حلف شمال الأطلسي اجتماعاً جديداً على مستوى السفراء لبحث التطورات في أوكرانيا بناء على طلب بولندا التي تعتبر أن الأزمة الأوكرانية تهدد أمنها. كما من المقرر أن يعقد الحلف اجتماعاً مع السفير الروسي في الحلف اليوم، بعد يوم من ثاني اجتماع طارئ يعقده الحلف لبحث الأزمة في أوكرانيا.
من جانب آخر، قال الجيش التركي إن سلاح الجو التركي دفع بمقاتلات إف 16 بعد أن حلقت طائرة استطلاع روسية بمحازاة الساحل التركي المطل على البحر الأسود.