عزت فعاليات مشكلة عنف النساء ضد الرجال إلى الحالة الإقتصادية وعجز الرجل على المسؤوليات المادية، فضلا عن البئية والوازع الديني.
واوضحت إن هذه المشكلة تعود لعدم التوافق الفكري بين المرأة والرجل. وأشاروا إلى أهمية الفهم والإدراك لطبيعة العلاقة الزوجية والالتزامات الأسرية المنوطة بكل من الرجل والمرأة. مشيرين إلى أن بعض الازواج يتكتمون عن تعرضهم للضرب أثناء وصول المشاجرات للمحاكم وذلك «حفاظا على رجولتهم».
أكد المحامي عماد الصعوب أن حالات عنف النساء ضد الرجال ليست منتشرة في البحرين بشكل كبير، مشيراً إلى أن البيئة والوازع الديني لهما الدور الأبرز على المرأة وتصرفاتها.
وقال الصعوب: هناك عدة أسباب لهذا العنف ومن أهمها البيئة التي نشأت فيها المرأة فإذا كانت بيئة تملؤها المشاكل تنشأ امرأة متسلطة عنيدة، بينما التي نشأت على تربية صحيحة ستحترم زوجها سواء كانت شخصيته ضعيفة أم قوية فذلك لا يؤثر على احترامها له.
وأشار إلى أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى عنف المرأة ضد الرجل فقد أصبحت المرأة غير مبالية بأهمية الحياة الزوجية، ومن الأسباب أيضاً ضعف شخصية الرجل فإذا كان ضعيف الشخصية سيتقبل العنف والتسلط من المرأة، وضعف الشخصية يرجع إلى عدة عوامل تكمن معالجتها من قبل جلسات نفسية وأخصائيين اجتماعيين، ويجب أن يكون هناك معاهد أو جمعيات تسعى إلى توعية الزوجين ما قبل الزواج ويشترط على الزواج أن يجتاز الزوجين هذه المحاضرة التوعوية.
بدوره قال المذيع عماد عبدالله إن مشكلة عنف النساء ضد الرجال تعود إلى الحالة الاقتصادية المتدنية التي أثرت بشكل كبير، فعجز الرجل على المسؤوليات المادية واضطراره لمشاركة عنصر آخر جعل الرجل مجبراً على الاستعانة بالمرأة لمساعدته على الحالة المادية، مشيراً إلى هذه الفترة تزامن ظهورها مع مطالبة المرأة بحقوقها وكأن المرأة كانت دونية ومعدومة من غير حقوق فأدى ذلك إلى استغلال عدة مؤسسات هذا التيار، فالبعض أخذها كفرصة ليقوي المرأة على مجتمعها تحت مسمى المطالبة بحقوقها والاهتمام بأمرها.
وأضاف عبدالله أن بيئة المرأة وتربية أبويها لها وإعطائها الحرية التامة أدت إلى استقلالها وسيطرتها على الزوج بعد زواجها منه، خصوصاً إذا كان الزوج معتمداً على المرأة مادياً ويمتلك شخصية لا تفوق زوجته قوة يتنازل عن عدة أشياء ومنها شخصيته الرجولية، مردفاً أن المرأة أصبحت تدرك في قرارة نفسها أنها تظن أنها تستطيع فتح منزل والاعتماد على نفسها مستغلة عن الرجل ومن هنا يبدأ العنف، مع العلم أن هذا ضد تعاليم ديننا الإسلامي وما حثنا عليه الإسلام، لكن بعض النساء المتحضرات تظن أن استقلالها وامتلاكها لجميع حقوقها وعزة كرامتها لديها لا تقبل أي أوامر من الرجل إن كان قد حاول منعها من الخروج أو الصراخ عليها فهي ترفض هذا وتمارس العنف ضده ولا يقصد بذلك العنف بالضرب فقط بل الإهانة والتسلط يعد أكبر عنف ضد الرجل وكبريائه.
وأشار عبدالله إلى أنه ورغم عشق المرأة إلى العيش بأمان ولكن تصرفاتها العنيفة تجعل الرجل غير قادر على توفير هذا الأمان لها، كما إن فئة النساء العنيفات لا تستطيع أن تفهم أنها مخلوقة بعد الرجل ليس باعتبارها الرقم الثاني بعده بل هي الأساس مخلوقة منه فهي من تحمله وتقوم بتربيته، وبفطرتنا وفي جميع الأديان نؤمن بأن المرأة لها دور عظيم جداً كما يمتلك الرجل دوراً عظيماً، ولكن نواجه مشكلة تداخل الأمور في بعضها وعدم الاتفاق والتوافق.
وبين عبدالله أن من أسباب ضرب المرأة لزوجها أو ممارستها العنف ضده أنها تكون العائل الرئيس للمنزل باعتبار حالته الاقتصادية متدنية أو أقل منها، فبعض الرجال يتزوج من امرأة حالتها المادية تفوقه من أجل مصلحة لا أكثر، وبتوقيعه لعقد زواجهما وقع على إسقاط كرامته وإلغائها من أجل مصالح يطمح بالوصول إليها من خلالها، ففي هذه الحالة يعتبر الخطأ من قبل الرجل إذ إنه أبدى مصالحه وحاجاته على كرامته ورجولته، لكن هذا لا يمنع أن في حالات تكون المرأة أحسن مادياً من الرجل ولكنها تحت جناحه وفي طوعه وحياتهما من أفضل ما يمكن بسبب اتخاذ المرأة لمكانها الطبيعي في الأسرة والزوج أيضاً يأخذ دوره الصحيح.
وأضاف عبدالله على الرجال حمل كلمة رجل بكل معانيها وليس بالجنس، وأقول للنساء «لا ياخذج التيار بفخرج ومحاولاتج لإثبات حقوق المرأة، تمسكي بأنوثتج، فأنتي أنثى عظيمة بكل مافيج، وذلك ليست دعوة بتركج لشغلج ولكن لاتتخذين مكان مو مكانج»، إن المرأة تستطيع عمل كل شيء، فكل الكرة الأرضية تعرف وتدرك أن المرأة تستطيع.
ولفت عبدالله إلى أنه للحد من أي مشكلة من هذا النوع علينا نرجع في بادئ الأمر إلى وزارة التربية والتعليم باعتبارها الجهة المعنية لتربية الأجيال وحثهم، لكن للأسف أن دور الوزارة ملغي تماماً في هذا الموضوع فهي لا تعمل إلا على تقديم مناهج ليمتحنها الطلبة ومن ثم ينساها، مؤكداً أن على وزارة التربية والتعليم عليها مسؤوليات ضخمة جداً وإن لم يكن مسؤولوها على إيمان وإدراك بمسؤولياتهم الضخمة فليتنحوا جانباً ويتركوا كراسيهم من الآن لأنه بأفعالهم هذه يقضون على أجيال قادمة تصل إلى 30 سنة للأمام.
من جانبها قالت المحامية سهى الخزرجي إن هذه المشكلة تعود لعدم التوافق الفكري بين المرأة والرجل فبعض النساء تظن أنه يجب على الرجل أن يعمل كل شيء ويغطي كل نواقص الحياة، فعندما تخرج المرأة من بيت أهلها تطمح أن يحقق لها الرجل كل أمنياتها ومطالبها ومن هنا تبدأ المشاكل وتتفاقم، ومن المفترض أن يبدأ الزوجان حياتهما مع بعض ويعملان على تكوين أسرتهما خطوة بخطوة، ومع الأسف عندما يعجز الرجل عن تلبية مطالب المرأة تبدأ المرأة بالألفاظ البيئية التي تسوقهما للمشاكل، ولتجنب تفاقم المشاكل والوصول لحالات أسوأ يجب على الزوجين الجلوس مع بعضهما والتفاهم لحل كل المشاكل.
وأضافت الخزرجي: في بعض الأحيان تصل المشاكل إلى مراكز الشرطة وطرد المرأة لزوجها خارج المنزل، وهناك عدة حالات تنتهي بضرب المرأة لزوجها ولكن لا يذكر الزوج هذه المشاكل عندما تصل لحالة الطلاق في المحكمة لكي لا يفسد صورته الرجولية، وكل ذلك يؤثر سلباً على الأبناء حيث يشاهدون عدم التوافق في التفكير بين والديهم ومن المفترض أن يكون هناك توازن واحترام لأنه أساس كل علاقة، وفي بعض الأحيان تبدأ المرأة بمساعدة الرجل في تكاليف الحياة إذا بدر من الزوج تقصير ولكن بعد ذلك تبدأ بمعايرته فيشعر الزوج بالنقص والإهانة ويؤدي ذلك إلى تدهور حالته النفسية.
وأشارت الخزرجي أن الخطأ يقع على عاتق المرأة والأهل والمجتمع الذي يفترض أن يزيد من توعية الأزواج وأن الزواج هو إيجاب وقبول واحترام وتوازن ومساعدة، وفي أضخم المشاجرات يجب أن يكون هناك احترام، لافتة إلى أن على الرجل أن يدرك أن المرأة عمود المنزل ومن غيرها ينهدم، والحل لتفادي زيادة هذه المشاكل أن يكون هناك زيادة في التوعية وتوجيه الإرشادات وإلزامية عمل دورات لتقديم النصائح والوعظ، ويجب على الزوجين أن يجيدان لغة الحوار والتفاهم وأن يكون لديهما صبر ويجب أن يناقشا الموضوع بهدوء وأخذ وعطاء.