كتب - موسى عساف:
أدانت السلطة الفلسطينية، أمس، التفجير الذي شهدته منطقة الديه وأودى بحياة 3 من أفراد الأمن بينهم ضابط إماراتي، وقدمت السلطة تعازيها إلى مملكة البحرين ملكاً وحكومة وشعباً في شهداء الواجب الذين قضوا وهم يدافعون عن أمن البلاد والمواطنين والمقيمين.
جاء ذلك في تصريح خاص لـ «الوطن» من رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني ومسؤول ملف المصالحة، عزام الأحمد، الذي يزور البحرين حالياً للمشاركة في اجتماعات البرلمان العربي الذي تستضيفه المملكة.
واستنكر الأحمد العمل الإرهابي الذي سقط خلاله ثلاثة من أبناء البحرين والشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة خلال قيامهم بواجبهم الوطني والإنساني في حفظ الأمن والسلام، وعبر الأحمد، باسم السلطة الوطنية الفلسطينية، عن تعازيه الحارة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ولحكومة البحرين ولجميع أبناء البحرين في هذا المصاب الجلل، داعياً الله عز وجل أن يتغمد الشهداء برحمته الواسعة، وأن يلهم ذويهم وأهل البحرين الصبر والسلوان.
وأعرب الأحمد عن قناعته الراسخة بقدرة البحرين ملكاً وحكومة وشعباً على تجاوز محنتها، حيث يلتئم شمل الجميع حول قيادتهم الوطنية المتمثلة في جلالة الملك، وأن يضع الجميع مصلحة البلاد في المقام الأول، متجاوزين خلافاتهم بالحكمة والحوار للتوصل إلى أفضل السبل للدفع بمزيد من التقدم والرخاء لجميع أبناء البحرين.
وقدم عزام الأحمد شكر السلطة الوطنية الفلسطينية لجلالة الملك، ولحكومة وشعب البحرين على مواقفها المشرفة لدعم القضية الفلسطينية، حتى يتحقق الحلم بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العربية. منوهاً بالدعم الكبير الذي قدمته المملكة لأبناء فلسطين منذ عشرات السنوات، وهو ما ساهم، إلى جانب دعم الأشقاء العرب جميعاً، في إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في المحافل العربية والإسلامية والعالمية.
ملف المصالحة
من جانب آخر، نفى الأحمد أي ارتباط بشأن الحكم القضائي المصري أمس، والذي يحظر أنشطة حركة حماس على الأراضي المصرية، وبين ما يروج أن هذا الحكم جاء للضغط على حماس للرضوخ للمصالحة. موضحاً أنه لا توجد لحركة حماس أي تواجد رسمي على الأراضي المصرية، وإنما تمارس اتصالاتها من خلال مكاتب الإخوان المسلمين هناك.
واستعرض الأحمد ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، مشيراً إلى أن حركة فتح قد وقعت على كافة اتفاقات المصالحة منذ اتفاق مكة المكرمة مروراً باتفاق القاهرة ومن ثم الدوحة، إلا أنه وفي كل مرة كانت حركة حماس هي من تتراجع عن تنفيذ بنود الاتفاقات لأسباب مختلفة. وعزا الأحمد حالة الجمود في السير باتجاه المصالحة إلى الوضع في مصر، حيث أشار إلى اتفاق بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية منذ 6 أسابيع، يتم بموجبه توجه الأحمد إلى غزة «إذا كانت حماس جاهزة لإعلان حكومة الوحدة الوطنية وتحديد موعد الانتخابات».
وأضاف الأحمد إلى أنه ومنذ ذلك الوقت اتصل شخصياً 5 مرات بإسماعيل هنية، كان آخرها قبل 4 أيام، وكذلك لقاءه مع موسى أبو مرزوق في القاهرة قبل أيام، وكان جوابهم دائماً بأنهم يعملون على تهيئة الأجواء. وأشار الأحمد إلى أن حركة حماس ربطت نفسها بشكل كبير بالإخوان المسلمين في مصر، وبالتالي فإن تذبذب الحال مرتبط بحالة الجماعة في مصر صعوداً وهبوطاً. متهماً جماعة الإخوان برفض المصالحة، مدللاً على أنه وخلال سلطة الإخوان في مصر لم يتم تقديم أية بادرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وبشأن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، أعاد عزام الأحمد التأكيد على موقف منظمة التحرير الفلسطينية السلطة الوطنية على الثوابت التي لا يمكن التنازل عنها بأي شكل من الأشكال، وهي؛ القدس واللاجئين والأمن، موضحاً بأن كل ما يشاع في الإعلام، وتحديداً الإسرائيلي، عن وجود تنازلات في هذا الشأن هي محالة للضغط على المفاوضين الفلسطينيين وخلق نوع من البلبلة في الجانب الفلسطيني.
وأشار الأحمد إلى القرار الشجاع للرئيس الفلسطيني باستئناف المفاوضات المستمرة منذ 7 أشهر، محملاً الجانب الإسرائيلي والأمريكي مسؤولية وصولها إلى طريق مسدود، مؤكداً أن السلطة لن تتوانى أن تطرق كل الأبواب طلباً لحق الشعب الفلسطيني المناضل، حيث تحققت كثير من النجاحات، كان أهمها الاعتراف بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة، وهو نصر سياسي لم يتحقق منذ عام 1974. وبشأن لقاء أوباما عباس المرتقب خلال الأسبوع المقبل، أوضح عزام أن الرئيس الأمريكي سيحاول إيجاد مخرج لوزير خارجيته جون كيري مع نتنياهو، نافيا وجود أي تنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني كافة، مشيراً إلى أن الرئيس الفلسطيني أرسل رسالة للعالم ولأمريكا بشأن ما لا يمكن التنازل عليه.
ولدى إجابته عن سؤال بشأن تحرك البرلمان الأردني رداً على مقترح إسرائيلي بشأن نقل سلطة الإشراف على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس إلى إسرائيل، أوضح الأحمد أن هناك اتفاقاً بين السلطة الوطنية الفلسطينية والمملكة الأردنية بأن تتولى الأخيرة الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس، مؤكداً على أن القدس كانت وستبقى فلسطينية عربية، ولا تنازل عنها لتكون عاصمة الدولة المستقلة.
اللاجئون الفلسطينيون في سوريا
وحول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات السورية، أشار الأحمد إلى أن السلطة الفلسطينية ومنذ بداية الأزمة حاولت وبشتى الوسائل تحييد المخيمات، لكن تطورات الأحداث السريعة لم تسعفنا، فانتقل جزء من الصراع إلى المخيمات ما ساهم في تهجير عشرات الآلاف من ساكنيها.
وأضاف أن السلطة كانت ومنذ تفجر الأزمة السورية على تواصل مع اللاجئين، وتم تشكيل لجان من مختلف فصائل منظمة التحرير للمتابعة، موضحاً أن هناك قوافل من المساعدات تنطلق من فلسطين إلى مخيمات سورية، لكنه أشار إلى أن ذلك لا يشكل 5% من احتياجاتهم الحقيقية، رغم الجهود المبذولة مع الأمم المتحدة وأطراف عربية لتحييد اللاجئين ودعمهم. وأشار الأحمد إلى دور السلطة الفلسطينية في الاتفاق الذي تم بموجبه إنهاء حصار مخيم اليرموك في دمشق، والذي يشمل إخراج المسلحين من المخيم وإدخال المساعدات الطبية والغذائية وإخلاء المرضى والمصابين، إلا أن أفراداً من جبهة النصرة قامت أمس باقتحام المخيم ومحاولة إفشال إتمام الاتفاق. وفي ختام حديثة استنكر عزام الأحمد التعتيم العالمي على قضية اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، واستهدافهم من كافة الأطراف، مشيراً إلى أن هناك خطة من بعض الجهات لتهجير لاجئي المخيمات الفلسطينية إلى المجهول، موضحاً أن هناك ما يزيد عن 70 ألف فلسطيني غادروا إلى لبنان وهم يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة للغاية، إضافة إلى حوالي 10 آلاف منهم هاجروا إلى الأردن، عدا عشرات الآلاف الذي انتقلوا إلى عدد من المناطق السورية.