كتب – مازن أنور:
لم يكن لأحد أن يصيب في توقعاته بنسبة كاملة فيما يخص الأربعة المتأهلين للدور نصف النهائي لمسابقة كأس جلالة الملك المفدى للموسم الكروي الحالي 2013/2014، فبعد أن كان الحديث يدور حول أندية المحرق والرفاع والحد والمنامة أن تكون متواجدة وبقوة في المربع ذهبي سقطت جميعها مبكراً وظل البسيتين هو الطرف الوحيد الذي لم يخيب التوقعات.
مقولة المفاجآت في بطولات الكؤوس أصابت الهدف هذه المرة في مسابقة أغلى الكؤوس، ومع تقديم الاحترام للفرق التي تأهلت للدور نصف النهائي وهي الرفاع الشرقي والشباب والنجمة والبسيتين، فأن ثلاثة فرق عدا البسيتين كانت حظوظها قليلة في التوقعات بالوصول إلى هذه المرحلة، ولم يكن ذلك تقليلاً من شأنها للمتوقعين وإنما نظراً لفارق الإمكانيات لدى الفرق الأخرى والتي تم اعتبار خروجها مفاجأة.
الحديث يدور حالياً عن التوقعات حول الفريقان اللذان سيقطعان تذكرة المباراة النهائية، فالرفاع الشرقي متصدر دوري الدرجة الثانية سيصطدم بالشباب الذي يحتل المركز السادس في دوري الكبار، فيما النجمة صاحب المركز قبل الأخير في دوري الكبار سيكون في مواجهة البسيتين رابع دوري الأضواء وحامل لقب الدوري كذلك.
الواقع والتخصص
القراءة الأولية لمباراتي الدور نصف النهائي تتحدث بواقع مختلف لدى كل فريق، فالواقع الحالي والمؤشرات المبدئية تمنح البسيتين خيار الوصول بنسبة أكبر للنهائي على حساب النجمة بحسب المعطيات التي يفرضها هذا الموسم، ففريق البسيتين يتفوق من حيث الإمكانيات الفنية البشرية داخل الملعب كعناصر على فريق النجمة، علماً بأن البسيتين لم يحظى بشرف الفوز بهذه البطولة الغالية على الرغم من وصوله المتكرر مؤخراً للنهائي وخسارته من الرفاع والمحرق وسابقاً من الشباب، ولكن في المقابل فأن فريق النجمة يُسمى بالمتخصص في هذه البطولة فهو الفريق الذي سجل اسمه بحروف من ذهب في سجلها بعدما فاز بها لخمس مرات منها 3 مناسبات بمسمى نادي الوحدة ومرتين بعد الدمج بمسمى نادي النجمة، وبالتالي فأن مشوار النجمة في هذه المسابقة هذا الموسم على الرغم من عثرات الدوري توحي بأن النجمة يسعى لممارسة تخصصه في هذه البطولة.
التاريخ والحماس
وعلى صعيد المباراة الأخرى فأن التاريخ يتحدث عن الرفاع الشرقي بأنه بطل للبطولة في مناسبتين سابقتين ولكنهما من زمن بعيد، ولكن يبدو بأن أيناء الرفاع الشرقي يسعون لاستعادة الذكريات والتاريخ، وحظوظهم ازدادت في هذا الأمر بعدما أزاحوا مرشحين اثنين وهما الرفاع متصدر دوري الكبار والمحرق خامل لقب الكأس، فيما الطرف الآخر وهو فريق الشباب الذي يدخل برصيد بطولة واحدة من هذه المسابقة، فأنه سيعول على حماس الشباب في هذه البطولة وليس بعيداً أن يكون طرفاً بالنهائي بعد أن ظهر بشكل جيد هذا الموسم وأحرج الكثير من الفرق هو الآخر معتمداً على جماعية الفريق والروح القتالية والانسجام المثالي بين اللاعبين الذي يستخدمه مدربه التونسي شكري البجاوي.
بطولة وطن
بدأت ملامح الحملة الإعلانية والإعلامية لبطولة كأس جلالة الملك المفدى تغزو شوارع المملكة بعد أن بدأت الشركة المتخصصة التي تعاقد معها الاتحاد البحريني لكرة القدم بالظهور عبر يافطات تم توزيعها في أغلب المناطق، وستكون الشركة التي حملت على عاتقها الأمر الترويجي والاتحاد البحريني لكرة القدم أمام اختبار صعب في موضوع جذب الجماهير للمباريات القادمة من المسابقة للغاية بعد أن فقدت البطولة فرق جماهيرية كالمحرق والرفاع والمنامة والحد، وبالتالي فأن مردود الرعاية الكبيرة التي تحصل عليها اتحاد الكرة من قبل المؤسسة الخاصة يجب أن يوظف بشكل أكبر من أجل استقطاب أعداد كبيرة من الجماهير في النهائي بغض النظر عن الجوائز التي ستقدم في المشهد الختامي، حيث يتطلب الأمر تحركاً أبعد من الجوائز فقط من أجل أن يتحول النهائي إلى عرس كروي مثالي ومميز.