عواصم - (وكالات): قام برلمان القرم بخطوة إضافية على طريق تقسيم أوكرانيا بطلبه من الرئيس فلاديمير بوتين إلحاق شبه الجزيرة بروسيا والإعلان عن استفتاء في هذا الشأن في 16 مارس الجاري.
وسيكون على الناخبين الاختيار بين الانضمام إلى الاتحاد الروسي أو تعزيز الحكم الذاتي لشبه جزيرة القرم، كما قال النائب غريغوري يوف. وكان برلمان القرم في السابق يعمل على تنظيم استفتاء حول الحكم الذاتي فقط في 30 مارس الجاري. وترأس الرئيس الروسي اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي لدراسة طلب القرم.
في الوقت ذاته، بدأ البرلمان الأوكراني إجراء لحل البرلمان بالقرم.
من جهته، حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من إجراء استفتاء في القرم مشيراً إلى أنه «يمثل انتهاكاً للقانون الدولي وللسيادة الأوكرانية».
في موازاة ذلك، قرر القادة الأوروبيون تعليق المفاوضات حول تأشيرات الدخول مع روسيا وهددوا بفرض عقوبات إضافية على موسكو خاصة الاقتصادية إذا واصل الوضع التدهور في أوكرانيا. وفي ختام قمة أوروبية في بروكسل، أعلن رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي أن القادة الأوروبيين اتفقوا على استراتيجية تدريجية للعقوبات على 3 مراحل لإرغام روسيا على «التفاوض» على مخرج للأزمة في أوكرانيا. واعتبر الاتحاد الأوروبي قرار برلمان القرم المحلي طلب إلحاق شبه الجزيرة الأوكرانية بروسيا وتنظيم استفتاء على هذا الانضمام بأنه قرار «غير شرعي». وذكر رومبوي أن الاتحاد الأوروبي سيوقع اتفاق شراكة مع كييف قبل انتخابات 25 مايو المقبل في أوكرانيا.
وقبل القمة الأوروبية، اتهم رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك روسيا بتصعيد التوتر والقيام بأعمال «استفزازية» في بلده. كما أعلن ياتسينيوك أمام الحلف الأطلسي أن حكومته «لا تملك خياراً عسكرياً»، داعياً روسيا إلى «القيام بالخطوة الأولى إلى الوراء».
وفي تصعيد للضغوط على روسيا، فرضت الولايات المتحدة قيوداً على منح تأشيرات الدخول إلى أراضيها ومهدت الطريق أمام احتمال تجميد أصول مسؤولين، وذلك رداً على تدخل روسيا في شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
وقال البيت الأبيض أن «وزارة الخارجية تفرض قيوداً على تأشيرات الدخول على عدد من المسؤولين والأفراد ما يعكس قرار سياسياً» يهدف إلى رفض منح تأشيرات لأولئك الذين يهددون سيادة أوكرانيا. وقال مصدر رسمي أمريكي إن اللائحة ستضم في الوقت نفسه مسؤولين من أوكرانيا وروسيا. من جانب آخر وقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرسوماً يسمح بتجميد أصول أفراد أو كيانات «تقوض أنشطتها العملية الديمقراطية والمؤسسات في أوكرانيا» و»تهدد السلام والأمن والاستقرار». ميدانياً، أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا أن المراقبين الذين أرسلوا إلى أوكرانيا بطلب من السلطات الجديدة في كييف منعوا من دخول القرم. وللمرة الأولى أعلن الجيش الأوكراني أن قوات روسية كانت تطوق مواقع عسكرية غادرت المكان. لكن كل شيء يشير إلى أنه مجرد تغيير وحدات بعد مواجهة صامتة استمرت أياماً وشهدت بعض المناوشات. وفي سيباستوبول التي تضم مقر الأسطول الروسي للبحر الأسود، تخلى الروس لساعات عن تطويق مقر قيادة الأسطول الأوكراني.
وفتح القضاء الأوكراني تحقيقات بتهمة ممارسة نشاطات انفصالية ضد قادة السلطات الموالية لروسيا في القرم، بينهم رئيس الوزراء الجديد.
وأعلن وزير الدفاع الليتواني جوزاس اوليكاس أن الولايات المتحدة قررت إرسال 6 مقاتلات إضافية من طراز اف 15 لتعزيز مهمة مراقبة المجال الجوي لدول البلطيق التي تتولاها واشنطن حالياً في إطار حلف شمال الأطلسي.
كما أعلن سلاح البحرية الأمريكية أن المدمرة الأمريكية القاذفة للصواريخ «يو اس اس تراكستن» في طريقها إلى البحر الأسود للمشاركة في مناورات عسكرية مشتركة مع البحريتين البلغارية والرومانية، مؤكداً أن هذه المناورات مقررة منذ ما قبل الأزمة الأوكرانية.