لم تجد نسوة مبرراً للجوئهن إلى العنف ضد الرجل؛ سوى الاتكاء على الطفولة المعذبة، مؤكدات لـ «الوطن» أنهن عانين الأمرين من قسوة آبائهن والعنف المفرط بحقهن.
فاطمة لا تخفي أنها تمارس العنف ضد زوجها، متعذرة بالطفولة المعذبة التي عاشتها، حيث كان أبوها متسلطاً ولم يحترم المرأة بتاتاً، إذ تربت على عدم الاحترام والتسلط والجبروت، مشيرة إلى أن هذه الأمور لم تأت من فراغ، حيث إنها تأثرت كثيراً بمعاملة والدها لها وانعكس ذلك على شخصيتها بعدما كبرت. ولم يقف الأمر عند ذلك بل زاد سوءًا عندما تزوجت، حيث إنها تزوجت من رجل ذي شخصية قاسية أمضى زواجهما في إهانتها وخيانتها عدة مرات، فأصبح لـ «فاطمة» رد فعل على هذه المأساة التي تواجهها خصوصاً أنها هي من كانت تمسك جميع أمور المنزل وتأخذ دور الرجل دائماً فأصبحت بالنسبة لأبنائها الأم والأب. وتذكر فاطمة أن قصة العنف بدأت بتسلطها الدائم، حيث حكمت الحياة على «فاطمة» أن تأخذ دور الرجل والقوة في مختلف الأمور والمواقف، في بادئ الأمر كانت تؤذي زوجها إيذاءً نفسياً وبادرت بتقديم النصائح له ولكن لسوء حظه لم يستمع إليها ولم يكف عن الخيانة، إلى أن تغيرت «فاطمة» فأصبحت تقوم بإهانته وإهانة رجولته عن طريق توجيه كلام يهينه، موضحة أن في بعض الأحيان يصل الكلام إلى الشتم، وبعد عدة محاولات في التسلط والتمرد أصبح زوجها يطيع أوامرها ويخضع لرغابتها حتى أصبح يشاركها في الأعمال المنزلية ويقوم بأداء واجبات المنزل مثل غسل الصحون وما إلى ذلك، وتبدو فاطمة الآن مسرورة بهذا الحال التي وصلت إليها، إذ إنها تعد قسوتها عليه وتسلطها بمثابة إنجاز حيث أصبح زوجها يقوم بتأدية واجبات المنزل ويشاركها في ذلك.
بدوره يذكر بو محمد الذي يبلغ الثاني والستون من عمره أنه كان رجلاً في منزله بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ولكن بعدما شاخ وتعب جسده وتمكّن منّه المرض ثارت قواه وإنتهك المرض جسده فأدى ذلك إلى عجزه عن المشي والخروج، فأصبح في أغلب الأوقات يجلس في المنزل، وفي حالة مروره في أقسى لحظات حياته واحتياجه الشديد للمراعاة والاهتمام تمردت عليه زوجته التي تصغره من العمر وتتمتع بجمال وصحة جيدة، أصبحت تقضي جميع وقتها خارج المنزل غير مكترثة بسؤاله أو طلب الإذن منه، كيف لرجل مثل بو محمد يستطيع تحمل قسوة زوجته وتمردها، وابتعاد أبنائه وانشغالهم بتكاليف الحياة، كيف له أن يلبي إحتياجاته بنفسه وهو عاجز عن أبسط الأمور، تدهورت صحة بو محمد بسبب الضغط النفسي الذي واجهه من قبل زوجته وأبنائه أصبحت زوجته لا تكترث بتقديم الدواء له في مواعيده ولا تكترث بصحته ومتطلباته رغم أنه كان يلبي جميع متطلباتها ويحقق لها كل ما تمنت في حياتهما الزوجية أثناء ما كان يتمتع بصحة جيدة وقدرة على النهوض والحراك.
ويصف بو محمد حالته وعيناه تبكي بحرقة بسبب ما يحدث له، استمر في ذكر تفاصيل قسوة زوجته وتسلطها، إذ إنه أحياناً يواصل يومه كاملاً من غير طعام بسبب انشغال زوجته بالخروج مع أصحابها وتركها لمنزلها وزوجها تحت رعاية الخادمة، تسوء حالة بومحمد يوماً بعد يوم، وهو يردد أمنيته باهتمام زوجته به ومراعاتها لمستلزماته وهذا من أبسط حقوقه بعدما قام بتوفير السعادة لها وتحقيق كل ما كانت تتمنى.
أما «م» فيقول: أنا رجل كنت أتمتع بشخصية قوية ومتسلطة في منزل عائلتي، كنت لا أسمح لأخواتي بعلو صوتهن بالحديث معي، وكنت أمنعهن من الخروج الدائم وأراقب تصرفاتهن دائماً، إلى أن تزوجت وانشغلت في بيتي الخاص وزوجتي ولكن لم أكن أتوقع أن شخصيتي القوية تثور أمام زوجتي التي كنت أظن أنها ضعيفة ولا تمتلك أي شخصية، في بداية حياتنا الزوجية كنا من أسعد الزوجين كانت تتمتع بشخصية جميلة وعطوفة معي ومع عائلتي، ولكن بعدما تسللت المشاكل إلى حياتنا ظهرت زوجتي بشخصية أخرى، شخصية متعجرفة قاسية متمردة لا تحترمني ولا تتحفظ بكلامها معي، وفي يوم زاد فيه المشاكل وأصبح كلانا يوجه للآخر كلاماً قاسياً ولكن فوجئت بمبادرتها لضربي، كنت أظن أنها في حالة من العصبية وقمت بعذرها، ولكن لم أتوقع أنها ستكرر الأمر أكثر من مرة أصبحتُ دائماً أتوقع عند غضبها تضربني كرد فعل.
ويضيف: يقتحم رجولتي شعور قاس كل مرة عند ضربها لي فأشعر وكأنما تسقط رجولتي، رغم تسلطي على أخواتي لم أبادرهن بالضرب فأنا أعجز عن ضرب جنس النساء بسبب مبادئي التي لا تسمح لي بضربهن، وأنا أعترف قسوتي على أخواتي وتسلطي عليهن لم يكن إلا بدافع خوفي ومحاولتي لتربيتهن وتنشئتهن تنشئة صحيحة ولكن ضرب زوجتي لي لا أرى له أي مبرر أو سبب مقنع من وجهة نظري.