التعامل مع التجاوزات المخلة بالأمن وفق إجراءات عادلة ومحكمة
لن نقبل أبداً مواصلة الإرهاب ضد رجال الأمن
دماء الشهداء جسدت معنى التلاحم الخليجي
شهداء الواجب سطروا بدمائهم صفحات مضيئة بتاريخ الوطن
دعاة العنف والتخريب استباحوا براءة الأطفالأكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، أن البحرين تواجه إرهاباً منظماً يستهدف المنطقة ككل، لافتاً إلى أن الدولة ملتزمة بالتعامل مع التجاوزات المخلة بالأمن وفق إجراءات عادلة ومحكمة.
وأضاف سموه لدى رعايته حفل تخريج الدفعتين السادسة والتاسعة من طلبة الأكاديمية الملكية للشرطة أمس، أن دعاة العنف والتخريب استباحوا براءة الأطفال وشوهوا عقولهم، مشيراً إلى أن “الإرهاب ليس سبيلاً للإصلاح ومآرب تفتيت اللحمة لن تنجح”.
ودعا سموه، الجميع إلى التكاتف بمواجهة فكر متطرف تبثه منابر التحريض والفتنة، موضحاً أن شعب البحرين معروف بنزعته الطيبة ولم يعرف يوماً العدوانية، وتصاعد الإرهاب دافع يشد عزيمتهم وصلابتهم.
وقال سموه إن دماء شهداء الواجب من رجال الشرطة جسدت معنى التلاحم ووحدة المصير الخليجي، لافتاً إلى أنهم سطروا بدمائهم صفحات مضيئة في تاريخ الوطن.
وأكد سمو رئيس الوزراء أن “يد العدالة ستطال كل مرتكبي أعمال الإرهاب، وتطبيق القانون بشدة وبحزم تجاه الساعين لاختطاف إرادة الشعب تحت دعاوى خير تبطن الشر”، وقال “نكافح الإرهاب بقوة القانون وجاهزية الأجهزة الأمنية، ولن نقبل أبداً مواصلة الإرهابيين العنف ضد رجال الأمن”.
وهنأ سموه أبناءه الخريجين المزمع انضمامهم إلى زملائهم من رجال الأمن، لأداء واجبهم الوطني في حفظ أمن البحرين واستقرارها، مضيفاً “بقوة القانون وجاهزية الأجهزة الأمنية سنكافح الإرهاب ونجابه الإرهابيين”.
وأوضح سموه “نحفظ أمن البحرين واستقرارها بعزيمة أبنائنا ممن أتموا الاستعداد لأداء واجباتهم الأمنية، وأصبحوا على قدرة وتأهيل كافيين لمواجهة أي مستجد وطارئ”، مشيراً إلى أن “الدولة ملتزمة بالتعامل الحازم مع التجاوزات المخلة بالأمن والاستقرار، وفق أفضل الممارسات العملية والمعايير الدولية، ووفق إجراءات قانونية عادلة ومحكمة”.
وقال سموه “لن نقبل أبداً مواصلة الإرهابيين العنف ضد رجال الأمن، ويجب أن يوضع حد لهذا العنف بالقضاء على الإرهاب، لأن من يمارس هذا العنف هم الإرهابيون”، لافتاً إلى أن ما تواجهه البحرين من إرهاب منظم لا يستهدف أمنها واستقرارها فقط، ولكنه يستهدف دول وشعوب المنطقة ككل، ودماء شهداء الواجب التي سالت على أرض البحرين جسدت معنى التلاحم ووحدة المصير بين أبناء دول مجلس التعاون.
وأشاد سموه بجهود منتسبي وزارة الداخلية وشجاعتهم في التصدي للعمليات الإرهابية، مؤكداً أن تضحياتهم وعطاءهم الكبير محل تقدير واعتزاز من كل مواطن مخلص لتراب الوطن وحريص على مستقبله.
وأردف سموه “ممارسة العنف والإرهاب لا يمكن أن تكون سبيلاً لمن يريد الإصلاح، ولن ينجح من يقف خلفها أو يحرض عليها في الوصول إلى مآربه في تفتيت الوطن ولحمته المتماسكة”.
ودعا سموه إلى تكاتف الجميع في مواجهة فكر متطرف تبثه منابر التحريض والفتنة، بعد أن طال حتى الأطفال الصغار وشوه عقولهم وقتل براءتهم، وجعل منهم صيداً سهلاً استباحته جماعات التخريب والعنف، وحولتهم إلى أدوات للقتل والتفجير، مضيفاً “كان الاطفال هم أول ضحايا القتل والتفجير، وهذا سلوك إجرامي وانتهاك للقيم الدينية والمجتمعية ينبغي التصدي له بحزم، بما يتفق مع القوانين الوطنية والمواثيق الدولية الخاصة بحماية الطفل”.
وذكر سموه أن شعب البحرين معروف بنزعته الطيبة ولم يعرف يوماً العدوانية، وإنما كان دوماً مثالاً للعمل والبناء والتقدم، وما نراه اليوم من تصاعد للإرهاب لن يكون سوى دافع يشد عزيمة أهل البحرين وصلابتهم، ولن يؤثر في حبهم لوطنهم أو يجرهم لما يرمي إليه هؤلاء من فتنة وتشرذم.
وأضاف سموه “شهداء الواجب من رجال الشرطة سطروا بدمائهم وتضحياتهم صفحات مضيئة في تاريخ الوطن، ويحق لنا جميعاً أن نفخر بها، وأن نستذكرها على الدوام لتكون دروساً للأجيال المقبلة في معنى الوطنية الصادقة”.
وجدد سموه تأكيده أن يد العدالة ستطال كل مرتكبي الأعمال الإرهابية، وأن القانون يطبق بكل شدة وحزم على كل من يسعى لتدمير مكتسبات الوطن، واختطاف إرادة شعبه تحت دعاوى زائفة ظاهرها الخير وباطنها الشر والخراب.
وأكد سمو رئيس الوزراء، حرص الحكومة على تعزيز قدرات وجاهزية واستعداد الأجهزة الأمنية بما يمكنها من أداء دورها الوطني على الوجه الأكمل.
وأبدى سموه إعجابه بما شاهده من مستوى مميز من الانضباط بين الخريجين، داعياً إياهم إلى بذل مزيد من الجهود في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره.
من جانبه قال وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة “يشرفني وببالغ الاحترام والتقدير أن أرحب بسمو رئيس الوزراء، وأن أشكر بخالص الامتنان تشريفه برعاية حفل تخريج الأكاديمية الملكية للشرطة، وهذا يأتي في إطار رعايته المتواصلة لمنتسبي وزارة الداخلية، ودعمه لرجال الأمن وتقديره لجهودهم والإشادة بدورهم”.
وأضاف “نعبر عن فخرنا واعتزازنا بمواقف سموكم الوطنية وتوجيهاتكم السديدة لخدمة الأمن العام، وأجد نفسي في هذا اليوم الجامع، ومن هذا المكان، ملزماً بأن أتوجه بالدعاء إلى الله العلي القدير أن يرحم شهداءنا الأبرار ممن ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الحق وفي سبيل الواجب حفظاً لأمن هذا البلد واستقراره، وأسأل المولى عز وجل أن يجزيهم خير الجزاء ويسكنهم فسيح جنانه”.
وأردف الوزير “هذا اليوم يعد من أيام الإنجاز لشرطة البحرين، إذ نحتفل فيه بتخريج الدفعة السادسة من التلاميذ العسكريين والدفعة التاسعة من التلاميذ العسكريين الجامعيين، بعد أن اجتازوا بنجاح البرامج التدريبية، واستكملوا الاستعداد والتأهيل المطلوب لأداء الواجبات الأمنية ومواجهة المستجدات والتحولات الطارئة”.
وتابع “شهدنا في الفترة الماضية كيف كان التركيز الإعلامي والحقوقي والسياسي على البحرين، وكأنها تمر في مرحلة اختبار أمام العالم، ومن خلال تمسكنا بالحق وبنهج العدالة والشفافية بقيادة جلالة الملك المفدى، تم قلب الموازين وظهرت الحقيقة ناصعة، فمن كان يتحامل علينا بالاستخدام المفرط للقوة، أصبح يدرك الحقيقة، ويدين ما نواجه من عنف وإرهاب، وإن تحقيق هذه الغاية كلفنا الكثير من الصبر والتحمل، وكل ذلك من أجل حفظ أمن البحرين”.
وقال “إذا كان من كلمة أوجهها إلى الخريجين بهذه المناسبة، فإني أحمد الله سبحانه وتعالى الذي شرفنا أن يكون قدرنا خدمة الوطن في ظل ظروف أمنية غير عادية، وإن ثبات إخوانكم في الميدان كشف أبعاد وحقيقة الأوضاع في البحرين، وبفضل صبرهم وانضباطهم حققوا الفوز في الداخل والخارج”.
وأضاف “أود القول إن أداء رجال الأمن، خير رد على أية مراهنات سياسية كان القصد منها زعزعه الأمن والاستقرار، وإننا نذرنا أنفسنا لخدمة الوطن، لا نقطع وعوداً قد لا نتمكن من تنفيذها، إنما اخترنا العمل وتركنا القول لغيرنا مصداقاً لقوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)”.
وخاطب وزير الداخلية الخريجين “لكن الطريق أمامكم ليس سهلاً، بل هو طريق من العمل الجاد والثبات على قسم ستؤدونه، والتمسك بثوابتنا الوطنية، وإن رسالتكم الأمنية هي رسالة وطنية بحرينية وعروبية”.
وواصل “تذكروا أن التزامكم بالقانون هو سبيلكم لإنجاز عملكم، ففي ذلك قوة لكم وضعف لمن هو أمامكم، وأن قوات الأمن العام المنتمين إليها، وتعملون تحت شعارها جديرة أن تفخروا بها، وبإنجازاتها المخلصة، وعطائها الوطني وبأدائها الحضاري، وبما يملك منتسبوها من شجاعة وانضباط في حفظ الأمن والاستقرار، وما قدموا من تضحيات في سبيل الواجب”.
وخاطب الخريجين بالقول “لكم أن تبقوا هاماتكم مرفوعة وتعتزوا بالانتساب إليها، أما هؤلاء المتمردون ممن أقدموا على استباحه القتل وترويع الآمنين فإنهم اختاروا لأنفسهم العقاب وبئس الجزاء في الدنيا والآخرة، ولن يتمكنوا بإذن الله من تحقيق أهدافهم، فقد تبرأ منهم كل من يخاف الله، ولا يفوتني هنا أن أشكر كل من وقف مع الحق وأدان واستنكر العمل الإرهابي الآثم”.
وفي ختام كلمته سأل الوزير، الله العون لحمل أمانة المسؤولية الوطنية، متمنياً للجميع التوفيق والسداد لما فيه خدمه الوطن ليظل آمناً مزدهراً في ظل قيادة جلالة الملك المفدى.
وكان الحفل بدأ فور وصول سمو رئيس الوزراء، وكان بمقدمة مستقبليه وزير الداخلية وكبار مسؤولي الوزارة، وفي مستهل الحفل عزف السلام الوطني، ثم بدأ العرض العسكري بالمرور أمام المنصة وأداء التحية لراعي الحفل، بينما أدى الخريجون القسم العسكري ثم تفضل سمو رئيس الوزراء بتكريم أوائل الخريجين.
وتشرف عدد من كبار ضباط وزارة الداخلية والهيئة التعليمية في الأكاديمية الملكية للشرطة بالسلام على سمو رئيس الوزراء، معربين عن شكرهم وتقديرهم لرعايته الحفل، ودعمه اللامحدود لجميع ضباط وأفراد وزارة الداخلية.
وحرص سموه على تزويدهم بتوجيهاته، وتصب في الارتقاء بالعمل الأمني، شاكراً لهم ما يبذلونه من جهد في خدمة الوطن وحفظ أمنه، وبعدها غادر سموه بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
وسلم وزير الداخلية الشهادات للخريجين، وهنأهم بالانضمام إلى زملائهم من رجال الأمن من أجل حفظ الأمن ونشر الطمأنينة في ربوع الوطن. وحث الوزير الخريجين، على أهمية الاستفادة مما درسوه من علوم وما تلقوه من دورات وبرامج تدريبية وتطبيقها في مجال عملهم، والارتقاء بالأداء والنهوض بالمسؤوليات والواجبات بما يحقق الأمن والاستقرار في المملكة، متمنياً لهم التوفيق والسداد في مهامهم.