عواصم - (وكالات): قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن «التفاوض بشأن تشكيل حكومة انتقالية تهدف إلى إنهاء الصراع في سوريا يواجه عقبات» وندد «بموقف مجلس الأمن الدولي من الأزمة»، فيما حذر من «تحول سوريا إلى دولة فاشلة»، بينما قرر مجلس الجامعة المنعقد على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة تأجيل منح مقعد سوريا بالجامعة إلى الائتلاف الوطني السوري بعد اعتراض العراق والجزائر. وطغت الأزمة في سوريا المستمرة منذ 3 سنوات على الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب للتحضير للقمة العربية التي ستستضيفها الكويت نهاية الشهر الجاري.
وقال العربي «بكل أسف فإن فشل جولتي المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف يستدعي منا جميعاً إعادة تقييم الموقف، يبدو أن فكرة التفاوض حول تشكيل هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تعترضها الآن العديد من العقبات مما يدعو إلى القلق البالغ والأسف الشديد».
وأضاف «في الوقت الذي يقف فيه مجلس الأمن عاجزاً عن الاضطلاع بمسؤوليته لوقف هذه المأساة، وبالرغم من مرور ما يقرب من 3 سنوات فلم يصدر مجلس الأمن حتى الآن قراراً يأمر بوقف إطلاق النار».
من جهته، حمل رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا حكومة الرئيس بشار الأسد مسؤولية «فشل» مفاوضات جنيف ودعا الدول العربية إلى إدراج جماعات من بينها «حزب الله» الشيعي اللبناني على لائحة الإرهاب العربية وطالب بالضغط على المجتمع الدولي لتقديم أسلحة نوعية لمقاتلي المعارضة. وقال الجربا «إننا نتوجه إليكم لنجدد دعوتنا بضرورة وضع هذه المنظمات ومعها «حزب الله» بكل فروعه والمنظمات العراقية الفاشية مثل جماعة أبو الفضل عباس وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» وما شاكلها في لائحة الإرهاب العربية ورفعها إلى العالم وإعلان هذه الجماعات ككيانات غازية لدولة عربية عضو في الجامعة العربية والتعاطي معها على هذا الأساس».
وأضاف الجربا «كما نجدد دعوتنا للجميع بدون استثناء بضرورة دعمنا والطلب إلى المجتمع الدولي الإسراع بدعمنا بالسلاح النوعي الذي وعدنا به وأن يزداد الدعم بكل ما يتيسر».
وقرر المجلس تأجيل منح مقعد سوريا بالجامعة إلى الائتلاف الوطني السوري.
وكان وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل قد طالب في كلمته أمام الاجتماع بتسليم المقعد للائتلاف لتكون رسالة قوية للمجتمع الدولي بمساندة الائتلاف، إلا أن الجزائر والعراق عارضتا القرار باعتبار أنه مخالف للقانون الدولي. وظل مقعد سوريا فارغاً، في ظل غياب ممثل الحكومة السورية وحضور رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا. وإلى جانب القضية السورية خيمت الخلافات العربية التي برزت مؤخراً على الجلسة. وقال نبيل العربي «إن العلاقات العربية البينية في حاجة إلى وقفة جادة لإزالة ما يعترض العمل العربي من عقبات».
ومثل قطر في اجتماع الأمس مساعد وزير الخارجية للشؤون الخارجية محمد بن عبدالله الرميحي. وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، تبنت الجامعة رفض الرئيس محمود عباس لمطلب إسرائيل الاعتراف بها كدولة يهودية.
وقال البيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية «أكد مجلس جامعة الدول العربية دعمه للقيادة الفلسطينية في مسعاه لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مشدداً على رفضه المطلق للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية». وبدأت الجلسة الأولى للمجلس الوزاري بكلمة ليبيا رئيسة الدورة السابقة.
وتطرق وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز في كلمته إلى عدة موضوعات تعني العرب، ومنها الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران، فطالب طهران بانتهاء احتلال هذه الجزر. كما اعتبر الوزير أن «تطوير العمل العربي المشترك يتطلب اتفاقاً سياسياً عربياً».
وبعد انتهاء كلمته سلم وزير خارجية ليبيا نظيره المغربي صلاح الدين مزوار رئاسة الدورة المقبلة لمجلس الجامعة العربية. وفي كلمته طالب مزوار بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.