عبرت عائلة شهيد الواجب الملازم أول طارق الشحي، أن وقوف أهل البحرين إلى جانبهم في مصابهم الجلل «أخجلهم»، وقالت إن ما فعله البحرينيون أشعرهم أن دماء ابنهم لم تذهب هدراً، لافتين إلى أن أهالي المملكة «دوم وافين وما عليهم قصور».
وأعربت عائلة الشحي عن تقديرها لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، وعموم شعب البحرين، لما أبدوه من مواقف صادقة معهم، ما سهل تجاوز محنة الحادث الأليم والمصاب الجلل، وخفف وطأة استشهاده على أسرته وعائلته وأحبائه.
وقال أفراد عائلة الشهيد الشحي في حديثهم لوكالة أنباء البحرين، إن الوفود الشعبية البحرينية توافدت على مقر العزاء بمنطقة شعم برأس الخيمة على مدى الأيام الماضية، لمشاركتهم في مصابهم الجلل، وعبروا بصدق عن المواقف الأخوية المتينة الرابطة بين أبناء الإمارات والبحرين، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الشهيد الشحي بالرحمة والمغفرة وأن يتقبله مع الشهداء والصالحين.
من جانبه، قال سلطان عبدالله القاضي خال الشهيد المتحدث باسم العائلة، إن ما فعله أهل البحرين «أخجلنا»، مضيفاً «هذا يثبت ليس للإماراتيين فحسب بل للعالم أجمع، أن البحرينيين أهل واجب وأصول، ونحن منذ يومين نستقبل الوفود البحرينية، ما خفف حزننا وألمنا، وشعرنا أن دم ابننا لم يذهب هدراً، بل ذهب لأناس يستاهلون فعلاً».
وأضاف خال الشهيد «البحرينيون أهل أصول من ملك وحكومة وشعب»، مؤكداً «أنهم لم يقصروا ودوم وافين وما منهم قصور».
وأردف «طارق استشهد في بلده سواء كان في البحرين أو الإمارات، وهو يؤدي واجبه تجاه وطنه»، مشدداً على أن البحرين والإمارات وطن واحد، والدم الإماراتي والبحريني واحد، و»هذا واجب علينا نحن أبناء زايد، أن نقف مع إخواننا في البحرين وسوف يستمر وقوفنا معهم».
وأردف «نتشرف أن ولدنا استشهد على أرض البحرين، ونقول لأهل البحرين أبشروا إذا كان طارق ذهب فهناك غير طارق الكثير يقفون معكم، نحن تربينا على ذلك وتعلمنا، نحن والبحرينيون منذ قديم الزمان أهل».
وكان وفد شعبي وإعلامي من البحرين، قدم واجب العزاء وصادق المواساة إلى عائلة شهيد الواجب الملازم أول طارق الشحي، الذي استشهد خلال أداء عمله ضمن قوة «أمواج الخليج» المنبثقة عن اتفاقية التعاون الأمني الخليجي، في تفجير إرهابي غادر بمنطقة الديه، وذلك خلال زيارة الوفد أمس إلى إمارة رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، داعين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جنانه ويلهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.
وأكد المشاركون في الوفد الإعلامي والشعبي في تصريحات لوكالة أنباء البحرين، أن هذه الجريمة النكراء التي راح ضحيتها شهداء الواجب تتعارض مع كافة الشرائع السماوية والقوانين الدولية والمبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية، لافتين إلى أن مرتكبي العمل الإرهابي لم يراعوا حرمة سفك دماء زكية حرمها الله سبحانه وتعالى.
وقالوا إن امتزاج الدم الإماراتي مع الدم البحريني يمثل أسمى معاني التلاحم والوحدة الخليجية، مشددين على أن أمن البحرين من أمن دولة الإمارات وهو كل لا يتجزأ.
وأكد أعضاء الوفد أن الشهيد الملازم أول طارق الشحي هو ابن بار من أبناء البحرين، معربين عن اعتزازهم وفخرهم به لأنه ضحى مع إخوانه الشهداء بدمائهم الطاهرة في حفظ أمن البحرين واستقرارها، والذود عن حياضها الطاهر.
وثمن الوفد بكل التقدير والاعتزاز، الدور البارز لدولة الإمارات العربية المتحدة ومواقفها المشرفة تجاه البحرين، ودعمها لها في مختلف الظروف، ما يعكس الروابط والصلات الأخوية المتينة الجامعة بين البلدين والشعبين منذ قديم الزمان.
وأعرب الوفد عن خالص الشكر والتقدير والامتنان لدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها على حفاوة وحسن الاستقبال خلال تقديمه واجب العزاء لأسرة شهيد الواجب طارق الشحي، داعين الباري جلت قدرته أن يحفظ البحرين والإمارات وشعبيهما الشقيقين من كل سوء ومكروه، ويديم عليهما نعمة الأمن والأمان والاستقرار في ظل القيادة الحكيمة في البلدين الشقيقين.
من جانبها، عبرت أسرة الشهيد الشحي عن تعازيها الحارة ومواساتها للبحرين ملكاً وحكومة وشعباً في شهداء الواجب من أفراد الشرطة البحرينية، ممن قدموا أرواحهم فداء للوطن وحماية لترابه، متقدمة بخالص الشكر والتقدير للوفد الشعبي والإعلامي البحريني على مشاعره الأخوية الطيبة والنبيلة ودعواته الصادقة، راجين من المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه ويسكنهم فسيح جنانه ويلهم أهلهم وذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان.