كتبت ـ مروة العسيري:
دعا أعضاء بالبرلمان العربي، إيران إلى عدم التدخل بشؤون الدول العربية وبمقدمتها البحرين، بينما أجاز البرلمان العربي تقرير لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي. وأوصت خارجية البرلمان العربي بمحاربة الفساد والطائفية والفئوية والتكفير، وإرساء الديمقراطية وتجسيد ثقافة الحوار وتقبل الآخر، والاهتمام بالشباب باعتبارهم قادة مستقبل الأمة.
وحصل تقرير اللجنة الخارجية على موافقة أغلبية أعضاء البرلمان العربي في جلسته أمس، بينما تضمن التقرير توصيات اقترحتها اللجنة بناءً على ما تم مناقشته في اجتماع المجلس الثاني في الأردن ديسمبر 2013.
وأوضحت اللجنة من خلال تقريرها نتائج اللجنة الفرعية المعنية بتطوير وثيقة الأمن القومي العربي، بعد أن أوصت بالتركيز على الاقتصاد باعتباره أفضل وسيلة لرفع مستوى الإنسان العربي لبلوغ التكامل الاقتصادي، والإسراع في تحقيق الوحدة الاقتصادية، ومحاربة الجهل والأمية بإصلاح التعليم بصفة عامة وتعليم الفتيات بصفة خاصة، لدورهن في النهوض بالمجتمع.
وأوصت خارجية البرلمان العربي بمحاربة الفساد بأنواعه والطائفية والفئوية والتكفير، وإرساء الديمقراطية وتجسيد ثقافة الحوار وتقبل الآخر وتوسيع دائرة المشاركة السياسية في البلدان العربية، والاهتمام بالشباب باعتبارهم قادة مستقبل الأمة المنشود، وتحميله المسؤولية الملقاة على عاتقه. وشمل تقرير اللجنة أيضاً «الاهتمام بصحة الفرد والمجتمع ومحاربة انتشار المخدرات باعتبارها تشكل هاجساً للأمن القومي، والاهتمام بالإعلام وجعله فاعلاً لتوجيه المجتمع وترشيده».
واستعرض البرلمان العربي طلب العضو عبدالرحمن جمشير، في إصدار بيان بشأن إدانة التفجير الإرهابي في البحرين، وبيان آخر يستنكر قرار البرلمان الأوروبي بشأن حقوق الإنسان في المملكة، وبيان ثالث بشأن رفض تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الأوضاع في البحرين، ووافقت اللجنة على طلب إصدار بيان بشأن التدخلات الخارجية من بعض الدول المجاورة للوطن العربي.
واقترح جمشير تشكيل لجنة لمتابعة تفعيل وثيقة الأمن القومي، بحيث تتشكل من أعضاء البرلمان والجامعة العربية، وأحال المجلس المقترح إلى اللجنة لمزيد من الدراسة وإعطاء الرأي.
من جهته علق العضو سعود الشمري من المملكة العربية السعودية «يجب ألا تقتصر أعمال البرلمان على البيانات الشاجبة وكأن دوره سياسي، فالبرلمان العربي مهمته ممارسة الديمقراطية وترك الدبلوماسية، من خلال وضع الأصابع على مواقع الخطر، والإشارة بالاسم إلى دول تتدخل في شؤون الدول العربية لنقول لها كفى».
وأضاف الشمري «هناك بعض الدول العربية تعاني من التدخلات الخارجية سواءً بالسلب أو بالإيجاب، بمعنى أن بعضها موافق على هذا التدخل والبعض الآخر رافض، ولكن المفروض أن البرلمان يرفض أي نوع من التدخل سلباً كان أم إيجاباً».
وذكر الشمري أن هناك إجماع على تدخل إيران في الشؤون العربية، والبعض يراه تدخلاً إيجابياً والآخر رافض له، وقال «أراه سلبياً طالما تريد إيران فرض أجندتها، عن طريق إدارتها لأحزاب تشارك في العمل التشريعي والسياسي في الدول وتدير هذه الأحزاب بالريموت كنترول عن بعد، ودعمها الحرب على الشعب السوري واضح ولا يخفى على أحد». وطلب الشمري من الأعضاء أن يتكلموا صراحة بذكر أسماء دول يرون أنها تتدخل في الشأن العربي «من يرى تركيا تتدخل فليشر إلى ذلك، وحتى إن كانت دولاً كبرى، نحن هنا تحت قبة برلمان ولسنا باجتماع وزراء الخارجية العرب».
من جهته أثنى النائب عادل العسومي على كلمة زميله الشمري مبيناً «يجب أن نحدد الدول بالأسماء التي تتدخل في الشؤون العربية وبمقدمتها إيران، فهي تتدخل في العديد من الدول العربية وتفرض وصاياها عليها، وكل هذه التدخلات الإيرانية في الدول العربية هي من أجل مصلحة إيران القومية وليست من أجل الدول العربية».
واقترح العسومي إصدار بيان باسم البرلمان العربي يرفض البيان الأوروبي باعتباره حمل الكثير من المغالطات تجاه البحرين، داعياً جميع الدول لعدم الاستماع أو التواصل بكل أشكاله مع أحزاب وجمعيات تتبنى العنف سواءً في البحرين أو في الدول العربية الأخرى.
من جهته طالب العضو الخليل ولد الطيب من موريتانيا بإدانة إرهاب تتعرض له القدس، مطالباً البرلمان بتسوية الخلاف الحاصل بين حماس وجمهورية مصر العربية.
وأكدت د.بهية الجشي أنه في ظل ظروف يمر بها الوطن العربي «نحن بحاجة إلى الإسراع في إصدار وثيقة الأمن القومي بسرعة وتقديمها بمواد واضحة تندد بالإرهاب».
ونبهت الجشي إلى ضرورة تعزيز الحوار العربي الأوروبي عن طريق قبول رسالة رئيس البرلمان البلجيكي الذي دعا البرلمان العربي للحوار، منوهة إلى ضرورة الاهتمام بلجان الصداقة لمد جسور التواصل مع جميع برلمانات العالم. من جهته دان د.مشعل السلمي العمل الإرهابي في البحرين واستهداف رجال الشرطة، وقال إن إيران تدخلت كثيراً في شؤون الدول العربية وتحمل اسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، متمنياً أن تلتزم بالقيم الإسلامية كما تحمله من اسم.