دعا رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان، الدول العربية إلى التكاتف والوقوف صفاً واحداً لإفشال مخطط الإرهاب في البحرين والمنطقة، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه منظمات تدعي الحياد وتصدر تقارير مضللة ضد دول تجهد لتحقيق الرخاء لمواطنيها.
وتقدم الجراون في افتتاح جلسة البرلمان العربي أمس، بالشكر لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، ولحكومة وشعب البحرين، على استضافتهم أعمال البرلمان العربي في جلسته الثالثة لدور الانعقاد العادي الثاني للفصل التشريعي الأول.
وقال إن الجلسة الثالثة تعقد في ظروف بالغة التعقيد بالنسبة للوطن العرب، تتجلى في النزاعات الداخلية المتفاقمة وتهديدات متعددة الأوجه تستهدف كيان الأمة العربية، ما يتطلب من الجميع مزيداً من الوحدة والتضامن ورص الصفوف لإفشال كل المخططات الرامية إلى إخضاع الأمة العربية وإبقائها تحت النفوذ، وصرفها عن مواصلة مسيرة التنمية والنهوض الحضاري المنشود.
وأضاف الجروان أن استشراء ظاهرة الإرهاب المقيت بات يطال العديد من البلدان العربية، ويعمل على زعزعة استقرارها وترويع الآمنين في البلدان العربية مثل مصر وليبيا واليمن والعراق وسوريا ولبنان والصومال، وحتى في بلدان آمنة مثل البحرين، جاء ليزيد من تعقيد الوضع المعقد أصلاً، ويسهل تنفيذ أجندات أجنبية يجب التجند لإفشالها.
ولفت إلى أن آخر فصول هذه العمليات هو العمل الإرهابي الجبان ضد منتسبي قوات الأمن البحرينية قبل يومين، وراح ضحيته قتلى وجرحى أبرياء.
وندد الجروان مثل هذه العمليات الإرهابية الجبانة الدخيلة على المجتمعات والثقافة العربية، معزياً أسر الشهداء وقيادة وحكومة وشعب البحرين بالمصاب الجلل.
ودعا الدول العربية والإسلامية والصديقة، إلى الوقوف خلف قيادة البحرين لوقف الأعمال الإرهابية في جميع المحافل الدولية، وتجفيف منابع الفتن والإرهاب.
وأوضح أن البرلمان العربي يعتبر القضية الفلسطينية جوهر الصراع العربي الصهيوني، والقضية المحورية للأمة العربية، طالما لم يمكن الشعب الفلسطيني من استرجاع حقوقه الوطنية، متمثلة في بناء دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشريف.
وقال إن البرلمان العربي يعد الحل العادل للقضية الفلسطينية أساساً لاستتباب الأمن والسلام في المنطقة، ويهيء مقومات الاستقرار اللازم للتنمية والرقي، مجدداً باسم البرلمان العربي تضامنه مع الشعب الفلسطيني ضد هجمة شرسة تستهدف تهويد القدس وبسط السيادة الصهيونية الكاملة عليها، وتغيير معالمها الديمغرافية العربية. وحذر من أن الأمة العربية تواجه تحدياً خطيراً آخر يتمثل في الأزمة والمأساة السورية وهي تدخل عامها الرابع قريباً، لافتاً إلى أن تعقيدات الأزمة والتشابك بين العناصر الداخلية والخارجية نظراً للموقع الجيوسياسي المهم لسوريا، يزيد من صعوبة التوصل إلى الحل المنشود.
وأضاف أن الحل يصنعه جميع السوريين بكافة مكوناتهم وأطيافهم، لافتاً إلى خيبة أمله من نتائج مؤتمر جنييف 2، بعد أن جاءت دون تطلعات الشعب السوري في تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
ودعا الجروان إلى تعزيز العلاقات الإقليمية وإقامة شراكات تحفظ لمواطني المنطقة بصورة عامة الأمن والاستقرار، وبما لا يسمح لأي طرف التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وأهاب بالمجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه مراعاة التحقق من التقارير اللا مسؤولة والمضللة، الصادرة عن منظمات تدعي الحياد، ضد دول تبذل الكثير من الجهد في تحقيق الرخاء لمواطنيها.
وأعرب الجروان عن سعادته بأن تكون المنامة أول عاصمة عربية تشهد عقد أولى جلسات التعاون بين البرلمان العربي وجامعة الدول العربية.
وجدد الترحيب بالسفير وجيه حنفي ممثل أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي المنهمك في التحضير لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، تمهيداً للقمة العربية الـ25 في الكويت خلال الأسبوع الأخير من مارس الجاري.