تجد الأرملة هدى الذوادي أن كل «أرملة هي قصة نجاح» فهي الأم والأب والصديق والمعلم لأبنائها، تتابع ما يحتاجه أطفالها من رعاية صحية وتعليمية وترفيهية، وتجد نفسها مسؤولة عن تحديات الحياة.
قامت الذوادي برعاية أبنائها الثلاثة، أكبرهم في المرحلة الثانوية وأصغرهم في المرحلة الابتدائية. وفي ذلك تقول: إن كل أرملة لديها أطفال لابد أن يختل التوازن لديها وتعيش في دائرة المعاناة والحزن، وفقد «عمود البيت» ليس أمراً سهلاً، وأول ما تفكر به أطفالها الصغار وكيف يعيشون دون أب؟ كيف يواجهون قسوة الأيام دون ذراعهم الأيمن؟ من الذي يقف بجانبهم في أفراحهم وأحزانهم؟ من يمسح بيده عليهم؟ وكيف تستطيع الإجابة على سؤال أطفال بقولهم «أين بابا»؟.
وتضيف: في 27 أغسطس 2007 توقفت عقارب الساعة عند الثانية والربع بعد الظهر، لتبدأ عندها المعاناة والحزن، ومازلت أتذكر أن زوجي كان يتناول الغداء مع أطفالي وأنا كنت صائمة في ذلك اليوم، وفجاة شعر بتعب وأخذته إلى المستشفى وتوفى وشكل ذلك صدمة بمعنى الكلمة، فهم لم يشتكِ من قبل من الآلام أوأمراض، رغم أنني عشت مراحل موته وفقده إلا أنني دخلت في دائرة الصدمة لمدة سنتين، لم أصدق الخبر وكنت دائماً أشعر بأنه سيعود في يوم من الأيام، ثم صحوت على حاجة أطفالي لي فخرجت من دائرة الصدمة.
وتواصل الذوادي: بعد موت زوجي انضممت للمؤسسة الملكية الخيرية، حتى شعرت أنني جزء من الأرامل، فشاركت في الأعمال التطوعية حين تبين لي أني أشارك بها في تنمية المجتمع.
وتتابع: ما يحزنني أن طفلي الصغير مازال يسأل عن أبيه، أما الكبار فهم دائماً ما يكتمون اشتياقهم لوالدهم دون التعبير عن مشاعرهم لكن لغة العيون هي التي تحكي بالنيابة عنهم.