«صابرة وراضية بقضاء الله وقدره وأشعر بأنه حي عند ربه يرزق، ومصيره الجنة»، هي كلمات استقبلت بها أم شهيد الواجب طارق الشحي نبأ ارتقاء روحه إلى بارئها إثر تفجير إرهابي جبان في منطقة الديه بالبحرين يوم الإثنين الماضي، فيما نقلت صحيفة الإمارات اليوم عن خال الشهيد أن «أسرة الشهيد علمت بنبأ استشهاده من خلال الرسائل النصية على الهواتف النقالة، التي كانت مصحوبة بصور لحادث التفجير الآثم»، مشيراً إلى «أن الأسرة لم تأخذ الأمر على محمل الجد في بادئ الأمر، وعندما تأكدت كانت الأنظار تتوجه إلى والدته التي استقبلت الخبر بصبر المؤمنين».
وتابع خال الشهيد علي عبدالله القاضي، أن ابن أخته كان شخصية يكن لها الجميع كل التقدير والاحترام، وباراً بأهله، والمنطقة كلها تبكيه وتودعه، مؤكداً أن وقوف قيادة الدولة إلى جانبهم في هذا المصاب، خفف عنهم الكثير، وقال: «هم هكذا دائماً يقفون مع أبناء وطنهم في الأفراح والأتراح».
وقالت والدة الشهيد حصة عبدالله القاضي، إنها ربت ابنها على طاعة الله وعلى الشجاعة وحب الخير للناس، وكان ابناً باراً بها وبأهله جميعاً، وقالت «صحيح أنني الآن في غاية الحزن عليه لأنني لن أراه في الدنيا، لكنني صابرة وراضية بقضاء الله وقدره وأشعر بأنه حي عند ربه يرزق، ومصيره الجنة».
وقال شقيق الشهيد علي أحمد الشحي، إن أخاه طارق كان يقوم في الأسرة مقام الوالد بعد وفاة والدهم، فكان يحسن لإخوته ويوجههم ويرشدهم إلى طاعة الله، ويحضهم على حب الخير، ولم يحدث أن أساء لأحد منهم أو حتى من أهل «الديرة»، وبالنسبة لأمه فهو ينزلها منزلة عظيمة في نفسه، فيقدرها ويجلها، فكان أثناء فترة وجوده خارج الدولة في مهمته العسكرية دائم الاتصال ليطمئن على أمه، ويوصينا دائماً بألا نغيب عنها، ونحسب أن استشهاده كان مكرمة من الله جزاءً له على أعماله الخيرة.
من جهته، قال سيف سعيد درويش وهو من أصدقاء الشهيد طارق، إنه كان أكثر الناس قرباً منه، وعندما يأتي إلى شعم يتصل به ويطمئن عليه ويلتقي به.
وتابع: «قبل أسبوعين عندما حضر من البحرين لقضاء عطلته في شعم كنت كثير اللقاء معه، وهو شخصية تتمتع بالمرح، وطاعة الله، ويعشق أعمال الخير، وذو مروءة، وله حضور قوي في مناسبات الأفراح والأحزان، وغالباً ما يقصده أهل المنطقة لمساعدتهم»، وقال: «كان يمتاز بحب أسرته، فقبل العودة إلى مقر عمله في البحرين اصطحبهم في جولة ترويحية إلى دبي، وقبل استشهاده اتصل بي، يوم السبت الماضي، طالباً مني اصطحاب ابنه محمد (12 سنة) لتسجيله في معهد التكنولوجيا التطبيقية».
وبحسب أحمد الفهد وهو أيضاً من أصدقاء الشهيد، يعرف طارق بأنه طموح جداً، لافتاً إلى دوره في إقامة مجلس أهل شعم، إذ سعى لتوفير كل مستلزماته من فرش ولوازم ضيافة. وكان في إجازته الأخيرة يجلس في المجلس ويتحدث في أمور تصب في مصلحة أهالي شعم.
970x90
970x90