كتبت - عايدة البلوشي:
رغم جمهورها المحدود؛ ووصف البعض لها بأنها تؤدي للانحراف؛ يستطعم بعض الشباب البحرينيون موسيقى الروك، ويجدون فيها عصرية و»ستايل» جديداً.
يقول الشاب عازف القيتار سامر الخان، بهذا الخصوص إن موسيقى الروك هي أحد أنواع الموسيقى التي ظهرت في السبعينات، أخذت تتوسع قليلاً في الثمانينات والتسعينات ومع ذلك فجمهورها في البحرين محدود، مقارنة بالولايات المتحدة وبريطانيا، مشيراً إلى أن الروك يختلف عن الفنون الأخرى، فهو يركز بشكل أساسي على العازفين، فلهم دور كبير فيه، كما إن أعضاء الفرقة يكونون فريقاً واحداً لفترة زمنية طويلة، حيث توجد فرق استمرت أكثر من 35 سنة وهم يعملون ضمن هذه الفرق وأعضائها.
ويبين الخان أن جمهور الروك يعتمد على الشكل (الستايل) وهو في الغالبية كان يقدم لفئة الشباب (الذكور)، إلا أن هناك فرق وأعضاء عرفوا المزج بين الكلام الجميل والموسيقى الصاخبة بالتالي كان يجذب عدد من الشباب للجنسين، ففن الروك مجال صعب، فما يقدم فيه أن كان جيدا فهو يفرض نفسه، أما غير ذلك لا يقبله المتذوقون لهذا الفن، كما إنه متعب بعض الشيء، حيث إنه لا يأتي من موهبة فحسب، إنما يعتمد أيضاً على التمارين.
من جانبه يرى الشاب محمود جميل أن موسيقى الروك من أفضل أنواع الفنون، لأنها تعتمد على العصرية و«الاستايل» الجديد وغالباً ما تكون هذه الموسقى بين الصاخبة والهادئ، وكثير من الناس خصوصا في البحرين لا يعرفون ما هي موسقى الروك، لذلك يصفونه بموسيقى تؤدي إلى الانحراف أو من هذا القبيل، بعكس دول الغرب، حيث عندما كنت في دراستي في أمريكا كانت هذه الموسيقى منتشرة بين أوساط الشباب.
ويعلق الطالب فهد رمضان: أسمع كثيراً موسيقى الروك، فهي جميلة جداً، فهي تحتل المرتبة الأولى بالنسبة لي وأحب أسمع كثيراً لفرقة اوزيرز، أما الذين لا يعرفون عن هذا الفن ويرونه مجرد أصوات وتقليد للغرب فأقول لهم اسمعوا ثم احكموا.
ويختلف رأي الشاب سامي محمد «الحقيقة لا أعرف ما هو «الروك» وكل ما هو أعرفه مجرد اسم وأسمعه عنه كنوع من أنواع الفنون ولا أرغب في معرفته، لأنه ما هو معروف وواضح تقليد للغرب بشكل كامل ولا جدوى لهذه الموسيقى».
ويذكر الشاب راشد محمد أن «الروك» موسيقى عرفها من خلال الإنترنت لكنها لا تستهويه، فهي أقرب إلى الغرب ولا تمت بصلة لنا، وهي تقليد للغرب.
وتعتبر موسيقى الروك، إحدى أنواع الموسيقى الشعبية التي ظهرت في ستينيات القرن العشرين في الولايات المتحدة وبريطانيا. تعود جذورها إلى الأربعينات من القرن نفسه، وتطورت من موسيقى الروك آند رول التي نشأت بدورها من تداخل أنماط موسيقية كانت سائدة آنذاك كالبلوز والكانتري والفولك، ليتولد هجين موسيقي يعتمد على ثلاثة آلات رئيسة هي الغيتار الكهربائي والبيس غيتار والدرمز.
ولطبيعة الجيل الشاب في المجتمعين الأمريكي والبريطاني في تلك الفترة، الخارجين تواً من حرب عالمية، لم تعد الموسيقى تسمع بهدوء بل أصبحت الآلات الكهربائية تحل محل الآلات الصوتية، مما أثر في ازدياد حدة وسرعة الإيقاع لهذا اللون الموسيقي الجديد المتسارع في انتشاره بين أوساط الشباب، والذي حرر دور الآلات الإيقاعية (الدرمز والبيس) من أدائها الضعيف نسبياً مقارنة بباقي الآلات الميلودية بإعطائها ثقلاً متوازناً مع الأخيرة، مبرزة التفاصيل الدقيقة للنوطة.
موسيقياً، درج الروك على استعمال الإيقاع الرباعي في الدرمز 4/4 ، وهو الشائع، إلا أن تفرع الروك لأنماط أخرى لاحقاً أسهم بتنوع الإيقاع ودخول أوزان جديدة فيه. غنائياً، يعتمد الروك على إظهار القوة في الأداء الصوتي أكثر من الغناء الرخيم والهادئ. وتحكم علاقة الكلمات بالغناء هذا الأداء الذي يتضح عنفوانه في الكلمات الثورية ويقل كلما تطرق للرومانسية. أغاني الروك تتنوع في القصة أو الحدث التي تعالجها أكثر من أنماط موسيقية أخرى تقليدية. فهي تعالج الانفعالات البشرية كالغضب والاكتئاب، وتنقل رغبات جامحة كالتحرر.