رأس الخيمة - إبراهيم الزياني:
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، أن «أمن البحرين من أمن الإمارات، وأهلها أهلنا، وخلفيتهم مع أهل الإمارات من قبل أيام زايد -رحمه الله-، نتكلم عن القرن الثامن عشر، وكانت العلاقة مرتبطة في الأسر والأنساب»، قبل أن يقاطعه خال الشهيد «دمه لم يذهب هدر».
وعدد سموه، خلال استقباله إلى جانب أسرة الشهيد أمس، وفوداً شعبية ورسمية بحرينية، مناقب طارق الشحي وتضحياته من أجل وطنه والواجب والشرف، وأعرب عن شكره للوفود على زيارتها في إطار العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، راجياً الله العلي القدير، أن يتغمد الشهيد طارق الشحي بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وشهد العزاء أمس حشوداً كبيرة من أقارب وأصدقاء وزملاء وجيران الشهيد ومن مختلف الأعمار ومن عدد من الدول الخليجية رغم أنه اليوم الثالث للعزاء.
ووجه وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الجنسية والإقامة والمنافذ الإماراتي، اللواء الركن خليفة الخييلي كلمات إلى ابن شهيد الواجب طارق الشحي، وقال «استشهاده هو تكريم من الله، وهي موتة عزة وكرامة على أرض الواجب، بموقف بطولي في بلده البحرين»، سائلاً الله أن يحشره مع الأنبياء والصديقين والشهداء.
وذكر اللواء الخييلي «يوم دفنه، كلفت من الشيوخ بزيارة أصدقائه وزملائه في البحرين، وقضينا يوماً كاملاً معهم، وكانوا يشيدون بشجاعته وشهامته».
من ناحيته، قال مدير مكتب قناة «العربية» في البحرين، محمد العرب «كنت على بعد 50 متراً من موقع التفجر، لم أرَ رجلاً بهذا الإقدام، أبوك رجل شجاع يتقدم الصفوف، ونحن كنا منبهرين من شهامته، أنا الآن أقف عند قدميك وأقول لك هذا الكلام، لكي تحفظه ويظل راسخاً في ذهنك»، مشدداً على أن «اسم الشهيد سيبقى في قلوب البحرينيين والإماراتيين».
وقال نجل الشهيد محمد طارق الشحي، إنه سيسير بعد تخرجه من الكلية التطبيقية، على خطى والده بدخوله مجال الشرطة، لخدمة وطنه والخليج، مؤكداً أن والده كان قدوة له في كافة المجالات.
وقال ابن خال الشهيد، عبدالله القاضي إنه «في آخر زيارة عبر عن سعادته بالدورة التي يعمل بها في البحرين، وذكر أنه يحاول تمديد فترة عمله في المملكة، إذ كانت مدة ابتعاثه ثلاثة أشهر، قضى منها شهرين»، مؤكداً أن «الشهيد عاش بطلاً، ومات بطلاً».
وأضاف القاضي «طارق كان على تواصل دائم مع أهله وأقاربه وأصدقائه، وآخر مرة التقيته كانت عندما زار رأس الخيمة قبل أسبوعين».
وبين القاضي أن «سمو الشيخ سيف بن زايد، أكد لدى لقائه عائلة الفقيد، وقوف القيادة الإماراتية الكامل معها، ونقلي التعازي الشخصية لرئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان»، ناقلاً على لسان سمو الشيخ سيف بن زايد قوله «نحن أهلكم بعد استشهاد والدكم، والمجال سيفتح لأبنائه لدخول وزارة الداخلية في أي وقت، وسيتم التكفل بهم».
من جهته، ذكر ابن عم الشهيد، إبراهيم السابي أن «طارق شخصية تميزت بأخلاق عالية، وقلبه الكبير المتسع لجميع الناس، دائماً ما يبادر لخدمة الآخرين، حريص على تأدية واجباته الأسرية، علاقته كانت قوية جداً مع ابنه البكر محمد، إذ كان يعامله كأخ له»، وأضاف «الشهادة تتويج لحياته المليئة بفعل الخير، ليخلد اسمه بعد 41 عاماً من العمل».
وأكد السابي، أن الشهيد دائماً ما يحرص على مشاركة أهله وأصدقائه مناسباتهم ولقاءاتهم «آخر لقاء لي معه كان قبل شهرين، أعددنا حفل شواء على البحر واتصلت به لأدعوه للحضور، ورد علي أنه تعشى، لم تمض سوى دقائق إلا وفاجأنا بالحضور، وقال إنه يريد أن يشاركنا الجلسة، وإنه لم يستطع أن يرد دعوتي».
وقال نسيبه وزميله في العمل وليد حسون إن «الشهيد طارق اختار الذهاب للبحرين لتأدية واجبه الوطني من نفسه، إذ إن الأمر كان اختيارياً، ورغم معارضة عمله لوجود نقص في الكوادر».
وعن كيف تلقى خبر استشهاد طارق في البحرين «بدايتها صدمت، لكن الشهادة بددت كل هذا، خاصة أنه كان في بلده البحرين، والناس هنا كلهم فخورون بشهيد الواجب»، مؤكداً أنه «لو طلبت البحرين 10 آلاف شرطي، ليأشروا وعلينا التلبية».
من جهته، قال ابن أخت الشهيد، حميد علي السابي (بعد لحظات من الصمت وبملامح يملأها الحزن) «هو أبي ليس خالي، علاقتنا قوية جداً، وأحاديثنا دائماً ما كان يملأها الضحك والمزح، دائماً ما كان مسروراً، ويوصينا على المحافظة على الصلاة، رحمه الله».
وأضاف «لم نصدق الخبر أول ما سمعنا به، لكننا لسنا حزينين، لأنه شهيد الإمارات والبحرين والخليج، ونحن فخورون به، الحمد لله»، موضحاً أنه «قبل أيام من سفره إلى البحرين ودعنا، وكأنه يحس بأنه الوداع الأخير».
وذكر ابن عمة الشهيد، علي محمد القاضي أن «طارق بعد أن أكمل ثلاثة أسابيع في البحرين، أتى لزيارتنا في بلده، كان مرتاحاً، ويقول إن شعب البحرين طيب ولم يقصر معنا، وكان فرحاً».
وتقدم القاضي بالشكر للقيادة البحرينية والشعب البحريني على مشاعرهم الأخوية الصادقة وقال «لم يقصروا، أتونا وعزونا في الشهيد، زيارتهم خففت علينا كثيراً، ونحن أهل الخليج كلنا على قلب واحد».